اقتبس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، مرة أخرى ، اليوم ، فكرة أولوية أداء الواجبات على المطالبة بالحقوق للمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي ، المتوفي سنة 1974 ، وذلك في رسالته التي بعث بها إلى النساء الجزائريات ، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .
وبعدما دعا ، في رسالة سابقة ، العمال الجزائريين إلى العناية بأداء واجباتهم مع المطالبة بحقوقهم المشروعة ، هاهو رئيس الجمهورية يشير من جديد إلى فكرة الراحل بن نبي ، حيث أشار الرئيس في رسالته إلى المرأة الجزائرية ، بمناسبة احتفالها على غرار نساء العالم ، بيومها العالمي ، إلى ضرورة التكفّل بالواجبات التي تقع على عاتقها، تجاه الأسرة والوطن ، وعدم الاكتفاء بجعل اليوم لمجرد النضال والمطالبة.
المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي ، الذي كان يقول قبل وفاته إنه سيعود بعد 30 سنة ، لم يكن يعتبر مشكلة المرأة معزولة عن مشكلة الرجل ، بل كان يرى أن المشكلة هي مشكلة الفرد في المجتمع ، بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة ، كما لم يكن يفضّل الحديث في كل مناسبة عن حقوق المرأة ، تماما كما لم يكن يفضّل الحديث عن حقوق الفرد بشكل عام ، حتى أن إحدى بناته وصفته في حديث صحفي بأنه كان شديد الحساسية تجاه كلمة "حقّي" ، وأنه كان يقول دائما أنه لو أدى الجميع واجباتهم ، لحصل كل واحد على حقوقه ، كما صرّح المفكر الراحل في إحدى محاضراته التي نشرت في كتاب "مجالس دمشق" عن دار الفكر السورية باعتباره أن النشاط النسوي الحقيقي والمثمر هو الذي يبنى على أداء الواجبات وليس النشاط الذي يكتفي بالنداء والمطالبة بالحقوق.
وفي رسالة رئيس الجمهورية ، التي بعث بها إلى النساء الجزائريات اليوم، قال الرئيس إن المكاسب التي حققتها المرأة الجزائرية جعلتها تنتهز اليوم العالمي للمرأة فرصة للاعتزاز بالوطن وبناته ومكتسباتهن ، عكس ما هو عليه الأمر في بلدان أخرى ، ذكر منها فرنسا بشكل ضمني ، عندما قال إن دولا متقدمة "ما يزال النضال فيها لتحقيق المساواة في الأجور على رأس المطالب في هذا اليوم".
وناشد الرئيس في رسالته ، التي قرأها بالنيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح ، أن تتكفل النساء الجزائريات كذلك بواجباتهن ، محدّدا الأسرة والوطن كأولويات لنشاط المرأة ، وجاء في رسالة الرئيس: "يجب أن يكون الاحتفال في الجزائر باليوم العالمي للمرأة مناسبة متكررة لمناشدة نساء الجزائر للتكفل كذلك بواجباتهن العديدة في خدمة الأسرة والوطن" ، وتابع موضّحا:" واجبات تنبثق من مكانة المرأة عددا وموقعا في بلادنا وكذلك من التحديات التي تقف في وجه الجزائر في عالم يعرف تطورات سريعة للغاية".
