ستكون أنظار الشارع الرياضي، على غرار ما يحصل في جل أرجاء العالم، مشدودة نحو مدينة برشلونة، وبالتحديد لملعب "نيو كامب" الذي سيكون مسرحا للكلاسيكو رقم 173 بين العملاقين برشلونة وريال مدريد. وأخذ الكلاسيكو في الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية شغفا كبيرا من قبل الجزائريين المنقسمين بين مشجع للنادي الملكي وآخر يهوى ويعشق ألعاب "البلاوغرانا" فباتت المباراة تعد مناسبة حقيقية لتعبير كل طرف عن حبه الحقيقي للنادي والعمل على إبراز مكان الضعف في الفريق الثاني.
كما أنه مع كل كلاسيكو في البطولة الإسبانية بات الجزائريون أكثر هوسا وتتبعا للمباراة التي أصبحت تقليدا في كل موسم رياضي جديد بل أكثر من ذلك فكثير من الأحيان ما تتحول هذه المقابلة لكابوس حقيقي لما تخلفه من خلافات تصل لحد مشاجرات بالأسلحة البيضاء في بعض الولايات.
وقد شد "الكلاسيكو" انتباه الجزائريين فلا صوت يعلو في الفترة الحالية فوق صوت المباراة المهمة كيف لا والجزائري باتت له ثقافة التنقل للملاعب الإسبانية لمشاهدة المباراة الأكثر متابعة في العالم وليس في الجزائر فقط.
"المقاهي.. الخيمات.. والشاشات العملاقة لمتابعة المباراة"
وكما جرت عليه العادة خاصة في السنوات القليلة الماضية، لاسيما مع تنامي حب وعشق الكلاسيكو عند الجزائريين، فالكثير منهم وضع العديد من الطرق حتى يشاهد ويتابعه اليوم، فهناك على سبيل المثال مقاهي متخصصة في عرض المباريات الأوروبية وبالتحديد الكلاسيكو وهناك من يدفع مقابلا ماليا لمشاهدة المباريات وهناك من يحضر أيضا لخيمات خاصة لمشاهدة المقابلة وما يتبع تلك الأماكن من مشروبات ومأكولات تدر أموالا على أصحابها، في حين أن بعض الأحياء وبعض الولايات يلجأ فيها البعض لوضع شاشات عملاقة لمتابعة المباراة، في حين أن الكثير من الجزائريين يتابعون المقابلة في بيوتهم.
"جزائريون يتابعون الكلاسيكو في النيو كامب.. وروابط العملاقين ترى النور"
وقد نمت عند الجزائريين ثقافة متابعة الكلاسيكو من مسرح الحدث وبات عدد الجزائريين الذين يشاهدونه من الملعب سواء في برشلونة أو مدريد كبير جدا، خاصة من ميسوري الحال الذين لا يهمهم اقتناء التذاكر من السوق السوداء أو عبر الأنترنت، كما رأت النور في الفترة الأخيرة الروابط الخاصة بالناديين سواء برشلونة أو ريال مدريد.
"نهاية المباراة تتحول لحفل للبعض وشجارات للبعض الآخر"
وكعادة مباريات برشلونة وريال مدريد في الجزائر خلال الفترة الأخيرة في نهاية اللقاء يكون سعيدا للبعض، حيث يخرج المنتصرون للشوارع في مواكب للسيارات واحتفالات كبيرة، في وقت يعاني المنهزم الويلات وتصل الأمور لحد مناوشات كبيرة تنشر الشجارات العنيفة بين المنهزم من جهة والمنتصر من جهة ثانية والأمثلة على ذلك كثيرة وكبيرة بشكل واسع.
"حرب مواقع التواصل قبل.. أثناء.. وبعد المباراة"
وكثيرا ما يتحول الكلاسيكو عند الجزائريين خاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي لفضاء واسع وخصب يدفع الجزائريين ليبدعوا في دعم فريق على حساب آخر أو السخرية سواء بالتعليقات أو الصور المفبركة التي تعطي نكهة أخرى لمباراة القمة في الليغا الإسبانية، وهي عادة لا تقتصر على الجزائر فقط بل على كل العالم تقريبا بما أنه "الكلاسيكو" يشد انتباه الملايين من المشاهدين.
الكلاسيكو بعيون الفنيين الجزائريين:
جمال مناد: "الكلاسيكو أخذ أبعادا أخرى في الجزائر وأتوقع فوز البارصا"
قال جمال مناد إن الجزائريين باتوا أكثر شغفا في السنوات القليلة الماضية بكلاسيكو الكرة الإسبانية بين برشلونة وريال مدريد وبات الحماس كبيرا عند اقتراب المواجهة بل بات الجزائريون تقريبا منقسمين بين محب للنادي الملكي وثاني يعشق البلاوغرانا، وهو الأمر الذي يعطي نكهة للمباراة بجميع المقاييس، كما قال المدرب السابق للعميد إن الريال يمر فترة جيدة على عكس البارصا، لكن مثل هذه المواجهات لا تخضع لأحكام مسبقة، وعليه يمنح مناد الأسبقية في اللقاء للبارصا.
ڤندوز:"الكلاسيكو يمثل حضارة كرة القدم في أوروبا"
من جانبه، أشار ڤندوز الدولي الجزائري السابق إلى أن لقاء الكلاسيكو لا يعتبر مباراة في كرة القدم وفقط بل يتعداه لأمور أخرى ثقافية وحضارية وهو الذي يمثل قمة التحضر في المستديرة في القارة العجوز ولم يخف الرجل أيضا في سياق حديثه عن اللقاء أن الريال يتواجد في أفضل الظروف قبل هذه المباراة وهو ما قد ينعكس بشكل إيجابي للهروب أكثر في ترتيب الليغا الإسبانية.
عرفات مزوار:"وضعية البارصا لن تؤثر عليه في مباراة اليوم"
أشار عرفات مزوار الدولي السابق، إلى أن الوضعية التي يمر بها نادي برشلونة قبيل لقاء الكلاسيكو لن تؤثر عليه بشكل كبير بل على العكس من ذلك فله حافز كبير للخروج بالنقاط الثلاث والاقتراب من الريال الذي يتواجد على بعد ست نقاط كاملة قبيل المواجهة. وحسب الدولي السابق دائما، فبرشلونة قادر على قلب الطاولة بتواجد الثلاثي المرعب في الخط الأمامي.
