البلاد - حكيمة ذهبي / عبد الله نادور - عاد الصدام ليضرب حزب جبهة التحرير الوطني، مجددا، حيث انتفضت مجموعة قيادات الصف الأول، ضد الأمين العام محمد جميعي، واتهمته بتكرار نفس ممارسات الأمناء العامين السابقين، لاسيما جمال ولد عباس.
وقدم القيادي في الحزب، عضو اللجنة المركزية، بعجي أبو الفضل استقالته من منصبه كمستشار للأمين العام، مبررا ذلك بأنه وجد نفسه أمام الأساليب والسلوكات التي اتبعها الأمين العام السابق جمال ولد عباس، من خرق واضح لقوانين الحزب وتهميش الكفاءات. وشرح بعجي، في نص استقالته، أن تعيينه في هذا المنصب جاء دون استشارته قبلها، ومن ثم فإنه لا يمكنه قبولها في ظل تهميش اللجنة المركزية والدوس على قوانين الحزب.
كما قدم عضو لجنة العقلاء، محمد عليوي، استقالته من اللجنة، مبررا ذلك بأنه لم يستطع القيام بمهمته كرئيس للجنة العقلاء.
إلى ذلك، ستعقد لجنة العقلاء اجتماعا قريبا، لتدارس إمكانية تقديم استقالتها احتجاجا على تشكيلة المكتب السياسي، حيث صرح أحد أعضائها لـ«البلاد”، أنهم غير راضين عن التركيبة بحوالي 30 بالمائة، لأنها شملت أشخاصا متورطين مع الأمين العام السابق جمال ولد عباس، مضيفا أن لجنة العقلاء ستطالب الأمين العام بتقديم توضيحات عن سبب تجاوزها في تشكيلة المكتب السياسي، وعدم احترام القانون الأساسي. وتحدث المصدر عن سخط وغضب كبيرين في أوساط اللجنة المركزية، لعدم رضاهم عن المكتب السياسي، مسجلين أن الحزب لم يحدث أي تغيير مادامت التعيينات تتم فوقية دون استشارة واسعة للهيئة العليا ما بين المؤتمرين.
إلى ذلك يترأس، مساء اليوم الاثنين، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد جميعي، لقاء لأعضاء المكتب السياسي الجديد، حيث من المنتظر أن يوزع جميعي المهام على أعضاء المكتب، بالإضافة إلى التفكير في إنشاء قطاعات جديدة في الحزب على غرار تلك الموجودة، خاصة وأن الدورة العادية للجنة المركزية للحزب استحدثت مناصب لمستشارين مكلفين بمهام لدى الأمين العام. كما ينتظر أن يكشف الحزب عن موقفه من لجنة كريم يونس للحوار الوطني.
ويتضمن المكتب السياسي الجديد الذي ارتفعت تركيبته من 19 إلى 29 عضوا، والذي حظي بتزكية اللجنة المركزية المجتمعة الخميس الماضي، في دورتها العادية، وجوها معظمها جديدة وذات مستوى جامعي، إلى جانب بعض الشخصيات التي كانت في التشكيلة السابقة، على غرار أحمد بومهدي ومصطفى معزوزي. كما تم أيضا استحداث سبع مناصب خاصة بمستشارين مكلفين بمهام لدى الأمين العام للحزب، أسندت لكل من المحامي بعجي أبو الفضل ورئيس لجنة بالمجلس الشعبي الوطني عبد الحميد سي عفيف ورئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر بنور كريم والنائب السابق زحالي عبد القادر.
وعلاوة على ذلك، تم إنشاء خمس مناصب أخرى لمستشارين لدى الديوان كفضيل سعد الدين (مستشار خاص مكلف بالديوان) ونذير بولقرون (ملحق بالديوان). وفي السياق ذاته، توقعت مصادر من الحزب أن يقوم المكتب السياسي المجتمع اليوم، باستحداث قطاعات جديدة داخل الحزب، وذلك بالنظر لارتفاع عدد أعضاء المكتب السياسي.
ومن جهة أخرى، يتوقع متابعون أن يكشف محمد جميعي، عن الموقف الرسمي للحزب بخصوص لجنة الحوار الوطني المشكلة من ست شخصيات، ينسق عملها كريم يونس الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني. مع العلم أن جميعي، دعا مؤخرا، كل الفعاليات السياسية إلى الانخراط في الحوار الوطني الذي تعتزم الدولة إطلاقه بهدف ”تجاوز الوضع الراهن ومواجهة التهديدات التي تحدق بالبلاد”.
