تعيش منطقة تامدة الواقعة بدائرة واقنون، 32 كلم شرق عاصمة ولاية، على وقع فضيحة من العيار الثقيل تتمثل في إقامة مشروع إنجاز إقامة جامعية بسعة 10500 مقعد مقسمة إلى قسمين فوق مقبرة للشهداء يعود تاريخها للحقبة الاستعمارية. وهي الخرجة التي أثارت استياء العديد من سكان هذه المنطقة التي تنام وتستيقظ على وقع مشاكل عديدة حوّلت يوميات الكثير من سكانها إلى جحيم ورغم محاولة الكثيرين تجاهل هذه الفضيحة التي هزت الرأي العام، إلا أن الأمر كان أكبر من أن يتم تجاوزه بعد انطلاق أشغال تهيئة الأرضية التي ستحتضن المشروع المذكور، وشروع المقاولة البرتغالية الجزائرية التي فازت بالصفقة في إنجاز الحفر رغم التحذيرات.
وما زاد في تذمر سكان المنطقة هو اكتشاف رفات العديد من موتى الشهداء أثناء عملية الحفر التي مازالت متواصلة حتى الآن وهي البقايا التي تم رميها مع الأتربة المنزوعة من المكان في المفارغ المخصصة لهذا الغرض مند سنوات، وقد يكون جزء منها قد وجه لأغراض أخرى مادامت الأتربة التي تزال من مثل هذه المواقع عادة ما تستغل في مشاريع أخرى متعلقة بقطاع البناء والأشغال العمومية وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول هوية الجهة التي وافقت على إنجاز هذا المشروع في مقبرة معروفة وسر سكوت السلطات المحلية خاصة أن والي تيزي وزو السابق والحالي لم يتم إخطاره في زيارته الأخيرة للمنطقة من طرف مديرية السكن والتجهيزات العمومية أو من طرف رئاسة جامعة مولود معمري التي هو طرف في الملف عن هذا الخرق الذي أثار اشمئزاز الرأي العام بتامدة التي تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى فضاء خصب لمختلف أنواع الفضائح، حين اكتشف مكتب دراسات منذ فترة وجيزة فقط أنه كان ضحية غش من خلال حذف مادة الحديد من أغلب أساسات القطب الجامعي مما حال دون إتمام أشغال البناء الخاصة بإحدى الطوابق قبل أن يتقرر إزالته بالكامل وإعادة بنائه من نقطة الصفر بكل ما ترتب عن ذلك من تكاليف مالية باهظة قدرتها مصادر على صلة بالملف بالملايير وهذا دون أن تكلف أي جهة نفسها عناء التحقيق في هذه القضية التي شغلت طلبة تامدة لعدة أشهر.
مصدر أمني من المجموعة الإقليمية للدرك الوطني يؤكد لـ"البلاد" : السلطات حولت رفات الشهداء من مقبرة تامدة مند سنوات
أكد مصدر أمني من المجموعة الولائية للدرك الوطني أن مشروع إنجاز 10500 سرير خاص بالحي الجامعي الجديد بمنطقة تامدة سيتم النظر فيه في اقرب الآجال وأن المقبرة التي تتواجد فيها رفات الموتى والتي من المرتقب أن تشهد إنجار على أرضيتها المشروع المذكور آنفا تم تحويلها إلى مكان آخر غير ذلك وهذا منذ سنوات على غرار ما تداول مؤخرا على لسان المواطنين والطلبة. وأضاف المصدر أن هذه المقبرة القديمة لا توجد في تجمعات سكنية كبيرة، كما أن جل المقابر المجاورة توجد على مسافات بعيدة من المشاريع.
