البلاد -لطيفة.ب - كشفت تحريات لمصالح الأمن بالجزائر، عن نشاط شبكات إجرامية منظمة، اختصت في تهريب المهاجرين المغاربة نحو أوروبا عبر الأقاليم الإيطالية، لأجل تمويل الجماعات الإرهابية الناشطة ببقاع ليبيا، التي يلجأون إليها عبر حدودها المرابطة للجزائر بولاية إليزي، مقابل عمولة قدرها ألفين أورو عن كل فرد، تحول عائداته لتمويل الجماعات الإرهابية بليبيا التابعة لما يسمى "داعش"، ما مكن من تهريب أزيد من 120 رعية مغربية دخلوا الجزائر جوا بطريقة شرعية عبر المطار الدولي هواري بومدين، حيث يتولى نقلهم سائقو "كلوندستان" مقابل أجرة بقيمة 50 أورو.
وفي إطار تحرياتها، تمكنت مصالح الأمن الجزائرية من تفكيك نشاط هذه الشبكة الإجرامية التي اتخذت من الجزائر مركز عبور لها لتهريب الرعايا المغاربة نحو ليبيا ومنها إلى أوروبا، في إطار عمليات منسقة بين أفراد هذه الجماعة، التي برز نشاطها بكل من المغرب وليبيا والجزائر لتموين التنظيم الإرهابي "داعش" بليبيا"، وهو ما مكن السلطات الجزائرية من تحديد هوية أحد المشتبه فيهم الرئيسيين.
ويتعلق الأمر بالمدعو (ك. أ) جزائري الجنسية، ينحدر من الجزائر العاصمة، كان يتكفل باستقبال المهاجرين المغاربة القادمين جوا نحو الجزائر بطريقة شرعية عبر المطار الدولي هواري بومدين، وفور وصولهم يكلف أشخاصا يعملون كسائقي أجرة غير شرعيين يتعامل معهم لنقل الرعايا من المطار نحو المحطة البرية لنقل المسافرين بالخروبة، كما كان يكلفهم باقتناء تذاكر لهم للسفر إلى ولاية ورقلة مقابل أجرة قدرها 50 أورو عن كل مسافر، فيما تكفل أشخاص آخرون بإيصال رعايا آخرين من الجزائر العاصمة نحو ورقلة على متن سياراتهم الخاصة.
ليكون المدعو "الحاج" في انتظارهم هناك ليتولى تمريريهم إلى مدينة الدبداب الليبية عبر الحدود بناحية ولاية إليزي. وكشفت التحريات، أن هؤلاء كانوا يعملون بالتنسيق مع أفراد شبكة موالية تنشط بليبيا، وتتولى تهريب الرعايا المغاربة نحو الدول الأوروبية عبر البوابة الإيطالية مقابل ألفين أورو عن كل رأس، وكانت تلك الأموال تجمع لأجل تمويل ودعم الجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا من أتباع "داعش". وباستمرار التحقيق، أوقفت الضبطية القضائية المدعو (م.إ) البالغ 26 عاما بتاريخ 1 أوت 2017، قرب مركز تجاري بالعاصمة.
وبإخضاعه لعملية التفتيش، عثر بحوزته على مبلغ 50 أورو، كما تم تفتيش مسكنه، حيث صودر به مبلغ 1250 أورو و3 هواتف نقالة، كما تم معاينة جملة من المحادثات عبر تطبيق "الواتساب" مع رعايا ليبيين ومغاربة، وأخرى مع (ك.أ) الموجود في حالة فرار، والذي عثر على صوره وهو حامل سلاح رشاش من نوع "كلاشينكوف" بحوزة المتهمين (م. إ) و(ع. إ) وهما من أبناء حيه كلفهما بنقل الرعايا المغاربة من مطار هواري بومدين نحو محطة المسافرين بالخروبة مع تأمين كافة الخدمات للمعنيين من إقامة واقتناء لتذاكر السفر نحو الجنوب الجزائري. وأوردت التحريات، أن المتهم الفار التحق بالجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا بعد مغادرته الجزائر نحو فرنسا بتاريخ 26 فيفري 2018.
وقد صدرت ضدّه مذكرة توقيف دولية. وفي السياق ذاته، تم توقيف المدعو (أ.ي) المكنى "الكومبا"، وهو ينحدر من درقانة، بعد ضلوعه في نقل رعايا مغاربة على متن سيارته الشخصية من الجزائر العاصمة نحو الجنوب، وبالضبط منطقة حاسي مسعود مقابل نيله عمولات مالية، كما أقحم معارفه في تولي الخدمات نفسها، على غرار عمه صاحب وكالة لكراء السيارات، وصديق له يدعى (ق.م)، لتتخذ الإجراءات القانونية في حق المتهمين ممن نسبت لهم جناية تهريب المهاجرين في إطار جماعة إجرامية منظمة، وتمويل جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن، أحيلوا بموجبها على محكمة الجنايات الإبتدائية بالدار البيضاء، حيث أجمع المتهمون على أنهم تولوا نقل الرعايا المغاربة دون علمهم بأهدافهم، حيث نفوا معرفتهم أو تعاملهم مع باقي أفراد الشبكة، وهو ما لم يرقى للنيابة التي التمست عقاب المتهمين الثلاثة بـ 10سنوات سجنا، و1 مليون دج غرامة لكل واحد منهم، فيما تم فصل ملف المتهم الفار، وإصدار حكم غيابي ضدّه قضى بإدانته بـ 20 سنة سجنا، و2 مليون دج غرامة نافذة، مع إبقاء الأمر بالقبض الصادر ضدّه ساريا.
