الحماية المدنية تضاعف فرق التدخل والجيش يعلن حالة الاستنفار
تسببت العاصفة الثلجية التي ضربت 16 ولاية في إحداث حالة استنفار قصوى حيث تم إجلاء مئات العائلات المنكوبة نحو مراكز إيواء مؤقتة من قبل فرق الإغاثة المدنية والعسكرية. كما حرم مئات التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب قطع الثلوج لأكثر من 40 طريقا وطنيا وتسرب المياه إلى المدارس. واضطرت بعض العائلات إلى المبيت في العراء تجنبا لانهيار المنازل ووقوع الكارثة.
توفي 10 أشخاص وأصيب 120 بجروح، جراء 61 حادث مرور عبر الوطن، الناجمة عن التقلبات الجوية التي مست 18 ولاية، والتي أجبرت العشرات من العائلات على المبيت في العراء خوفا من خطر انهيار البنايات القديمة وكثافة تهاطل الثلوج والسيول الجارفة التي غمرت مساكنهم.
وأفادت مصادر مسؤولة من المديرية العامة للحماية المدنية بأن “كل الوحدات مجندة منذ الإعلان عن النشرية الخاصة، التي مسّت عدة ولايات عبر الوطن”، ومن بين الإجراءات المتخذة لمواجهة خطر الثلوج والفيضانات مضاعفة عدد الفرق”. وتمكنت مختلف الوحدات من التدخل فيما يتعلق بالاضطرابات الجوية، حيث تجاوز عددها الحد العادي، والمقدر بـ1200 تدخل، وسجل ما يزيد على 1400 تدخل، أغلبها يتعلق بإجلاء العائلات وفتح طرقات وامتصاص مياه الأمطار.
خلية أزمة لفك العزلة عن “المحاصرين” في سطيف
في ولاية سطيف، شكلت مصالح الولاية خلية متابعة عاجلة، تضم كل القطاعات المعنية بعد وصول سمك الثلوج 20 سنتيمترا، وبقي الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وعموشة، مغلقا مؤقتا طيلة الفترة الصباحية من نهار أمس، مثل العديد من الطرق الولائية في الجهة الشمالية الشرقية، كالطريق الولائي الرابط بين ڤنزات وزمورة، وكذا الطريق الرابط بين بوعنداس وبني موحلي وبين عين عباسة وعين الروى.وأكدت ذات المصالح، أنها تدخلت عبر 122 نقطة لفك العزلة ونقل بعض المسافرين الذين حاصرتهم الثلوج، زيادة على إعلان مصالح الحماية المدنية عن تشكيلها نقاط تدخل ثابتة في العديد من النقاط المعروفة مثل ثنية طاكوكة وشيرهم وغيرها.
كما تدخلت عناصر الدرك الوطني لتسيير حركة الطريق الاجتنابي الجديد بجبل الوحش بقسنطينة، بسبب كميات الثلوج المتساقطة بالطريق ولكثافة الضباب، وهذا لتسهيل حركة المرور نحوالولايات الشرقية على غرار سكيكدة وعنابة.
4 قتلى و11 جريحا في حوادث متفرقة بالبويرة
وتسببت الوضعية الجوية المضطربة التي شهدتها ولاية البويرة خلال 24 ساعة الأخيرة في وفاة 4 أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح مختلفة الدرجات وذلك نتيجة حوادث مرور مروعة تم تسجيلها عبر شبكة الطرق البرية بالولاية. وقد تسبب سوء الأحوال الجوية وتساقط الثلوج في عزل قرى ومداشر بأكملها خاصة الواقعة عبر بلدية صحاريج ومشدالة شرق الولاية وبلديات كل من ديرة، تاقديت والمسدور أقصى جنوب عاصمة الولاية وذلك جراء انقطاع الطرقات الرئيسية والمسالك وهوالأمر الذي استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية والدرك باستعمال كاسحات الثلوج لفك العزلة عن السكان.
واستنادا إلى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالبويرة الرائد ليلي جمال فإن مصالح الأمن بالتنسيق مع مختلف السلطات المحلية وفرت كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل فتح الطرق المقطوعة في وجه حركة المرور.
الثلوج تفضح مشاريع “البريكولاج” في الجلفة
وفي الجلفة عرت كميات الثلوج المتساقطة على ولاية الجلفة، الوضعية الكارثية لطرقات وأرصفة عاصمة الولاية بالخصوص والتي تحولت إلى برك مائية وإلى مطبات وحفر، وهو الوضع الذي انعكس سلبا على حركة المرور في غالبية أحياء مدينة الجلفة، حيث أتت السيول التي خلفتها الثلوج وراءها على العديد من الطرق والأرصفة المنجزة في أوقات سابقة بدون إتباع المواصفات التقنية المعمول بها، وتحولت العديد من الشوارع والأحياء السكنية بعاصمة الولاية، إلى برك من السيول والأوحال، وفضح في العديد من نقاط “بريكولاج” الطرق والترقيعات.
قسنطينة وڤالمة تحت الحصار
تسببت كميات الثلوج المتساقطة على ولاية قسنطينة، اليوم، في قطع الطريق الوطني رقم 51 بمنطقة كاف لكحل بالقرب من منطقة جبل الوحش، حيث توقفت حركة المرور نهائيا وأدت إلى تدخل عناصر الدرك الوطني ووحدات الجيش لفك العزلة عن السكان بواسطة كاسحات الثلوج، فيما تتأهب مصالح البلديات للتدخل أمام استمرار تساقط الثلوج والأمطار على ولاية قسنطينة إلى غاية نهار الغد.
وشهدت ڤالمة بدورها، تساقط كميات معتبرة من الأمطار مصحوبة بالثلوج في عدة جهات من الولاية، منها جبل ماونة، إضافة إلى المحور الرابط الولاية من جهة بسوق أهراس على حدود بلديات عين صندل وعين العربي. ومن ناحية طريق قسنطينة شهدت عين مخلوف وعين رقادة تساقط كميات من الثلوج، وتسببت في غلق ظرفي للطريق على محور سلاوة عنونة. وعرفت مختلف جبال ولاية جيجل بدورها، تساقط كميات معتبرة من الثلوج، ما جعلها تكتسي حلة بيضاء بعد أسابيع من الانتظار، ويتعلق الأمر خاصة بجبال إراقن، سلمى بن زيادة، تاكسنة، بني ياجيس، جيملة، أولاد عسكر، حيث تجاوز سمك الثلوج ببعض المناطق عشرين سنتيمترا.
استنفار لفتح الطرق المقطوعة في المدية
وفي المدية استنفرت الثلوج التي تساقطت على مدى ساعات نهار أمس سكان زهاء 20 بلدية، خاصة تلك الواقعة بمرتفعات شرقي ووسط الولاية التي زاد سمك الثلوج بها عن 20 سم، كمرتفع بن شكاو، قرية جامع الرسول ببلدية أولاد إبراهيم، وأعالي منطقة طبوزة كقرية الغرارفة ببلدية وزرة، ناهيك عن تسبب الثلوج التي عرفتها ليلة الجمعة إلى السبت عدة مرتفعات بمنطقة بعطة، في قطع الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين بلدية العمارية شرقي المدية وبوڤرة بولاية البليدة.
وذكر تجار متنقلون بأنهم اضطروا إلى تغيير مسارهم في ساعات مبكرة من صباح أمس، نحو الطريقين الوطنيين رقم واحد ورقم 8 للعبور نحو ولاية البليدة، بدل الطريق الوطني رقم 64 الذي سد في وجههم بفعل كثافة الثلوج.
تلاميذ المدارس في عطلة إجبارية بعنابة
وفي عنابة تسببت الأمطار المتساقطة في اليومين الماضيين في غرق أحياء بكاملها في المياه، ناهيك عن الطرقات، ما أعاق حركة السير وأحدث اختناقا مروريا في مختلف شوارع المدينة، كما تعذر على العديد من التلاميذ الالتحاق بمدارسهم بسبب تحول أقسامها إلى برك مائية.وتدخلت العناصر ذاتها في العديد من الطرقات التي عرفت فيضانات، خاصة تلك المتواجدة في وسط المدينة وببلديتي البوني والحجار التي امتلأت بالأوحال، حيث تم إزالة الترسبات من قنوات الصرف الصحي ومن على جانبي الطرق الواقعة خارج لمدينة.
مداشر معزولة في بجاية وتيزي وزو
في بجاية تسببت الأمطار الغزيرة التي بلغت كميتها 64 مم والثلوج الكثيفة التي تهاطلت طيلة الليل وصبيحة اليوم في شل حركة المرور بعدة بلديات وقرى، واضطر المواطنون للبقاء في منازلهم تلبية لطلب مصالح الحماية المدنية ومديرية الأشغال العمومية، التي أكدت أن أغلب الطرقات الرئيسية مغلقة بسبب تراكم الثلوج منها الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين بجاية وسطيف من جهة جبال برباشة، حيث فشلت الجرافات في إزاحة كتل الثلوج خلال الساعات الأولى من الصباح بمنطقة إحباشن بكنديرة، كما تسببت الثلوج المتراكمة في عزل العديد من القرى عن بعضها البعض بمناطق آيت إسماعيل وكنديرة وبرباشة وأدكار، ما حال دون تمكن شاحنات الخواص من إيصال قارورات الغاز الطبيعي إليها.
وفي تيزي وزوقطعت الثلوج عدة طرق في أعالي الولاية، وتسببت في استحالة المرور بين بلديتي آيت يحيى وعين الحمّام، كما توقفت الحركة على مستوى الطرق الرابطة بين ولاية تيزي وزو وولايتي البويرة وبجاية، كما هوالشأن بفج تيروردة وشلاطة، وأغلق الطريق الوطني رقم 33 باتجاه ولاية البويرة مرورا بواسيف، إضافة إلى الطريق المؤدي نحوولاية البويرة على مستوى تيزي نكولان وهوما امنع مئات الموظفين من الالتحاق بمناصب عملهم.
