أعاد السيناريو الذي تجرّعه المتوسط الدولي الجزائري "رياض محرز"، منتصف ليلة الأربعاء، إلى الأذهان كابوساً راح ضحيته مواطنه النجم الدولي السابق "رابح ماجر" في شتاء عام 1988.
بتاريخ الأربعاء 21 أكتوبر 1987 بالعاصمة الإسبانية مدريد، سطع "ماجر" ضعفين في سماء ملعب "سانتياغو برنابيو"، وسجّل هدفاً جميلاً لناديه البرتغالي "أف سي بورتو" في مرمى "فرانشيسكو بويو" حارس نادي "ريال مدريد"ّ الإسباني في لقاء انتهى لمصلحة المدريلانيين (2 – 1) برسم ذهاب ثمن كأس أوروبا للأندية البطلة (النسخة القديمة لكأس رابطة الأبطال).
مردود "ماجر" في ذلك اللقاء، أفحم إدارة النادي الألماني الشهير "بايرن ميونيخ" بضمّ "ماجر" الذي كان له دور وافر في حرمان البافاريين من الكأس الأوروبية أشهراً من قبل، حين سجّل هدفا بالكعب وصنع آخر في ليلة نمساوية رمضانية مثيرة (27 ماي 1987).
وزاد لمعان "ماجر" في النهائي الـ26 لكأس "الإنتركونتيننتال" الذي فاز به نادي "أف سي بورتو" البرتغالي على حساب "أتلتيكو بينارول" الأوروغوياني (2 – 1 بعد التمديد)، إثر تمريرة حاسمة لماجر وتسجيله هدفا جميلا في مرمى الحارس الأوروغوياني العملاق "إدواردو بيريرا"، من قناعة مسيري البايرن.
وبالفعل، سافر "ماجر" إلى ميونيخ، ووقّع عقدا أوليا بتاريخ الاثنين الرابع جانفي 1988.
وعن ذلك، يروي "ماجر" (59 عاما): "كان لوثار ماتايوس كان على وشك الرحيل، وستيفان رويتر على وشك المجيء، فدعاني "يوب هاينكس" (المدير العام والمدرب آنذاك)، وسافرت إلى ميونخ، أين التقيت بهاينكس رفقة الدولي الألماني السابق أولي هوينيس، تناولنا عشاءً رائعًا، تحدثنا كثيرًا وتفاهمنا جيدا، ثم ذهبت إلى منزل هوينيس لأوقّع على عقد أولي، والتقطت لي صورة بقميص البايرن".
ماجر (86 مباراة – 28 هدفا مع منتخب الجزائر بين سنتي 1978 و1992)، ذكر أنّ صفقة انتقاله من تنانين بورتو إلى البافاريين فشلت، تبعا لمعاناة صاحب الـ29 عامًا آنذاك، من إصابة في الفخذ، مما أسقط كل شيىء في الماء.
وعلى وقع الصدمة، اكتفى بطل أوروبا والعالم (1987) وبطل إفريقيا 1990 والحائز على الكأس الأفرو آسيوية 1991، بالتحوّل مُعاراً إلى نادي "أف سي فالنسيا" الإسباني بين جانفي وجوان 1988 ((14 مباراة – 4 أهداف).
وعن تبدّد صفقة البايرن قبل 30 سنة، يقرّ "ماجر": "لم أندم كثيرًا في كرة القدم، لكن عدم اللعب لبايرن ميونخ كان شيئًا حقًا أندم عليه بشدة، كان ذلك حلمًا، يا لها من فرصة ضائعة"، وأردف: "كل شيء في بورتو كان حقًا عظيمًا لكن اللعب لبايرن ميونخ كان سيرفع مستواي أكثر".
سيناريو "ماجر" قبل ثلاثة عقود، تكرّر بشكل مغاير مع "محرز" (26 عاماً)، فبعدما كان انتقال أفضل لاعب في بطولة الرابطة الانجليزية الأولى (موسم 2015 – 2016)، إلى صفوف "المان سيتي" الانجليزي مسألة شبه محسومة في الـ 48 ساعة الأخيرة من عمر "الميركاتو الشتوي"، تسببّت مزايدات إدارة "ليستر سيتي" في نسف حلم "محرز" (26 عاماً) إلى إشعار آخر.
وكان المتوسط الدولي الجزائري السابق "وليد مسلوب" عزا قبل أيام تعطّل انتقال "محرز" (26 عاماً) لنادٍ كبير، إلى جنسيته الجزائرية!
وجرى ربط رئة "ليستر سيتي" مراراً وتكراراً بنوادي إنجلترا "تشلسي"، "أرسنال" و"ليفربول"، فضلا عن "جمعية روما" الايطالي و"أف سي برشلونة" الإسباني، لكن هذه "الارتسامات" لم تتجسّد وسط المزايدات والتخبطات التي أبقت رهينة حديقة "كينغ بوار" رغم عرض "مانشستر سيتي" الانجليزي قبل 24 ساعة، 71 مليون يورو + لاعب لضمّ الساحر الجزائري إلى كتيبة الإسباني "بيب غوارديولا".
شاهدوا هدف "ماجر" في مرمى ريال مدريد ليلة 21 أكتوبر 1987:
تابعوا أهداف كأس "الإنتركونتيننتال" وما فعله "ماجر" قبل 31 عاماً:
