الدولة لا يمكنها وقف ظاهرة "الحرڤة"

خبراء وباحثون يناقشون الظاهرة في ملتقى دولي


 6 بالمائة من المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا جزائريون 

تبين الإحصائيات الأخيرة ارتفاع عدد المهاجرين الجزائريين المقيمين في دول أوروبا والقارة الأمريكية بطريقة شرعية أوغير شرعية ووصولها إلى حدود 7 ملايين جزائري على الأقل. وتناولت مداخلات الملتقى الدولي حول المهاجر في خطابات ضفتي البحر البيض المتوسط، واقع ونظرة الغرب الى المهاجر الجزائري في ظل تنامي فكر "الاسلاموفوبيا" ومحاولات طمس هوية المهاجرين الاصلية مقابل تسهيل اندماجهم في مجتمعات البلدان المستقبلة لهم.

واحتلت اوضاع المهاجرين المسلمين قسطا وافرا من النقاش، حيث جرى التركيز على تحديد مفهوم المهاجر واللاجئء والفرق بينهما وقدمت عروضا خلال الملتقى تتصل بحال المهاجرين عبر الاجيال منذ العهد الاستعماري إلى غاية الساعة وكيف ينظر إليهم في وسائل الاعلام وتأثير تنامي ظاهرة الارهارب عبر العالم على استقرارهم في ديار الغربة إلى جانب كل اشكال الابتزاز والتطرف الفكري التي يتعرضون له في حياتهم اليومية.

 الجزائر بلد مصدر ومستقبل للمهاجرين 

بعد سنوات طويلة من متابعة ملف "الحراڤة" ومصير الناجين منهم في اوربا، بدأ الحديث عن اوضاع اللاجئين الافارقة وغيرهم من المهاجرين في الجزائر وتتحدث الاستاذة كريمة آيت دحمان عن ازمة مهاجرين في الجزائر وبروز ظواهر جديدة في الجزائر تتميز بالعنصرية واستغلال اوضاع المهاجرين إلى درجة تقترب من الاستعباد المقنع وهذا الوضع ينبغي أن تلفت له السلطات بأخذ قرارات مناسبة تجنب مشاكل في التحكم في هذه الفئة إذا طال بقاؤها في الجزائر.

الدولة لا يمكنها وقف ظاهرة "الحرڤة" 

من جانبه يرى الاستاذ عبد اللاوي حيسين، استاذ في علم الاجتماع وباحث فكري، أن الدولة بمفردها لا يمكن التحكم ولا المجتمع في ظاهرة الحرڤة لأن الظاهرة مرتبطة بسياسة الدولة وحركات الهجرة على المستوى العالمي ومرتبطة بإعادة هيكلة حركات الهجرة وسياسة الهجرة لأن الهجرة غير الشرعية موجودة عبر التاريخ، لكن ظهورها كمشكل جاء نتيجة مراجعة سياسة الهجرة على الصعيد الدولي، لأن الهجرة بشكل عام ظاهرة طبيعية وعندما نريد تقنينها أو إعطائها نظام معين سوف تأخذ اشكال جديدة ظهرت الإقامة غير الشرعية الهجرة غير الشرعية والحرڤة.
ولخص المتحدث أسباب الهجرة بقوله إن البحوث الاجتماعية لا يمكن أن تحدد اسباب هجرة الجزائريين والشباب بشكل خاص عن طريق التفكير في الاسباب لأنه تبين أن شبابا منتمين للفئة الاجتماعية نفسها والظروف المادية نفسها، إلا أن بعضهم يختار الحرڤة والآخر يمتنع عنها "كيف للاسباب نفسها أن تؤدي إلى قرارات مختلفة ولماذا هناك عوامل سياسية واقتصادية تدفع بالبعض للهجرة والبعض الآخر إلى عدم الهجرة

وبالنسبة لحالة الحراڤة في الجزائر، اكتشفنا ـ يضيف الاستاذ عبد اللاوي أن شخصا لا يملك سكنا أو حرفة لكن وضعيته لا تدفعه إلى الهجرة وآخر الاسباب الاقتصادية والسياسية تدخله في حالة "اغتراب" بمعنى الشعور بالقطيعة مع المجتمع وبعد تلاشي هذا الرابط مع المحيط يبدأ في بناء مشروع الذهاب إلى بلد خارج المجال الذي تسبب له في هذه الوضعية ويقودهم إلى تغيير البلد دون الأخذ بعين الاعتبار للمخاطر التي تنتج عن إنجاز هذا المشروع وما يراهن المجتمع على أنه انتحار ينظر إليه الحراڤ بأنه وسيلة لتحقيق منافع في الضفة الاخرى.

الارقام المتوفرة ـ حسب المصدر نفسه  ـ تؤكد ارتفاع عدد الحراڤة هذه السنة وإن لم تعلن عن ذلك السلطات لعدم تحكمها لحد الساعة في هذا الملف الشائك بينما في الدول الاوروبية هناك تقديرات لعدد الحراڤة من إعداد المنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب إحصائيات شبكة "فرونتكس" الامنية التي تحارب الهجرة غير الشرعية في البحار وعبر الحدود أو عن طريق الاقامة غير الشرعية، حيث ترد الجزائر دائما ضمن المراتب الاولى في قائمة العشر أو 20 دولة للمهاجرين ومثلا إذا اخذنا الاشخاص الذين وصلوا إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية نجد أن الجزائرييين يحتلون الرتبة الثالثة ورغم تشديد الخناق على المعابر، إلا أن نسبة الحرڤة الجزائريين الذين وصلوا إلى اوروبا بلغت 6 بالمائة تليها المغرب وكوت ديفوار ودول اخرى. المشكل عميق وربما جميع الحلول التي ستعتمدها الدولة ينجم عنها معاكسة ولا بد من مقاربة لحل مشاكل الشباب في إطار سياسة عامة، باعتباره فئة مكونة للمجتمع وليست فئة معزولة حتى لا تستمر القطيعة بين الشباب والفئات الاخرى.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  4. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  6. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  7. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  8. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  9. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر

  10. الفنانة سمية الخشاب تقاضي رامز جلال.. ما القصة؟