البلاد - زهية رافع - هاجم محسن بلعباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية “الأرسيدي”، ندوة الحوار الوطني المنعقدة اليوم، عبر اتهام عدد من القيادات المشاركة فيها بالانتهازية والخوف من الديمقراطية والشفافية، وهي القيادات الحزبية نفسها التي كان يتفاخر بالعمل معاها قبل أيام قليلة فقط، لينقلب على عقبيه بمجرد ظهور بوادر انفراج للأزمة.
وأظهر محسن بلعباس، هجوما عنيفا ضد القوى السياسية المشاركة في ندوة الحوار الوطني من أجل بحث حلول واقعية للأزمة الراهنة، مطلقا اتهامات بوجود نوايا لعزل القوى الديمقراطية، على حد تعبيره.
وقال بلعباس، في الكلمة الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني، اليوم: “إن التقسيم الذي تسعى إليه سلطة الأمر الواقع يتمثل في عزل القوى المطالبة بالقطيعة مع النظام، عن طريق انتقال ديمقراطي يستمد مرجعيته من القيم الكونية، ومن ديمقراطية يحكمها التناوب على السلطة، على حد تعبير خليفة سعيد سعدي، في تناقض صارخ في تصريحاته المعاكسة تماما لأفعاله”.
وتعد هذه الخرجة الأعنف منذ انحراف “الأرسيدي” وانقلابه على جماعة مزفران، الذين شارك معهم في ندوة المعارضة السابقة، وضم صوته لصوت المعارضة التي عرضت على النظام السابق خارطة طريق من منظورها السياسي بعد تشريح الوضع السياسي، وتحميل النظام السابق مسؤولية الأزمة السياسية، لكن بلعباس الذي قاطع ندوة الحوار الوطني التي تهدف للبحث عن آليات للخروج من الأزمة والتوجه نحو انتخابات رئاسية تبنى خطابا متطرفا، حيث كال اتهامات جبانة ضد الجيش الشعبي الوطني، الذي مافتئت قيادته تؤكد على دعهما المطلق ومسايرتها للحراك الشعبي وتحقيق مطالبه المشروعة.
وذهب رئيس الأرسيدي في خرجته إلى أبعد من ذلك، حيث اعتبر اختزال الأزمة السياسة التي تعيشها الجزائر في انتخابات رئاسية جديدة هو أسوأ خيار، وهذا طبعا لأن “الأرسيدي” ومنذ نشأته بداية التسعينات، لم يؤمن يوما بالصندوق الانتخابي، مفضلا خيار التعيين مثلما يروج له المحامي والمناضل السابق في “الأرسيدي”، مقران آيت العربي.
ورغم أن “الأرسيدي” كان من بين المطالبين بضرورة تطهير مؤسسات الدولة من الفاسد، إلا أنه حصر ما يجري من محاسبي رموز الفاسد في تصفية حسابات خاصة، في إشارة واضحة لحبس بعض رجال الأعمال المحسوبين على التيار الإيديولجي نفسه”.
