“شبح العزوف” ينهي السجال والتراشق بين الأحزاب

حولت خطاباتها لضرورة المشاركة في ربع الساعة الأخير

أرشيف
أرشيف

 

قبل أيام من انقضاء الحملة الانتخابية وإسدال الستار عن 21 يوما من التجمعات والخطابات والتراشق الإعلامي الذي أحمى أجواء الحملة الانتخابية، سكنت الأحزاب السياسية ودخلت مرحلة مهادنة، ورمت حساباتها جانبا وصوبت بوصلتها نحو التشجيع على المشاركة في الانتخابات وتعالت أصواتها لتعزف على وتر واحد على اختلاف توجهاتها وتخندقها، حيث إن شبح العزوف وحّد خطاباتها في المرحلة الأخيرة من الحملة.

وتعالت أصوات الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية في نسق آخر في آخر أيام الحملة الانتخابية وانقلبت بشكل كلي عن منحاها الأول، حيث عرفت تراشقا محموما بين مختلف التيارات كان فيه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني وغريمه في الأرندي أحمد أويحيى بطلا السيناريو، فيما لعب كل من عبد الرزاق مقري وكذا لويزة حنون أدوارا ثانوية في سيناريو إحماء الحملة الانتخابية والقضاء على الفتور الذي ميزها، حيث ساد سجال قوي بين الأحزاب الموالية والمعارضة وحتى تلك التي تتخندق في المعسكر الواحد بين الأرندي والأفلان، غير أن هذه اللغة والتراشق تلاشت تدريجيا مع انقضاء عمر الحملة الانتخابية.

وتوجهت خطابات الأحزاب إلى تكثيف دعواتها للمشاركة في الانتخابات وتقديم صك بياض للسلطة الراغبين في ودها والحصول على كوطة تضعهم في أريحية سواء في الحكومة أو البرلمان، حيث تعالت أصوات رؤساء الأحزاب بشكل عام لتعزف على وتر واحد وهو التحسيس بأهمية الانتخابات والحث على التصويت، وعدم المقاطعة، وإن كان هذا الخطاب أو التشديد يعكس مدى تنامي هاجس المقاطعة والعزوف لدى الطبقة السياسية إلا أنه أيضا يعكس خوف الأحزاب من المرحلة القادمة على اعتبار أن نسبة المشاركة هي التي ستحدد تموقعها في الساحة السياسية، خاصة أن وزارة الداخلية رمت بالكرة في مرمى الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام وعموم الجزائريين، وحملتها مسؤولية إنجاح الانتخابات التشريعية المقبلة، في موقف يكشف حجم المخاوف التي تنتاب الحكومة من تكرار تجربة الانتخابات السابقة فبعد استهلاك حوالي 3 أسابيع من عمر الحملة الانتخابية ينبئ الجو العام والقاعات الشاغرة بعدم اكتراث الشارع بمجريات الانتخابات التشريعية، وهو ما وضع الأحزاب السياسية التي غرقت في خلافات شخصية وتصفية الحسابات في أولى أيام الحملة تستدرك هذا الوضع وترمي هذا السجال جانبا لترافع من أجل  الموعد الانتخابي .

وتوالت التصريحات الرسمية التي تطالب المواطنين بضرورة الإقبال بقوة على التصويت، حيث خرج الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس الذي تصدر المشهد بتصريحات استفزازية في الأسابيع الأولى ليخفف من حدة خطاباته في الأيام الأخيرة ويركز تدخلاته في مختلف الخرجات على أهمية المشاركة كون الانتخابات محطة مفصلية في صون استقرار البلاد وهو نفس الوضع الذي تحدث عنه المعارض زعيم حركة حمس عبد الرزاق مقري  الذي صال وجال في  بداية حملته ورافع لأجل أحقيته في الحكومة، و استعادة الأحزاب الإسلامية مكانتها فاتحا باب الجدال مع أحمد أويحيى حول حكومة الوفاق الوطني عاد ليضع هذا الحلم جانبا، ويؤكد أن الانتخابات التشريعية المقبلة “تشكل فرصة لزرع الأمل وتعزيز الوحدة الوطنية”، داعيا إلى التصويت بقوة لإحداث التغيير عبر هذه الانتخابات وإبعاد الأشخاص الذين فشلوا في تسيير البلاد.

كما أطلق الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء نداء أمة لإيقاض سكون المواطنين، كما دعا أمس القيادي في تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء يوسف خبابة الجزائريين إلى العمل على إحداث التغيير من خلال التقرب من صناديق الاقتراع في الرابع من ماي، والكف عن تعليق الإخفاقات على السلطة، معتبرا أن فرصة كبيرة متاحة لتحقيق هذا الهدف.كما رافع الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى لنفس الهدف مؤخرا متجاوزا بذلك التراشق مع غريمه ولد عباس، وشدد على أهمية الانتخابات في الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر ونفس الأمر بالنسبة لعمارة بن يونس الذي وجد في الخمر مساحة لإثراء حملته والرد على الإسلاميين والمقاطعين لينتهي بالتركيز على ضرورة المشاركة في الانتخابات.      

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. الأمن الوطني: إلقاء القبض على فتاة مبحوث عنها محل 54 أمر بالقبض في وهران

  2. ارتفاع متوقع في درجات الحرارة غدا السبت بهذه المناطق

  3. حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي

  4. الأهلي المصري يبلغ نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الخامسة تواليا