البلاد - حليمة هلالي - سلط الإعلام الأجنبي الضوء على تمسك الجزائريين بالسلمية في حراكهم الشعبي خلال الجمعة الـ18 على التوالي، للمطالبة برحيل كل وجوه نظام الرئيس السابق. وتنوعت العناوين من موقع إلى آخر في نقل أهم الأحداث التي جرت بالجزائر في حين تمحورت أغلب العناوين حول الشعارات التي تقوى الوحدة الوطنية.
ومنذ 22 فيفري تناقلت أغلب الصحف والمواقع العربية والاجنبية ما يجري في الجزائر من توترات سياسية وصولا الى جملة الاعتقالات والمحاكمات التي طالت السياسين ورجال الأعمال الذين تورطوا في قضايا الفساد ونهب المال العام وعادت هذه المواقع لتكتب عن محاولت بعض الأطراف زعزعة الاستقرار في البلاد بتشتيت الوحدة وخلق الفوضى عن طريق رفع رايات تخالف الراية الوطنية.
وركزت أغلب التلفزيونات الأجنبية على خروج الآلاف من المتظاهرين وسط البلاد في مسيرات 18 من الحراك الشعبي الذي يستمر منذ يوم 22 فيفري المنصرم رافعين الرايات الوطنية وهاتفين بشعارات تطالب بإسقاط الباءات وعدم التمييز بين ابناء الوطن. ودعا المتظاهرون الى الزج بما تبقي من رؤساء الفساد سجن الحراش.
وفي هذا الصدد كتب موقع “القدس العربي” اللندني، أن آلاف المتظاهرين وسط العاصمة الجزائرية للجمعة الثامنة عشرة، أخدت المظاهرات زخما أكبر في العاصمة وأنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة، وغلبت شعارات الوحدة بين الجزائريين ورفض محاولات السلطة تقسيمهم، في محاولة تشتيت وكسر الحراك الشعبي السلمي الذي يستمر منذ يوم 22 فيفري الماضي.
عنون موقع “الجزيرة نت” بـ “حراك الجزائر بجمعة جديدة.. تأكيد للوحدة الوطنية ومطالب التغيير”. وحسبما جاء في موضوع الموقع فقد تظاهر الجزائريون الجمعة مؤكدين على الوحدة الوطنية وشعبها وطالبوا بتغيير جذري يطوي صفحة النظام السابق. وراح الموقع يذكر بتصريحات قائد الأركان الذي حذر من سيناريو الفراغ الدستوري. كما ذكر الموقع بخطاب ڤايد صالح وتهديده لرفع الراية المخالفة للراية الوطنية خلال المظاهرات مفيدة بأن المتظاهرين رفعوا لافتات وأعلاما جزائرية كبيرة الحجم ورددوا هتافات تؤكد وحدة كل مكونات الشعب الجزائري.
وقال الموقع إن اغلب الجزائريين استجابوا لنداء قائد الأركان حفاظا الوحدة الوطنية وسلمية المظاهرات حيث كتبت اللافتات “الجزائريون خاوة خاوة” و«الجزائر وحدة واحدة”، و«قوتنا في وحدتنا”، “ولا للجهويات، كلنا خاوة”، و«قبائلي وعربي إخوة..”.
وأكد المتظاهرون في مختلف المدن التي خرجت فيها المسيرات على ضرورة الابتعاد عن الخلافات الجانبية، مشيرين إلى أن الأولوية هي تغيير النظام القائم والقضاء على الفساد، وبناء دولة القانون والمؤسسات. ونقل الموقع أجواء المظاهرات حيث أكد أن الأعلام الجزائرية كانت الطاغية في جل المناطق. وتطرق الموقع إلى المشادات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين كان يرفعون الرايات المخالفة للراية الوطنية. وتحدث الموقع عن التشديدات الأمنية والطوق الذي فرضته عبر الطرقات الرئيسية ومداخل العاصمة.
كما خصص موقع أصوات مغاربية موضوعا عن المظاهرات فعنون موضوعه بـ “حراك الجزائر.. جمعة نبذ التفرقة بين العرب والأمازيغ” وجاء في الموضوع ان المتظاهرين رددوا شعارات تدعو إلى التآخي بين العرب والأمازيغ في مسيرات الجمعة 18 من عمر الحراك الشعبي الذي شارك فيها آلاف الجزائريين في مختلف ولايات البلاد. وحسبها فإن المتظاهرين رددوا شعارات تنبذ التفرقة والعنصرية بين العرب وأمازيغ منطقة القبائل. وتطرق الموقع الى أجواء المسيرات الشعبية حيث جدد الشعب رفضه رموز النظام واستعجل استكمال الحرب على الفساد.
مواقع أجنبية ركزت على سلسلة التوقيفات وتجاهلت شعارات الوحدة.
وخصص موقع الحرة موضوعا عن الحراك حيث كتب عن انطلاق مسيرات الجمعة الـ18 وتطرق الى المشادات بين رجال الأمن ومتظاهرين، على خلفية الأوامر الصادرة عن قائد أركان الجيش أحمد ڤايد صالح بمنع رفع الرايات غير العلم الجزائري.
وحسب الموقع فإن المتظاهرين من حاملي العلم الأمازيغي “الذي يرمز إلى هوية الأجداد” رفضوا الانصياع لـ«أوامر” ڤايد صالح فحدثت مشادات بينهم وبين بعض رجال الأمن في العاصمة.
وقال الموقع إنه رغم الحظر المفروض على العلم الأمازيغي أظهرت فيديوهات وصور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شبابا يحملون الراية الأمازيغية وسط العاصمة.
وعنونت المواقع الأجنبية مثل فرانس 24 عن الحراك الشعبي وكعادته ركز الموقع في مقاله على سلسلة توقيفات لمتظاهرين بالجزائر العاصمة في الأسبوع 18 من الحراك الشعبي. وخلافا للمواقع الاخرى التي ركزت على الوحدة الوطنية كتب الموقع الفرنسي عن مواصلة الجزائريين حراكهم الشعبي للجمعة الثامنة عشرة، إذ تظاهروا بالآلاف في عدة مدن للمطالبة بدولة مدنية ديمقراطية غير أنهم اصطدموا بالتوقيفات من طرف الشرطة خاصة بالقرب من ساحة البريد المركزي بالعاصمة، وتطرق الموقع الى تحذيرات قيادة الجيش من رفع رايات غير العلم الجزائري خلال المظاهرات.
