الجزائريون يتأهبون لإعادة مشاهد جنازة "بومدين" وينصبون خيم عزاء "قايد صالح" في بيوتهم

حافلات لنقل المواطنين من الولايات لحضور الجنازة وإلقاء النظرة الأخيرة

 

البلاد.نت- حكيمة ذهبي- لم يسبق للعرب، أن بكوا رجلا عسكريا، مثلما يبكي الجزائريون رحيل قايد صالح، الرجل الذي كانت عشرة أشهر كفيلة بصنع وصال وثيقة بينه وبين الشعب، يتجه لتخلد جنازته في تاريخ جنائز العظماء، ليعيش جيل جديد من الجزائريين جنازة تضاهي في مراسمها مشاهد توديع "بومدين".

 

هكذا أنصف التاريخ "العظماء" بجنائز شعبية

لم تكن الجنائز الشعبية في الجزائر، يوما، مرتبطة برغبة الميت، فقد كان التاريخ دائما، منصفا، في تشييع "عظماء" الأمة. ويشهد الجزائريون في تاريخهم جنازتين دخلتا موسوعة التاريخ، دون أي حسابات قبلية، أولاها تلك التي شيع فيها جيل السبعينات جنازة "رئيس الفقراء"، هواري بومدين، بعدما كانت وفاته فاجعة بالنسبة للشعب الذي ارتبط به مثل ارتباط الطفل بأبيه، ثم جنازة "الرجل الأبيض" الرئيس الراحل الشادلي بن جديد، أب التعددية السياسية، الذي ارتبط به الجزائريون كونه خليفة بومدين. ورغم أنه توفي بعد 23 سنة من مغادرته الحكم، إلا أنه تمكن من حشد الجزائريين حول جنازته التي شيعت بتاريخ 8 أكتوبر 2012.

وتكررت بضع تلك المشاهد في جنازة الراحل محفوظ نحناح، يوم الجمعة 20 جوان 2003، ثم جنازة عبد الحميد مهري، في 30 جانفي 2012، وحسين آيت احمد في الفاتح جانفي 2016، هذه الجنائز التي لم تكن رئاسية، ورغم "الظلم" الذي عانى منه الرجال السياسيون الثلاثة، إلا أن الشعب أنصفهم، والتف يشيعهم في جو مهيب.

 

الجزائريون ينصبون خيم العزاء في بيوتهم

في رحيل قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، يبدو الأمر "خاصا"، ذلك أنه لم تسجل أي دولة عربية، التفاف شعوبها حول قائد عسكري بكل هذه الكتل من العاطفة، ذلك أن "العسكر" العربي، لم يكونوا يوطدون تلك اللحمة بين الجيوش والشعوب، هي النقطة الفارقة التي جعلت المجاهد الراحل يدخل التاريخ من خلالها من بابه الواسع، فقد شاءت الأقدار أن يكون قائدا للجزائريين في أصعب أزمة سياسية، كادت أن تقذف بها نحو المجهول.

تلك اللحمة جعلت الجزائريين، عبر مختلف ولايات الجمهورية، ينصبون خيم العزاء في تأبينيات مفتوحة، على فقيد الجزائر قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، الذي وافته المنية فجر الاثنين بمنزله بالعاصمة، وشرعت قرى البلاد في استقبال التعازي، فيما اختار تجار وأصحاب محلات تقديم الخبز مجانا، صدقة على روح فقيد الأمة، الذي تعتصر الجزائر ألما لفقدانه، في سياق مرحلة تاريخية كتب فيها اسمه من ذهب.

وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي، بفيديوهات يبكي فيها الجزائريون فقيدهم، كبارا وشبابا وأطفالا، الذين كانوا يرون فيه، وهو الذي عودهم طيلة عشرة أشهر من الأزمة، بخطابات كل ثلاثاء، يبعث من خلالها الطمأنينة في نفوس الشعب، بعد موقف تاريخي يشهد له، بوقوفه إلى جانب انتفاضة الشعب ضد "العصابة".

 

حافلات لنقل المواطنين من الولايات وبيوت العاصميين مفتوحة للمعزين

وستشيع جنازة قائد الأركان غدا، بمقبرة "العالية" بالعاصمة، على أن تلقى عليه النظرة الأخيرة بقصر الشعب، في يوم مفتوح. وأعلن مواطنون من مختلف الولايات عن تخصيص حافلات لنقل مئات المواطنين الراغبين في حضور تشييع الجنازة وأولئك الذين يريدون القدوم إلى عاصمة البلاد، لإلقاء النظرة الأخيرة، على الفقيد. كما أعلن مواطنون قاطنون بالعاصمة، فتح منازلهم أمام المعزين القادمين من مختلف الولايات.

 

الأكثر قراءة

  1. بــلاغ هــام من وكالة "عدل"

  2. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34151 شهيد

  3. لفائدة العائلات.. الخطوط الجوية الجزائرية تطلق عرض خاص "أسرة"

  4. رياح قوية وزوابع رملية على هذه الولايات

  5. وفاة الداعية الإسلامي عبد المجيد الزنداني

  6. هذا هو توقيت القطار الليلي على خط "الجزائر – عنابة – الجزائر"

  7. لهذا السبب.. غلق مؤقت لطريق وطني بين ولايتي بجاية وجيجل

  8. عون: الأنسولين المحلي يتعرض لحملة شرسة منذ أسبوعين

  9. للوقاية من التجاعيد.. إليك نوع من الطعام ضروري للبشرة

  10. الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للطاقة : الجزائر على موعد مع إنجاز 6 محطات تحلية جديدة بالطاقة الشمسية في 2025