
أولياء يفضلون تسجيل أبنائهم بالمدارس القرآنية
شهدت مختلف المؤسسات التربوية الابتدائية على المستوى الوطني انخفاضا كبيرا في عدد أقسام التحضيري، خاصة على مستوى المدن الكبيرة، بسبب ارتفاع عدد التلاميذ المتمدرسين ضمن النظام الإجباري، مما تسبب في إلغاء العديد من أقسام التحضيري بالمؤسسات التربوية الابتدائية بعد امتلائها عن آخرها وتحديد الأولوية في التسجيل لأصحاب 5 سنوات ومنع ذلك بالمدارس المكتظة الأمر الذي أغضب أولياء التلاميذ الراغبين في إدخال أبنائهم إلى هذه الأقسام.
وفي السياق نفسه امتد نقص المدارس التحضيرية وانعدامها في المناطق النائية التي حرم أطفالها من الولوج لهذه الأقسام، الأمر الذي دفع بأولياء التلاميذ لطرح تساؤلهم على وزارة التربية حول عدم وضعها لمخطط يمكن هذه الفئة باختلاف مناطق الوطن من الالتحاق بالأقسام التحضيرية كغيرهم من الاطفال.
أولياء يشكون الاكتظاظ بـ”أقسام التحضيري”
وتسبب الاكتظاظ في اغلب المدارس الموجودة عبر الوطن في تخفيض الاقسام الخاصة بالتحضيري، حيث رفضت طلبات عدد كبير من الاولياء الراغبين في إدخال ابنائهم مبكرا للمدارس، رغم وصول سنهم الخامسة.. هذه الحالة خلقت عدة مناوشات بالابتدائيات من طرف الاولياء والمدراء واجبر البعض على الاستعانة بأقاربهم ومعارفهم من اجل إدخال ابنائهم للاقسام التحضيرية. من جهة اخرى عرفت بعض البلديات غيابا تاما في الأقسام التحضيرية على غرار بلدية شعيبية بالعاصمة والمجمعات السكنية الجديدة التي تشهد نقصا في المنشات التربوية .
سناباب: “لا يوجد مخطط وطني متوازن للأقسام التحضيرية “
من جهته، كشف نبيل فرقنيليس المكلف بالإعلام على مستوى الفدرالية الوطنية لقطاع التربية المنظوية تحت لواء “سناباب” في حديثه لـ«البلاد” أنه رغم مرور سنوات على اعتماد وزارة التربية الوطنية تدريس السنة التحضيرية بالمدارس الابتدائية، إلا أن عملية فتح تلك الأقسام لا تزال تقتصر فقط على المناطق الكبري، في الوقت الذي تنعدم بتاتا بالمناطق النائية والمعزولة.
وأكد المتحدث أن الأولياء أصبحوا يتهافتون على إدخال أبنائهم إلى هذه الأقسام خاصة منهم الموظفين الذين لا يستطعون دفع مستحقات الروضات كونها أصبحت باهضة الثمن، داعيا وزيرة التربية الوطنية لضرورة إعداد مدرسين متخصصين في علم النفس من اجل التكيف وتقديم الأحسن لهؤلاء الأطفال.
أولياء يفضلون تدريس أبنائهم في المساجد كبديل للأقسام التحضيرية
في ظل النقص المسجل بالاقسام التحضيرية، لجأ اغلب الأولياء الى تسجيل ابنائهم بالمدارس القرانية والمساجد بغية تعلم ابنائهم تعاليم الدين الإسلامي من جهة وحتى تنمو ملكات الادراك لدى أطفالهم من جهة أخرى.
وحسب احد الأولياء الذي تحدث لـ “البلاد”، فإنه يفضل أن يدخل طفله إلى المدارس القرانية في ظل الضغط الذي تعرفه الاقسام التحضيرية والتي تتسبب في تشويش ذهن الطفل اكثر من إنـــماء ذكائه على عكس المدارس القرانية التي تهذب اخلاق الطفل وتحسن إدراكه بتلقينه القران في سن مبكرة حتى يستطيع دخول المدرسة ويتفوق في نتائجه.
الأمر نفسه ذهبت إليه إحدى المواطنات التي أكدت لنا أنها موظفة وتكاليف المعيشة أجبرتها على العمل واخذ ابنها إلى الأقسام التحضيرية، غير أنها وجدتها مكتضة عن آخرها ففضلت أن تسجل ابنها في المدارس القرآنية.
يجدر الذكر أن وزارة التربية الوطنية أمرت مديري التربية بفتح أقسام التحضيري في المؤسسات التي تستوعب عددا آخر من التلاميذ فقط، داعية إلى رفع عدد التلاميذ في قسم التحضيري إلى 30 على أقصى تقدير لاستيعاب أكبر عدد منهم، بعدما كان العدد لا يتعدى 15 أو20 تلميذا بالقسم كأقصى حدٍ سابقا.
وجاءت تعليمات الوزارة، عقب الانتهاء من عملية التسجيلات الخاصة بالدخول المدرسي لفائدة تلاميذ التعليم الإجباري. في حين تبقى بعض الأمور الإدارية الخاصة بالتحويلات أو التسجيلات المتأخرة لتنتهي خلال هذا الأسبوع كأقصى تقدير.
تعليمة وزارية: الأولوية في أقسام التحضيري لأطفال الـ5 سنوات
في تعليمتها شددت وزارة التربية على ضرورة إعطاء الأولوية للتلاميذ البالغين 5 سنوات لتسجيلهم في أقسام التحضيري والذين سيدخلون السنة الأولى من التعليم الإجباري خلال الموسم المقبل وهذا بعد تمكّن كافة التلاميذ البالغين 6 سنــوات من التسجيل في المدارس، مع ضرورة إلغاء قســـم التحضيري في كل مؤسسة تعرف اكتظاظا بأقسامها، خاصة بعدما تم تسجيل قرابة 55 تلميذا في بعض الأقسام، خلال الموسم الجاري.