قيمة التحويلات المالية للجالية الجزائرية تفوق 2.4 مليار دولار

رئيس جمعية الشباب الجزائري بفرنسا غرناوط لطفي في حوار لـ"البلاد"

شباب جزائري في فرنسا
شباب جزائري في فرنسا

بداية هل لك أن تعرف الجمعية لقراء جريدة البلاد؟

جمعية الشباب الجزائري بفرنسا AJAF جمعية جزائرية خاضعة للقانون الفرنسي 1901 المنظم لعمل الجمعيات تأسست في ماي 2017 رغم أن التحضير لاستحداثها يعود إلى سنة 2015، وجمعيتنا تنشط في الوسط الشباني لأبناء الجالية الوطنية كما أنها لا تقصي الفئات الأخرى، حيث أنشأنا فروعا تهتم بكل الشرائح والاستماع لمشاغلهم في إطار عمل جمعوي غير تقليدي.

إن هدفنا الأهم هو تأطير شباب الجالية وتحسيسهم بأهمية لعبهم دورا في سياسة البلاد ومشاركتهم في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوطن الأم، إلى جانب توعيتهم بمدى ضرورة التكتل في مجموعات فعالة لتشكيل لوبي يخدم مصالحنا كمغتربين ومصالح الجزائر في الخارج، إلى جانب العديد من الأهداف الأخرى لا يسعني تلخيصها.

وأنا المدعو لطفي غرناوط رئيس جمعية الشباب الجزائري بفرنسا، وعضو المكتب الفيدرالي للاتحاد العام للجزائريين بالمهجر المكلف بالشباب، وأستاذ جامعي في الزراعة والإنتاج الحيواني والطاقات المتجددة.

 

ـ يعرف الجزائريون أن عدد المغتربين مرتفع، هل تملكون رقما دقيقا عن عدد الجزائريين المغتربين؟

الجزائريون متواجدون بكثرة بفرنسا، والأرقام متضاربة بين 4 ملايين أو أكثر، ومشكل الإحصاء كان محل اهتمامي في برنامج حزب تجمع أمل الجزائر الذي مثلته خلال الانتخابات التشريعية الماضية.

وفيما يخص عدد المسجلين على مستوى القنصليات يفوق بقليل مليونا وتسعمائة ألف جزائري، بمن فيهم مزدوجو الجنسية، وهذا الرقم يبقى بعيدا عن الوزن الديمغرافي الحقيقي للجزائريين الذين يقيمون بطريقة شرعية وغير المسجلين، يضاف إليهم أكثر من 200 ألف دون وثائق حسب التقارير الأخيرة للسلطات الفرنسية وطلبات الوثائق. وبالنسبة للمسجلين في القوائم الانتخابية فعدهم 950 ألف جزائري.

 

ـ كيف تنظرون إلى تعامل الحكومة مع الجالية الجزائرية؟

نظرتي كانت دائما إيجابية ولاتزال إيجابية ومنطقية رغم التأخر الكبير في الإفراج عن بعض الإجراءات والامتيازات التي تضمنها برنامج فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والتي أعلن عنها بلسان الوزير الأول أحمد أويحيى على هامش زيارته الأخيرة لباريس، تؤكد أن حكومتنا وضعت مطالب جاليتنا في أولوياتها، وفي انتظار تفعيل تلك القرارات ميدانيا، آمل أن تكون انطلاقة فعلية تعبر عن إرادة الحكومة في إشراك الجزائري المغترب في التنمية الوطنية سياسيا واقتصاديا من جهة، والتكفل بمشاكله من جهة أخرى.

 

ـ ألا تعتقدون أن وجود هيئة حكومية تعنى بالجالية أصبح مهما في الوقت الراهن؟

يعتبر استحداث هيئة حكومية تليق بالعدد الهائل للجزائريين في الخارج ذات طابع استشاري مطلبا ملحا، كمجلس أعلى للجالية على الأقل، مؤسسة تتمتع باستقلال إداري، دورها ضمان المتابعة والتقييم للسياسات المقررة والإسراع في تنفيذها، وأيضا تحسينها وتكثيف مشاركة أبناء جاليتنا في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب استقطاب الكفاءات والأدمغة المهاجرة واستغلالها في هذه الظروف بالذات، للخروج من التبعية للقطاع الواحد، وخاصة تخفيف الضغط على القنصليات التي لا يمكنها بتاتا القيام بدورها كاملا، حيث تعتبر كمصالح للحالة المدنية، وذلك لعدة أسباب سأتطرق إليها فيما بعد. فالجالية بحاجة لمؤسسة تمثل همزة وصل بينها وبين الجزائر، لها فروع اقتصادية تتابع وتحفز الاستثمارات، فروع ثقافية ورياضية.

 

ـ ما هي أبرز مطالب الجالية للحكومة الجزائرية، وهل تتجاوب هذه الأخيرة مع أبنائها المغتربين؟

أغتنم الفرصة لاقتراح استحداث بطاقية وطنية للمغتربين وتصنيفهم، على غرار مقترح البطاقة الوطنية للكفاءات والأدمغة من جاليتنا، كما يمكن أيضا إدراج فرع تأمين في البنوك المرتقب فتحها بفرنسا.

 

ـ كيف تنظرون إلى قرارات رئيس الجمهورية المتعلقة بالجالية السكن وإنشاء مؤسسات مصغرة مثلا، وهل هذا كاف؟

تلقينا تلك القرارات بارتياح شديد وكثير من التفاؤل، وستمكن من فتح صفحة جديدة بين أبناء جاليتنا خاصة من الجيلين الثالث والرابع، وهذا دليل على إرادة الحكومة في إشراك الشباب وتمكينهم من المساهمة في البناء ومسايرة وتيرة التطور السريعة من خلال جلب الخبرات والنهوض بقوة وبسرعة بالاقتصاد من جهة، وجلب العملة الصعبة وفتح مصادر للعملة الصعبة من جهة أخرى، شريطة الوقوف ضد البيروقراطية التي تثير  مخاوف الشباب.

ورغم تأويلات البعض لهذه القرارات بحاجة الجزائر لمصدر دخل في ظل الأزمة المالية! أنا أرد بكل صراحة أين المشكل في ذلك؟ ومهما كان الهدف من هذه التدابير فهي تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، وهناك فترات ومراحل من البناء تحتاج فيها البلاد لأبنائها وطاقاتها البشرية وأموالها، وهذا شرف وفرصة لإثبات أن الجالية جزء لا يتجزأ من المجتمع الجزائري.

لا ننسى أيضا أن استحداث مجلس أعلى للشباب ممثلا بـ16 عضوا من الجالية بإمكانه إعطاء قيمة مضافة في مجالات عديدة وإستراتيجية في صالح البلاد، ويعبر هذا أيضا عن ثقة رئيس الجمهورية في الجالية باعتبارها حلقة قوية للتنمية في الجزائر، ورغم النقائص التي نناضل من أجلها في ظل احترام قوانين بلادنا، فإننا أيضا نتفهم الوضع الاقتصادي الحالي الذي يتطلب تكاثف الجهود والعمل كل من موقعه.

 

ـ جاء في قانون المالية لسنة 2018 رسوم على بعض الوثائق الخاصة بأبناء الجالية، ما تعليقكم على هذا الأمر؟

حتى وإن كانت الرسوم المحددة تمثل قيمة رمزية، إلا أنني وددت لو تم إعفاء الطلبة منها رمزيا في ظل انعدام الامتيازات التي تتمتع بها هذه الفئة، خاصة وهم المعنيون بكثرة بتغيير الإقامة بحكم الغلاء وشح مصادر الدخل، في ظل عدم مراجعة القوانين والاتفاقيات الخاصة بهم في مجال حرية العمل.

وبالنسبة للفئات الأخرى هذا يعتبر إجراء عاديا نحن ملتزمون به مثل إخواننا بالبلد الأم.

 

ـ يشاع أن قيمة التحويلات المالية للجالية ضعيفة، ما هي القيمة الحقيقية في نظركم، وهل لها مساهمة محترمة في الاقتصاد الوطني؟

انعدام منافذ رسمية لتحويل الأموال، فسح الطريق للبعض للمتاجرة في الأرقام للتقليل من مساهمة جاليتنا.

2.4 مليار دولار هي القيمة المالية التي تحولها جاليتنا الجزائرية إلى البلد الأم خارج السوق الموازية، مساهمة اقتصادية تأتي في المركز الثاني بعد قطاع المحروقات، وثاني مصدر للدخل الوطني يستحق وزارة.

 

ـ ما هو واقع الخطوط الجوية الجزائرية بالنسبة للجالية الجزائرية في فرنسا وأوروبا عموما؟

مشكل الأسعار، تدني مستوى الخدمات مطالب كلاسيكية إن صح التعبير! ورغم اقتناعي الشديد بواجبنا في دعم المؤسسات الوطنية وعدم الإضرار بمصالحها، ولكن يمكنها عمل مجهودات تقنواقتصادية معمقة للتخفيض من الأسعار باستحداث فروع شارتر ورحلات لوكوست وعلى الأقل رحلة أو رحلتين من هذا النوع في الأسبوع مثلا على سبيل التجربة، والأسعار أصبحت عبئا على العائلة الجزائرية، وكيف نريد النهوض بالسياحة في ظل الأسعار المرتفعة!

كما أن حالة الفوضى التي تعيشها الشركة، ناتجة عن تسيب في التسيير، وبما أن خوصصة الشركة غير مطروح، فإن الحل هو فتح أجواءنا للمنافسة مما سيدفعها لتحسين خدماتها.

 

هل يتم الاعتناء بالجالية على المستوى الهوياتي من خلال تعليم اللغة والدين مثلا؟

يبلغ عدد التلاميذ المستفيدين من دروس اللغة العربية بفرنسا حاليا أكثر من 20 ألف تلميذ، يتوزعون على أكثر من 900 مدرسة في مختلف جهات فرنسا، إضافة إلى الجمعيات بمختلف أنحاء فرنسا، والحاصلة على موافقة القنصليات الجزائرية، فجمعيتنا مثلا التي أطلقت عملية التسجيل لأبناء جاليتنا لتدريس اللغة العربية والتاريخ الجزائري لأبنائنا في انتظار إطلاق تعليم اللغة الأمازيغية أيضا موازاة مع تعميم استعمالها بالجزائر.

 

ـ كيف تقيّمون أداء الممثليات الدبلوماسية من خلال التواصل مع الجالية، وتقديم الوثائق وخدمة الجزائريين؟

رغم الضغط الكبير الذي تعانيه ممثلياتنا القنصلية بفرنسا جراء ضيق المباني، وتوافد الجالية خاصة في نهاية الأسبوع والعطل، فإن القنصليات الجزائرية تعمل ما بوسعها لتحسين خدماتها الموجهة لجاليتنا، وذلك ما يقره الجميع منذ سنتين تقريبا، ولكن ما يكلفها غاليا ويتسبب أحيانا في خلق أجواء مشحونة هو نقص التواصل والتحسيس الميداني بضرورة التحلي بالصبر وتنظيم أنفسهم، فعلينا واجبات كما لنا حقوق.

كما نثمن الزيارات المتتالية التي يقوم بها سعادة سفير الجزائر بفرنسا السيد عبد القادر مسدوا لمختلف المقرات القنصلية، وتواصله المباشر مع جاليتنا، إضافة إلى وضعه لبريد إلكتروني خاص باستقبال تساؤلات واقتراحات جاليتنا.

 

ـ حسب رأيكم لماذا يغامر الشاب الجزائري ويلقي بنفسه في البحر للوصول إلى أوروبا؟

التباين الاقتصادي بين دول المهجر والجزائر وبطئء وتيرة التنمية، وسياسة التهويل العنيفة المنتهجة من بعض الأطراف السياسية التي تصور الجزائر وكأنها أصبحت صحراء قاحلة، هذا ما أدى إلى تسارع وتيرة الحرڤة بشكل يدعو إلى التدخل سريعا، هناك أيضا عامل التقليد وتأثر بعض الشباب في الجزائر بعينات من المهاجرين العائدين لقضاء عطلهم في الجزائر، مع إبراز مظاهر الرفاهية دون قصد، كما أن هناك أيضا بعض من يدعون الوطنية يزروع اليأس في أوساط شبابنا في الشبكات الاجتماعية.

هناك نقائص في الجزائر، لكن على الشباب العمل والتكوين، ففي المستقبل القريب ستشهد الجزائر موجات هجرة عكسية يعني نحو الجزائر.

 

ـ ماذا يحدث للمغتربين الجزائريين في أوروبا، حراڤة يقتلون في سجون إسبانيا وشباب يقتل رميا بالرصاص في فرنسيا، هل هي موجة عنصرية أم شيء آخر في نظركم؟

رحم الله الفقيد بودربالة وكل شبابنا الذين قضوا بسبب قوارب الموت. وقد كان للاتحاد العام للجزائريين بالمهجر تحت قيادة السيد سعيد بن رقية، دور بارز في الدفع بالتحقيقات وتحرك سلطاتنا ممثلة في سفارة الجزائر بإسبانيا، حيث مواد الدستور واضحة بخصوص هذا الموضوع وأن الجزائري محمي قانونا مهما كانت صفته بالخارج، وكرامته مضمونة بالنصوص، ونرجو ألا تتكرر مثل هذه الأمور.

وبالنسبة لسلسلة الجرائم التي تداولتها وسائل الإعلام، فهي حسب التحقيقات التي حاولت الوصول إليها  تصفية حسابات، تتكرر مرارا بين أفراد الجاليات المغاربية وأوروبا الشرقية في مرسيليا، خاصة حول تجارة المخدرات. وأما في باريس فليست لدي معلومات، ولكن أستبعد كثيرا العمل العنصري، حيث تعيش الجاليات المسلمة فترة تعبر عن إرادة الرئيس الفرنسي الجديد في تجاوز الخلافات الدينية والعرقية، وأن التعايش أمر حتمي.

كما يعاني الحراڤة من مشكل استخراج جواز سفر يمكنهم من تسوية وضعيتهم.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  2. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد