إقبال كبير للجزائريين على أداء العمرة

المخاوف من فيروس كورونا لم تؤثر على أداء الوكالات

البلاد - آمال ياحي  - تعرف عملية التسجيل في قوائم عمرة شعبان ورمضان إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين، حيث “خالفت” رغبتهم في أداء هذه الشعيرة توقعات الخبراء التي تنبأت بتقلص أعداد المعتمرين هذه السنة خلال الشهر الفضيل، على خلفية ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا في الصين.

وإلى حد الساعة، لم تعلن السلطات الجزائرية عن حالة خطر على المعتمرين ولا عن أي إجراءات عملية توجب القلق من الذهاب إلى البقاع المقدسة. فيما تبقى الدولة المضيفة وهي المملكة العربية السعودية الجهة الوحيدة المخولة للتحدث في موضوع إلغاء العمرة، بسبب الطوارئ التي أحدثتها كورونا في العديد من الدول.

وأكد نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، لعبيلي ياسين في تصريح لـ “البلاد”، أن معظم وكالات السياحية والأسفار التي تنشط في حقل السياحة الدينية، انتهت تقريبا من حجز تذاكر السفر والفنادق بالحرم المكي استعدادا لعمرة شعبان ورمضان، مشيرا إلى أن عدد المسجلين كبير جدا وفاق توقعات الوكالات التي كانت متخوفة من عزوف المعتمرين، بسبب الأخبار التي تنقلها وسائل الاعلام عن فيروس كورونا وما خلفه من ضحايا في الصين.

وبالمناسبة، قال المتحدث إن الوكالات السياحية لن تغامر بتعريض حياة المعتمرين لأي خطر وستتقيد بجميع التدابير التي حددتها المملكة السعودية من أجل حماية المعتمرين من أي خطر قد يتهددهم، قائلا إن البلد المضيف له خبرة طويلة في التعامل مع الأوبئة والفيروسات وسيضع على غرار السنوات الماضية جميع وسائل الوقاية من الأمراض المتنقلة في تصرف ضيوف الرحمن، مشيرا إلى أن السعودية سبق أن شهدت حالات مماثلة من انتشار لفيروسات وأمراض معدية بالغة الخطورة، غير أنها نجحت في احتواء الوضع وإنقاذ موسم العمرة والعمرة. 

من جهته، سينظم ديوان الحج والعمرة صالونا من 18 إلى 22 فيفري الجاري وذلك في قصر المعارض بالصنوبر البحري، حيث يتخلله تدريب على أداء المناسك باستعمال المجسمات ومحاضرات ومجالس للإفتاء وهنا سيحاول بعض المختصين إزالة مخاوف بعض الراغبين في العمرة والذين سيذهبون لأداء فريضة الحج. كما أن صالون الحج والعمرة في طبعته الخامسة سيثير موضوع كورونا وقد تطرح فتاوى حول هذا الفيروس.

والمنتظر خلال هذه التظاهرة توزيع مطويات للتوعية من عدوى الفيروسات وبعض الأمراض المعدية في البقاع المقدسة وكيفية رعاية المعتمرين الجزائريين وتفاديهم أماكن انتشار العدوى والمحافظة على صحتهم ويحرص الديوان على التوصيات الصارمة للوكالات السياحية المعتمدة التي من شأنها حماية زبائنها وهم يؤدون العمرة والحج هذه السنة، في ظل انتشار كورونا والكثير من الأمراض، بالإضافة إلى التغيرات المناخية.

ولا يزال فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ في الصين ويهدد سكان باقي العالم مع استمرار انتشاره ويأتي هذا مع اقتراب موسم عمرة رجب وشعبان ورمضان، أي خلال شهري مارس وأفريل، حيث تستمر جميع الدول الإسلامية في التنسيق مع البلد المضيف تحسبا لأي طارئ. فيما أكدت دار الإفتاء المصرية وهى جهة الفتوى المعتمدة في مصر أن الحفاظ على حياة الإنسان أهم من أداء الفريضة وأنه يجوز لمجلس الوزراء أو وزارة الصحة أو الجهة المنظمة للعمرة والحج أن تؤجل أو تعطل أداء فريضة العمرة والحج إذا كان يهدد الحجاج بالإصابة بفيروس كورونا إعلاء لمنطق درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة، وعملا بقول الله تعالى “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.

ونصحت منظمة الصحة العالمية، جميع دول العالم، بالاستعداد لوصول حالات إصابة بفيروس كورونا إليها وفي كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن تفشي الفيروس لا يزال يشكل حالة طوارىء بالنسبة للصين. كما أبدى المسؤول اعتقاده بأنه من المستحيل تحديد الأماكن التي سوف ينتقل إليها الفيروس.