جريمة أخلاقية مدوّية في مسرح باتنة!

عرض تجاوز المحاذير .. وميهوبي مدعو لتدخل صارم

مقرّ مسرح باتنة الجهوي
مقرّ مسرح باتنة الجهوي

اهتزّت حاضرة باتنة، ليلة الأربعاء، على وقع جريمة أخلاقية مدوّية في مسرح عاصمة الأوراس، إثر عرض ركحي رسمي راح يضرب خبط عشواء وبخطاب سوقي أرعن، ما أثار استياء قطاع واسع من متابعي المهرجان الوطني الثقافي للمسرح الأمازيغي.

انطوت مسرحية "أمسانو" لمخرجها "مسعود نجاحي" (ممثلة لمسرح باتنة الجهوي) على طرح بغيض لما جرى توصيفها "القضية الأمازيغية"، وعبر نص هلامي جرى شحنه بكثير من المفردات الجهوية وتوابل الكراهية، جرت الدعوة إلى "طرد العرب الجزائريين" (..)، وحضرت البذاءة وأرطال من الاستفزازات المباشرة، كما لم يتحرج طاقم "أمسانو" عن التعريض بالدين الإسلامي الحنيف و"سبّ" الجمعة.

تحريض على الشقاق

حرّض "أمسانو" بشكل مقزّز وممجوج على إثارة "الشقاق بين الأمازيغ والعرب أبناء الوطن الواحد"، وبرز ذلك عبر عبارات ومشاهد فجّة، وتجاوز من أريد لهم تمثيل مسرح عريق لمدينة كبرى بوزن عاصمة الأوراس، الخطوط الحُمر بشتائم من قبيل "العروبة طوبة مثقوبة من قدام ومن لورا".

وجرى إظهار شخصية رجل فنان عربي بشكل مسيئ، إذ راح يطبّل ويرقص كالمعتوه وهو يقول : "أنا فنان عربي كبيييير"، ليقوم ممثل آخر بلعنه بصفات قبيحة وطرده قاذفا إياه بحذاء، مردّدا: "اخرج اخرج اخرج"، في قراءة تقود إلى "طرد العرب من أرض الأمازيغ" !!!!، مع كل ما يشكّله الأمر من إشعال لنار الفتنة.

مساس بمقومات الدولة واستهزاء بفلسطين

لم يكتف طاقم "أمسانو" بما تقدّم، وراح العرض الرسمي يعبث بمقومات الدولة الجزائرية ووحدتها بل انتقلوا للاستهزاء بالقضية الفلسطينية عبر توليفة سقيطة: "جا الأوراس في الباسكليت...وحاب يضرب اسرائيط....باش يحرر فلسطيط". !!!!!

ولم يفوّت العرض المثير للجدل الفرصة، دون أن يعرّض بالقائد الإسلامي الكبير "عقبة بن نافع، بينما تمّ الدفع بالممثل المناضل للقضية الأمازيغية وهو يحمل قنينة خمر حقيقي وهو يتمايل ثملا سكرانا، مغمغما: "أوراس .. أوراس .. أوراس".

كارثة وطنية

اعتبرت الفنانة "نوال مسعودي" ما حصل على خشبة مسرح باتنة ليلة أمس، كارثة فنية وطنية بمعنى الكلمة، وتساءلت: "أيعقل هذا التدني والنزول بنا إلى منحدر مجاري الصرف الصحي بالفن والطرح؟".

وتابعت: "لابد من النظر عميقا بهذا الموضوع الذي أغضب وأزعج الكثير من الحضور الذين غادروا القاعة بسخط وتأسف كبيرين عما قدّمه مسرح باتنة ونزوله إلى حضيض لا مستوى له... وبعرض ممثل له.... بفرقة لا تنتمي له ....فأثار زوبعة من التساؤلات والاستفسارات واللوم"، خصوصا وأنّ الفن رسالة، وليس أداة تستخدم لتصفية حسابات عرقية طائفية في قلعة حضارية بحجم أب الفنون المسرح.

لا رقابة أفرزت تهاويا

طرح متابعون استفهامات عن مراقبة الأعمال، تبعا لما سوّقه "أمسانو" من بشاعات، خصوصا وأنّ مسرح باتنة الجهوي على منوال نظرائه عبر الوطن، يمتلك لجنة فنية يفترض أنّها تغربل الأعمال المنتجة، ما لم يكن العرض إياه مرّ خارج الرقابة، ما يفسّر كل التهاوي الذي جرى إفرازه في قلب أوراس الأمازيغ الأحرار والعراقة البهية والتاريخ النابض.

مسرح الدولة يعارض الدولة في مؤسسة تابعة للدولة !؟!

المفارقة في كل ما حصل أنّ مسرح الدولة راح يعارض الدولة بمؤسسة تابعة للدولة وفي غمرة مهرجان رسمي تنظمه الدولة دوريا، فمن سمح لهؤلاء باعتلاء خشبة مسرح باتنة؟؟؟؟، ومن أجاز لهؤلاء – تضيف مسعودي - تمثيل مسرح باتنة الجهوي العريق، بأعماله وفنانيه من مثقفين حاملين لرسالة فنية بأعمال راقية مثلته أحسن تمثيل وطنيا وعربيا؟؟؟؟ وحملت راية الجزائر الوحيدة عاليا بين العالم.......، إنّه لا احترام خطير للفكر والأخلاق والإبداع والخشبة والفن والدولة. 
انتهاءً، ما حدث لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام، وعلى مصالح "عز الدين ميهوبي" فتح تحقيق في جريمة باتنة، على درب التقويم والارتقاء.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. السعودية تصدر قرارا بمنع تكرار العمرة في رمضان!

  2. ترامب: لو كنت رئيسا ما حدث غزو غزة

  3. ارتفاع في عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي

  4. "الفاف" تجري تعديلا على برنامج الدورة الكروية الدولية

  5. حج 2024.. إنطلاق عمليات التسجيل لفائدة الحجاج

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 31726 شهيد

  7. بيـان هام لإدارة العميــد قبل مواجهة نجم بن عكنون

  8. الإفتاء المصرية تعلن موعد انتهاء شهر رمضان وأول أيام عيد الفطر

  9. سنة سيصوم فيها المسلمون 36 يوماً من شهر رمضان.. ما تفسير ذلك!؟

  10. فتح التسجيلات لمكتتبي "عدل 3" قريبًا