الأحمدية تهدد الجزائر!

السلطات الأمنية في حالة استنفار للتصدى لمحاولة إختراق المرجعية الدينية

الأحمديون.. زعيمهم يدعي النبوة، يخلطون الحلال بالحرام ويقاطعون المساجد
الأحمديون.. زعيمهم يدعي النبوة، يخلطون الحلال بالحرام ويقاطعون المساجد

أضحت الطائفة الأحمدية تهدد الأمن الديني في الجزائر، نظرا لتوالي عمليات التوقيف التي تشنها مصالح الأمن والدرك الوطنيين، حيث يتعرض عدد من الشبان 

اختراقا للمعتقد السائد في حال عدم تصدي المؤسسات الدينية وتبني خطاب إعلامي للحد من تمددات هذا ”الجسم الغريب”. وبالفعل رصدت ”البلاد” من خلال الغوص 

للإغراء تحت طائلة الهجرة نحو بلاد الضباب لندن، وقد يعصف الفكر الأحمدي بالمرجعية الدينية للجزائر، ويشك

في تفاصيل الموضوع استعداد وزارة الشؤون الدينية لإصدار فتوى رسمية حول الطائفة الأحمدية قريبا. 

تستهدف محدودي الفكر والثقافة وتقدم تسهيلات مختلفة لاصطياد أتباع جدد 
الأحمديون.. زعيمهم يدعي النبوة، يخلطون الحلال بالحرام ويقاطعون المساجد 

عكس ما يظن الكثيرون فإن نشاط الطائفة الأحمدية في الجزائر ليس وليد اليوم إنما يمتد الى أكثر من عشرين سنة خلت كان فيها الإرهاب وضعف الوازع الديني وهجرة الكثيرين الى بريطانيا فرصة لتعزيز نشاط الطائفة التي لم تكن معروفة كثيرا ولا واسعة الانتشار في الأوساط الشعبية بسبب حملها أفكارا صادمة تتعلق أساسا بوجود نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وهوزعيم الطائفة ميرزا غلام أحمد الذي يعد صناعة محضة للاستخبارات البريطانية كان لزرع البلبلة في الهند وباكستان وإلهاء شعبيها عن محاربة الاستعمار البريطاني قبل أن يصبح مشروعا لتقسيم الأمة الإسلامية على المدى الطويل ويتنقل رئاسة طائفته عبر الخلافة التي وصلت اليوم الى ميرزا مسرور أحمد.
تتخذ الطائفة الأحمدية مركز لندن اوما يسمى تحديدا بـ«لجنة الدعوة والتوجيه والانتشار” نقطة الارتكاز حيث تستقطب أتباعها خاصة من فئة المغتربين من خلال تقديم تسهيلات لهم تشمل الزواج والإقامة والعمل، الطائفة التي تملك نفوذا دبلوماسيا وسياسيا رهيبا تقدم تسهيلات اخرى وتساهم في حل مشاكل المستهدفين حتى وان كانت في دولة اخرى كما تسهل للشخص الذي يبدي تعاطفا معهم الحصول على تأشيرات الى بريطانيا التي تملك فيها جمعيات ومراكز أعمال ووسائل إعلامية مختلفة لنشر فكرها وتحقيق مصالح أوسع سياسية ودبلوماسية وغيرها، حيث تعد بريطانيا دولة الاستقبال والتوجيه وحتى التوظيف للطائفة الأحمدية، الى ذلك تقدم الطائفة لأتباعها رحلات خاصة إلى مدينة قاديان الهندية التي تعد ”محجا ” للطائفة المدعومة من دوائر سياسية ودبلوماسية قوية، ووفقا لما قدمه عبد الرحمان سعيدي مؤسس منتدى الوسطية لشمال وغرب إفريقيا والمهتم بملف الأحمدية منذ الثمانينيات فإن الطائفة التي كانت تسمى ”القاديانية” اختارت اسم ”أحمدية” نسبة لأحمد حتى لا يكون غريبا عن المسلمين وهواسم خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم، اسم بسيط وغير غريب هدفه تسهيل الاستقطاب وقبول الفكر الذي تروج له الطائفة رغم ما فيه من انحرافات وامتد الى 122 دولة بما فيها الجزائر، وبالنسبة للجزائر فإنها مصنفة ”دار دعوة للأحمدية” الهدف إيجاد أرضية جديد لنشر هذا الفكر والدليل عدد أتباع الطائفة الذين أطاح بهم مخطط أمني معتمد منذ بداية الألفية يرتكز على تتبع الاشخاص بهدوء للتوصل الى الشبكة والمسؤول عنها.  تنشط الطائفة بشكل سري والابرز من ذلك أن اتباعها يمتنعون عن ارتياد المساجد واساليب المجادلة والتي تشكل تهديدا لفكرهم ووسيلة فعالة لدحض مزاعمهم ومعتقداتهم، فيما يكون استهداف الشخص من خلال تتبعه ودراسة شخصيته ويكون المستهدف غالبا محدود الفكر والثقافة وخاصة الدينية، وبالأخص سهل التسليم. كما أن أتباع الطائفة يبتعدون عن الشبهات العقائدية وعن القول بأن لهم كتابا خاصا بهم كما أنهم لا يصنفون العبادات ولا يدخلون في فقهها ولا في الأحكام حتى لا يكتشف أمرهم غير أن فكرهم يرتكز من بعد التسليم بنبوة زعيمهم وتكذيب أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين خلط الحلال بالحرام مثل المزاوجة بين الصلاة وشرب الخمر دون مشكل والاختلاط الجنسي وهو ما قد تجد فيه فئة نفسها في الخطاب الذي لا يضع الموانع ولا يضع عقدة الحرام.

هذا الفكر الطائفي منتشر  في أكثر من 8 ولايات
توقيف 77 شخصا ”أحمديا” في الجزائر

تجاوز عدد الأتباع الذين تم توقيفهم مؤخرا في عمليات متتالية لمصالح الأمن الوطني، وفي مناطق مختلفة من الوطن الـ 70 شخصا، وارتفع العدد الى 77 شخصا بعد توقيف مصالح الدرك الوطني يوم أمس لسبعة أشخاص بابجزائر العاصمة.وأشارت مصادر مطلعة لـ ”البلاد” الى ان انتشار الأحمدية التي توصف على أنها فرقة باطنية سرية شبكاتية لا تعتمد على العمل الجماهيري وإنما العمل الجواري السري امتد إلى ولايات مختلفة من بجاية الى قسنطينة وبرج بوعريرج والبليدة ووهران وعنابة ومناطق العلمة وبوسماعيل، منهم مغتربون عادوا من بريطانيا أو يتنقلون بين الجزائر وإنجلترا.المخطط الأمني الخاص بمحاربة الطوائف التي تهدد الأمن الديني والاجتماعي للجزائريين منها الأحمدية وضع لحماية المرجعية الوطنية والوحدة الدينية للجزائريين لأن هدف الأحمدية وغيرها ابعد من مجرد استقطاب اتباع وانما ايجاد بؤر توتر جديد باسم الطائفية وتنفيذ لمخطط استخباراتي طويل المد .


الزعيم يستقبل  مثل الرؤساء ويكنى  بـ ”أمير المؤمنين”

يستقبل أتباع الحمدية زعيمهم مثل الرؤساء في وفود رسمية وتحت حراسة مشددة، على غرار الاستقبال الذي يحظي به من يلقبونه بـ«أمير المؤمنين” مثل الرؤساء في كندا، حيث تمكنت الطائفة من نشر عقيدتها في عدد من الدول الكبرى، ويقدم ”أميرهم” حصيلة التبرعات المالية التي يجنونها من الدول ويرتبهم حسب حجم القيمة المالية المقدمة، وفقا لما أورده المسمى ميرزا مسرور أحمد في خطابه العالمي، ونقله الموقع الإلكتروني في فيديو مصور. والغريب الذي يكشف ضلالة هذه الفرقة قولهم لزعيمهم بأنه الخليفة الخامس الموعود والإمام المهدي المنتظر.

أغلب علماء الإسلام صنفوها ضمن الخوارج والفرق الضالة 
الشؤون الدينية تصدر فتوى رسمية حول الطائفة الأحمدية قريبا 

كشف مصدر مطلع ومسؤول لـ ”البلاد” عن تحضير وزارة الشؤون الدينية لإصدار فتوى رسمية تخص الطائفة القاديانية أو الأحمدية التي أصبحت تهدد الأمن الديني للجزائريين بسبب توسع مناطق انتشارها، حيث ورغم اتفاق علماء الأمة الإسلامية على تكفير الطائفة الأحمدية واعتبارها من الفرق الضالة والمنحرفة إلا إن الجزائر لم تصدر فتوى خاصة بهذه الفرقة غير أن المعطيات الميدانية المتعلقة بحجم الانتشار الذي تعكسه نتائج المكافحة الأمنية لهذه الطائفة أصبح يستدعي اصدار فتوى رسمية يحتكم إليها الجزائريون للابتعاد عن هذه الفرقة وأفكارها المنحرفة. يأتي هذا الاستنفار لدى السلطات العمومية بما فيها الدينية بعدما اتفق علماء الإسلام على تكفير القاديانية أو الأحمدية على غرار المنظمات الإسلامية التي حضرت مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي عقد بمكة عام 1394 هـ الموافق لـ 1975 ميلادي وأعلنوا كفر القاديانية ومنها اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية وهيئة كبار العلماء بالسعودية والمجمع الفقهي التابع للرابطة ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
ومن قادة الأمة العلماء الذين أفتوا بكفر الأحمدية الشيخ ابن باز والشيخ جاد الحق شيخ الأزهر والشيخ الألباني وغيرهم، كما أن البرلمان الباكستاني أصدر قرارا بأنهم أقلية غير مسلمة وكان مستند هؤلاء العلماء في التكفير هو ما ثبت في كلام القاديانية من تكذيب ما في القرآن وتحريف معانيه بما يخالف إجماع الأمة فقد أنكروا كثيرا من صفات الله وأنكروا حياة عيسى ونزوله ورفعه إلى السماء، كما أنكروا ختم النبوة، وادعوا أن قائدهم نبي يوحى إليه وكلام القاديانية في هذه الأمور موجود في كتب الغلام القادياني.
وفي الجزائر كان الشيخ محمد فركوس قد أجاب عن سؤال حول الأحمدية في 2008 بالقول إنها فرقة ضالة تقوم دعوتُها على عقائِدَ باطلةٍ تُخالِفُ عقيدةَ المسلمين، منها عتقادُهم أنَّ النبوَّةَ لم تُخْتَم بمحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، بل هي باقيةٌ بحَسَبِ حاجةِ الأُمَّة، ويعتقدون أنَّ جبريلَ عليه السلام كان يُوحِي إلى غلام أحمد، وأنَّ نُبوَّتَه أَرْقى وأَفْضَلُ مِنْ نبوَّةِ الأنبياء جميعًا، ولهم كتابٌ مُنَزَّلٌ ـ في زعمهم ـ يحمل اسْمَ ”الكتاب المبين” هوغيرُ القرآن الكريم؛ فلا قرآنَ ـ عندهم ـ إلَّا الذي قَدَّمه أحمد القادياني الذي يعتبرونه المسيحَ الموعود، ولا يعملون بحديثٍ إلَّا على ضوءِ توجيهاته؛ إذ لا نبيَّ إلَّا تحت سيادةِ غلام أحمد القادياني.لذلك أَجْمَعَ علماءُ الأُمَّةِ مِنْ أهلِ السُّنَّةِ على كُفْرِهم، ومِنْ مُوجِبات تكفيرهم: إنكارُهم خَتْمَ النبوَّةِ بمحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ كما تَقدَّمَ ـ وادِّعاؤُهم نبوَّةَ غلام أحمد، وتفسيرُهم للقرآن والسُّنَّة بتفسيراتٍ باطنيةٍ، وإلغاؤهم الحجَّ إلى ”مكَّةَ” وتحويلُ المناسك إلى ”قاديان”؛ حيث يعتقدون أنَّ ”قاديان” أَفْضَلُ مِنْ مكَّةَ والمدينة، وأرضُها حَرَمٌ، وهي قِبْلتُهم وإليها حَجُّهم، وإيمانُهم بعقيدةِ التناسخ والحلول، ونسبتُهم الولدَ إلى الله تعالى، ومِنْ عقيدتهم ـ أيضًا ـ: تكفيرُهم لكُلِّ المسلمين إلَّا مَنْ دَخَلَ في القاديانية، ونَسْخُهم لفريضةِ الجهاد خدمةً للاستعمار، فضلًا عن استحلالهم للمُسْكِرات والأفيون والمخدِّرات ونحوِها.
لذلك ينبغي تحذيرُ المسلمين مِنْ عقيدتهم ونشاطِهم؛ لِمَا يحملونه مِنْ ضلالاتٍ وأفكارٍ مُنْحرِفةٍ وعقائدَ فاسدةٍ؛ حتَّى لا يَغْتَرَّ بهم المسلمون.

الباحث في الجماعات الإسلامية عدة فلاحي لـ ”البلاد”:
التأسيس لمنبر رسمي تحت سلطة الدولة يمنع اختراق المرجعية الدينية
أساليب الإغراء للأحمدية لا تختلف عن التنصير بالمسيحية

يؤكد المستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية والباحث في شأن الجماعات الإسلامية، عدة فلاحي، في حواره مع ”البلاد” على ضرورة تضافر الجهود لحماية الأمن الديني الذي لا ينفصل عن الأمن القومي. 

تقوم مصالح الأمن يوميا بتوقيف عناصر من طائفة الأحمدية، ما  تعليقكم على ما يحصل من اختراق للمرجعية الدينية في الجزائر؟
ربما بداية الاختراق كانت مع السلفية التي تعتمد على المرجعية الوهابية للهيمنة على المعاهد والمساجد والمدارس القرآنية، واليوم أصبح من الصعب التعامل مع هذا التيار الذي سبب قلاقل كبيرة للدولة والمجتمع. أما اليوم فالأمن الديني أصبح مهددا من عدة مراجع منها الأحمدية التي وظفت وبشكل قوي منبرها الإعلامي من لندن من خلال قناة mta التي اعترف كل الجزائريين الذين تم القبض عليهم بتهمة ممارسة الشعائر الأحمدية بأن القناة كان لها الدور الكبير في الاقتناع بالأحمدية كمرجعية جعلتهم يعرفون الإسلام على حقيقته. والسؤال المطروح هو إلى متى تلتفت المؤسسة الدينية لأهمية الإعلام الديني وتوفر له كل الإمكانيات البشرية والمادية والفنية لتحصين المواطن الجزائري من الاختراق الديني الذي يضلل التابعين من خلال عقائد زائفة ولكن دائما الإغراء المالي هو السبيل  لاستمالة التابعين.
ما هي أبرز أساليب الإغراء؟
الأحمدية كثيرا ما تمني أتباعها بالمشاركة في التظاهرات السنوية التي تقيمها بلندن، وزيارة لندن هو حلم بالنسبة للمعوزين والحالمين بزيارة بلاد الضباب كما أن التكفل الصحي بالتابعين للقيام بتطبيبهم وعلاجهم عنصر مهم للإغراء، بالإضافة إلى المساعدات المالية التي يتلقونها من صندوق التبرعات كذلك لها أهميتها، وبالتالي نفس الخطة التي يستخدمها المبشرون التنصيريون هي نفسها التي يستخدمها أصحاب المرجعيات الدينية الأجنبية.
كيف يمكن مقاومة الخطاب الطائفي والمتطرف الذي صار يهدد مناعة الدول؟
مقاومة الخطاب الطائفي يكون بالدرجة الأولى بالتحصين الذاتي للمرجعية الدينية الوطنية مع إعطائها البعد السياسي والقانوني حتى لا نتهم بالتعصب لأن المساس بالوحدة المذهبية بالتأكيد له تداعيات على التماسك الاجتماعي هذا بالدرجة الأولى، وثانيا لا بد من التأسيس لمنبر رسمي تحت سلطة الدولة في شكل مركز دراسات يقوم بإصدار بحوث ودراسات وعقد ندوات تهتم بالحوار المذهبي أو كما سميته بالمصالحة المذهبية لتفكيك هذه القنبلة الموقوتة، وفي  الوقت نفسه التأكيد على أنه من مصلحة كل دولة رعاية وصيانة المذهب الذي تنتمي إليه حتى لا تحدث فتنة ولكن تبقى القناعات الفردية محترمة ما لم تخرق قوانين الجمهورية المنظمة لمثل هكذا نشاطات، والحقيقة التي يجب أن نعترف بها ومن خلال تجربتي الإعلامية في القطاع هي أن مؤسساتنا الدينية في وضعها الحالي عاجزة عن ربح المعركة مع المرجعيات الأجنبية لأن مستوى الكادر الديني دون مستوى هذه المعركة.
هل المؤسسات الدينية قادرة على مواجهة الخطر المحدق بالجزائر ومحاولات اختراق المرجعية الدينية؟
منظومة التكوين عندنا مازالت متخلفة وفي حاجة إلى مراجعة، كما أن القائمين على المؤسسة الدينية يفتقدون ثقافة الإعلام الديني وليس لهم تصور ورؤية وبرنامج للقيام بذلك ولهذا تجد المواطن الجزائري لديه القابلية للتضليل الإعلامي الديني..
لماذا لا نؤسس للإعلام الديني القادر على  التصدي للفتاوى الخارجية التي تتعارض مع مرجعيتنا الدينية؟
التأسيس للإعلام الديني القادر على مواجهة المرجعيات الأجنبية في حاجة إلى قرار سياسي ولكن يجب أولا أن يبادر القائمون على المؤسسة الدينية بتحضير مشروع مدروس من طرف المختصين ويعرض على السلطة وبالتحديد على الحكومة كما هو متعارف عليه. أما إذا لم تتحرك المؤسسة الدينية أو لا تترافع من أجل هذا المشروع وتدافع عنه بقوة فبالتأكيد لا يجد من يتحمس له من أصحاب القرار الذين يهمهم بالدرجة الجانب السياسي والاقتصادي في تسيير شؤون الدولة، بمعنى يجب أن يتحمل مسؤولو المؤسسة الدينية المسؤولية وهذه هي مهمتهم ومن صلاحياتهم... لم تسجل كيف كانت وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي تضع مشاريعها وتعرضها على الحكومة وتدافع عنها بقوة ولا تستسلم ولا تسكت حتى يخرج مشروعها إلى النور، وبالتالي إذا أردت أن تتحقق مشاريعك فلا بد ان تكون قويا داخل جهاز الحكومة وأعتقد أان هذه القوة مفقودة لدى مسؤولي المؤسسة الدينية للأسف...
في اعتقادكم، لو فعل مجلس الفتوى ذلك سنكون بمنأى عن مساعي ضرب الأسس الدينية في الجزائر؟
مجلس الفتوى ليس بمقدوره لوحده القيام بهذه المدة وهو في حالة الإنعاش منذ مرض رئيس الراحل الدكتور بوعمران الشيخ ولحد الآن ورغم مرور أكثر من 3 ثلاثة أشهر من تنصيب الرئيس الجديد أبو عبد الله غلام الله لم يخرج بعد من الإنعاش لأن أغلب أعضائهم هم في عداد الموتى كان آخرهم رئيس مجلس الفتوى الشيخ قاهر وباقي الأعضاء مصابون بالمرض الذي أقعدهم عن الحركة، والسؤال متى يتحرك رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ليعيد تشكيل المجلس وبإطارات شابة  ذات كفاءة وينطلق للقيام بمهامه لسد العجز والخلل لأن هذا الفراغ هو الذي يعطي الفرصة للاختراق ويفتح الباب للمواطن ليبحث عن ضالته لدى مراجع أخرى، ولما يحدث ذلك نبقى نتباكى على المرجعية الدينية الوطنية التي هي مسؤولية المؤسسة الدينية  بالدرجة الأولى ـ وزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى ـ ولكن كذلك مسؤولية كل مؤسسات الدولة ذات الصلة بها كوزارة التربية ووزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي لأنه يمكن اختراق الأمن الديني عبر هذه المؤسسات. أقول وأؤكد أن رأس الأمر كله هو المؤسسة الإعلامية التي تعتبر الفاعل الأساسي إذا فشلنا فيه فشلنا في المعركة وإذا نجحنا في إدارته نجحنا في تأمين الأمن الديني الذي لا ينفصل عن الأمن القومي..

يمتلكون قناة تلفزيونية وموقعين إلكترونيين ويتواجدون عبر الفايسبوك
الطائفة تستغل التكنولوجيات الحديثة للترويج

تستغل الطائفة الأحمدية التكنولوجيات الحديثة للترويج لأهدافها واستقطاب أكبر عدد ممكن من المنخرطين الافتراضيين قبل توجيه هؤلاء الأفراد إلى القادة المحليين عبر الولايات لتوثيق ”الانخراط”. ورغم أن  الفرقة ذاتها كفرها كل علماء الأمة الإسلامية، غير أنها تبرز في مقدمة مواقعها الإلكترونية معتقدها المرتكز على توحيد الخالق والاعتراف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن تحشو في صلب التعريف اعتقادها بالمهدي المنتظر. تمتلك الأحمدية قناة تلفزيونية تروج لاعتناق عقيدتها وزعماء الطائفة، كما لديها موقع إلكتروني ناشط متعدد الأركان وفيديوهات لمن يسمونه ”أمير المؤمنين”، ومزود بمختلف المعطيات التي تمكن من الترويج لطائفتهم تحت اسم ”إسلام أحمدية” وموقع ثان باسم الأحمدية. بمجرد تصفح الموقع تخرج لك شاشة تدلك على انخراط افتراضي مكتوب عليها ”أنقر هنا ليصلك جديدنا” وتليها عبارتي ”موافق” أو غير موافق”، وعند موافقتك تأتيك تباعا ”انخرط معنا، وهذا ما يدل على أن المشتغلين على الموقع جد محترفين في مجال المعلوماتية، ولديهم طريقة علمية ترتكز على التكنولوجيات الحديثة من أجل الترويج لطائفتهم، كما لديهم صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك” تحت اسم ”الأحمدية” ويضم عدة فروع. 

قصتي مع الأحمديـة.. 

كثر الحديث مؤخرا عن الفرقة المسماة الأحمدية أو القاديانية، دون أن يكون لكثير منا تجربة مع أحد الأحمديين أو المقربين منهم أو من يحمل فكرة من أفكارهم لعدم ظهورها للعلن. وفي غمرة الحياة كانت لي تجربة بسيطة مع هذه الفرقة، أيام العمل في إحدى الإقامات الجامعية ببومرداس بين سنتي 2008 و2010.اكتشفت عن قرب ما يقوم به أتباع هذه الجماعة ـ التي تضم بين صفوفها مجموعة من المثقفين والجامعيين، والتي تنشط غالبا في الوسط الجامعي ـ على أساليب كثيرة ومتنوعة في جلب الأنظار إليها، أولها استهداف الشباب الجامعي والمثقف والذي يجد ميولا للنقاش الفكري الديني والعقائدي بعيدا عن الأضواء وإثارة الانتباه كثيرا.تكون أولى النقاشات لها علاقة مباشرة بالوضع العام السياسي والاجتماعي والثقافي، لمعرفة درجة وعي وثقافة الشخص الذي ستوجه إليه الرسالة، فإن وجد الشخص متقبلا للأفكار المخالفة ومستعدا لمناقشتها ومحاورة صاحبها دون أي تهجم أو انتقاد له، فسيكون هذا الطرف فريسة سهلة لهذه الجماعة، حيث يتم البدء بطرح مواضيع للنقاش يصعب على صاحب الفقه الديني الواسع استيعاب مغزاها وهنا يبدأ النقاش من هذه البوابة الواسعة.اعتمدت معي هذه الجماعة هذا الأسلوب، خاصة أنها استشفت أنني على استعداد تام لقبول الرأي المخالف، وحتى الديانة المخالفة أو  اللاديني، دون أن توجه له أي تهمة أو إساءة من أي نوع كانت. أولى الأسئلة كانت عن السنة والقرآن، وعن الناسخ والمنسوخ، دون أن تكون لي أي إجابة بسبب جهلي التام بهذا الموضوع، وأكتفي بالاستماع للفكرة التي يريد الطرف الآخر إيصالها، بأسلوب مليء بالتشويق ويحمل في طياته العديد من الاستدلالات من السنة، خاصة الاعتماد على صحيحي مسلم والبخاري، وكذلك الاستدلال بآيات القرآن الكريم.وأبرز المواضيع التي طرحت علي أثناء النقاشات مع أصحاب هذه الفكرة، هي العقيدة في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وعن حقيقة أنه خاتم النبيين ومعنى أنه خاتم، بالإضافة لموضع وفاة نبي الله عيسى عليه السلام وحقيقة رفعه إلى السماء وما يعتبرونه ”المفهوم الخاطئ في هذه المسألة”، ضف إلى ذلك الحديث عن الإسراء والمعراج، وعن الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، وعن صحة السنة النبوية الشريفة، وهذه المسألة الأخيرة هي المدخل الذي حاولت من خلاله هذه الطائفة الولوج إليه منه، لتصل في الأخير إلى ضرورة قراءة مجلد من كتابين اثنين، يمثلان دراسة مقارنة ونقدية بين صحيح مسلم وصحيح البخاري.أكملت قراءة الكتابين في بضعة أيام فقط، لشدة الانبهار الذي أصبت به آنذاك بقوة الطرح وحتى أسلوب الإقناع المتبع، والكتابة السهلة التي تصل إلى القارئ من دون أي عناء. ويبدو أن أصحاب هذه الفرقة يعتمدون على هذا الكتاب الذي لا يحضرني اسمه، لأنه يتطرق بطريقة ما إلى كل المواضيع التي تريد الطائفة نشرها، وجدت في هذا الكتاب العديد من الأسئلة التي كانت تبدو لي منطقية وطرحها سليما جدا، ولكن بمجرد قراءة عقيدة الأحمدية ومفهومها لكون رسول الله صلى الله عليم وسلم خاتم النبيين، هدمت هذه الجماعة في منظوري كل ما بنته. واستغربت كثيرا ضعف حجج القاديانية أو الأحمدية، التي تم استعمالها لتفسير عقيدتهم في هذا المجال، حيث تم الاكتفاء تقريبا بالجانب اللغوي أكثر من شيء آخر في نقطتين وهما ”معنى الخاتم لغة” ومعنى ”خاتم النبيين على ضوء اللغة وخصوصيته”، كما هدموا فكرتهم بالحديث عن نزول عيسى وربطه بقضية القول بأن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ليس خاتم النبيين.وفي الأخير أعدت الكتابين لصاحبهما، وقد هدمت كل الأفكار التي حاولت الجماعة غرسها في مخيلتي، وفي عدد من الأصدقاء حينما كنا نتناقش في هذه المواضيع الفكرية العقائدية، فلم يكن هناك شيء يشير إلى خطورة تلك الطائفة أو أنها أصلا طائفة قائمة، باعتبار أن النقاش الفكري في الجامعة حر من دون خلفيات فظلت تلك النقاشات من دون خلفية أو خطورة تذكر. ومع ظهور هذه الجماعة للعلن في الآونة الأخيرة، أيقنت خطورتها على الأشخاص محدودي المعرفة الدينية الصحيحة، فالحمد لله على نعمة الإسلام والثبات على النهج السليم.

التحقيقات تكشف أن نشاطها السري انطلق في 2008

الأمن يعلن الحرب على ”الأحمدية” بالولايات

أقطاب هذه الطائفة يعترفون بتلقي الدعم من مراكز دينية في الهند وباكستان وبريطانيا

أعلنت مصالح الأمن الحرب على نشاط خلايا ”الطائفة الأحمدية” في الولايات، حيث تمكنت من تفكيك عدّة شبكات متخصصة في التجنيد لهذه الفرقة الدينية الغريبة عن الإسلام. وشملت التحقيقات التي تجريها مصالح الدرك الوطني والشرطة -حسب مصدر عليم- 28 ولاية لحد الآن بمختلف جهات الوطن بينها الجزائر العاصمة. وأظهرت التحريات مع أقطاب هذه المجموعة أنهم يتلقون الدعم من بلدان أجنبية وخاصة مراكز تابعة لهذه الحركة في الهند وباكستان وبريطانيا وأن نشاطهم انطلق في السرية سنة 2008 ليبرز إلى العلن فجأة في 2016.والثابت في ملف ملاحقة أتباع هذه الطائفة أن مصالح الأمن أو الدرك تحجز في كل مرة تقوم فيها بمداهمة الفضاءات التي يترددون عليها مصاحف محرفة وسجلات لاشتراكات المعنيين رفقة بعض المناشير التي يستعملها الناشطون في التعريف والترويج لهذه الطائفة، التي تأسست على يد ”ميرزا أحمد القادياني”، المولود بمدينة ”قاديان” بالهند، الذي بدأ نشاطه كداعية إسلامي، قبل أن يدّعي أنه ملهم من الله، ليتدرج في دعائه ويؤكد أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود. ورغم الانحراف العقائدي الذي يميز الطائفة الأحمدية، إلا أن امتداداتها ووسائل الاستمالة الدينية عندها جعلتها تتكيَّف مع البيئات الجديدة التي انتقلت إليها بعد خروجها من الهند وانتقالها إلى باكستان واستقرارها في مرحلةٍ لاحقة في بريطانيا، حيث توجد أعدادٌ معتبرة منها في هذا البلد الأوروبي، بالإضافة إلى أعدادٍ أخرى في مناطق متفرِّقة من العالم. وقد حاول الأحمديون في المدّة الأخيرة نقل تجربتهم الدينية إلى بلدان المغرب العربي التي كانت عصيّة عليهم قبل ذلك، مستغلين الانفتاح الحاصل في العلاقات الدينية من جهة، وسياسة الفراغ التي أفرزها الانسحاب اللافت للنظر للمؤسسات والجمعيات الدينية من الساحة الدعوية. وتتابع المصالح السلطات الأمنية بانشغال كبير ظاهرة ”تمدد” هذه الطائفة من ولاية إلى أخرى، حيث لم تسلم منها حتى الجزائر العاصمة. وفي هذا الإطار، تمكنت مصالح الدرك الوطني مؤخرا من توقيف 7 عناصر من طائفة الأحمدية ببلدية السحاولة بالجزائر العاصمة. وقد مكنت هذه العملية التي قامت بها فرقة الأبحاث للدرك الوطني لبئر مراد رايس من ”توقيف سبعة أشخاص وحجز عتاد خاص بالإعلام الآلي ومناشير ومجلدات تمجد الطائفة الأحمدية”. وحول حيثيات القضية، أوضح بيان لمصالح الدرك أمس، أنه و«بعد تعقب تحركات لأشخاص مشبوهين يقومون بممارسة شعائر دينية في غير الأماكن المخصصة لها، مع قيامهم بأفعال وتصرفات غريبة عن ديننا الحنيف على مستوى بلدية السحاولة ولاية الجزائر، تمكنت عناصر فرقة الأبحاث للدرك الوطني من الإطاحة بعناصر من الطائفة الأحمدية وتوقيف 7 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 30 و50 سنة”. وقد تم ذلك -حسب توضيحات الدرك الوطني- ”بعد عملية ترصد ومتابعة أفضت إلى تحديد الأماكن التي يتردد عليها منتسبو هذه الطائفة، ليتم بعد استيفاء الإجراءات القانونية تفتيش مساكنهم، أين أسفرت العملية عن حجز عتاد خاص بالإعلام الآلي وكمية معتبرة من الأقراص المضغوطة ومطبوعات ومجلات ونسخ من المحاضرات لزعماء هذه الطائفة، فضلا عن مجموعة من الكتب والمجلدات لها علاقة مباشرة بنشر الأحمدية”. وقد ”اعترف الموقوفون بانتمائهم إلى الطائفة الأحمدية ونشاطهم السري منذ سنة 2008، فضلا عن العلاقة التي تربطهم بأشخاص آخرين ينتمون إلى نفس الجماعة هدفهم بث ونشر تعاليم هذه الطائفة في وسط المجتمع الجزائري”. وفي بسكرة، مصالح الدرك الوطني بولاية بسكرة من توقيف 19 شخصا من أتباع  الطائفة الأحمدية من بينهم امرأة، تتراوح أعمارهم بين 23 و68 سنة بمدينة بسكرة وما جاورها. وأوضح بيان الدرك أن أتباع الطائفة الأحمدية الموقوفين ينحدرون من ولايتي بسكرة وباتنة ينتمون ويدعون للطائفة، وقد تم حجز حواسيب وأقراص مضغوطة بها فيديوهات ومناشير ووثائق تمجد وتدعو إلى الطائفة الأحمدية بعد تفتيش منازلهم. 
وأشار البيان إلى أنه تم فتح تحقيق معمق في القضية بعد أن وجهت للموقوفين جناية المساس بسلامة ووحدة الوطن والمساس بأمن الدولة، عن طريق إنشاء والانتساب إلى جماعة من شأنها المساس بتماسك المجتمع، مع إدارة ونشاط في إطار جمعية غير معتمدة، وطبع ونشر مطبوعات دون ترخيص وعرض وتوزيع وبيع منشورات من وحي أجنبي تضر بالمصلحة الوطنية. واستنادا لذات المصدر فسيتم تقديم الموقوفين التسعة عشر أمام العدالة فور الانتهاء من التحقيق في القضية غير المسبوقة بالولاية.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  4. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  6. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  7. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر

  10. الإحتلال الإسرائيلي يغلق معبر الملك حسين الحدودي مع الأردن