هاجمت صحف أمريكية الرئيس دونالد ترامب بسبب تصريحاته الأخيرة التي هاجم فيها دولة قطر، واتهمها بتمويل الإرهاب خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الروماني كلاوس أيوهانيس في البيت الأبيض الجمعة.
وقالت صحيفة "ذا أتلانتيك" في تقرير لها عنوته بـ"رسائل ترامب المتضاربة حول قطر"، إن الرئيس الأمريكي اتهم قطر بتمويل الإرهاب بعد ساعات فقط من تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حول ضرورة "تخفيف" الحصار عن قطر.
وقال ترامب في البيت الأبيض: "دولة قطر.. للأسف.. لها تاريخ من تمويل الإرهاب على مستوى عال للغاية".
وتابع يقول: "كان علينا أن نتخذ قرارا.. هل نسلك الطريق الأسهل أم علينا في النهاية أن نتخذ خيارا صعبا لكن ضروريا. علينا أن نوقف تمويل الإرهاب. قررت... أن الوقت حان لدعوة قطر لإنهاء التمويل".
جاء ذلك بعد ساعات من تصريح تيلرسون بأنه يتوقع من كل الأطراف إنهاء الأزمة، حيث قال في واشنطن "ندعو السعودية والإمارات والبحرين ومصر لتخفيف الحصار عن قطر".
وقالت الصحيفة إن تصريحات الرئيس جاءت في تناقض صارخ مع التعليقات التي أدلى بها تيلرسون قبل ساعات فقط.
وأضافت أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تحول فيها الولايات المتحدة موقفها منذ بدء الأزمة في قطر، مبينة أنه بعد أن أشاد ترامب سابقا بقطع العلاقات مع قطر، أكد في وقت لاحق في اتصال مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تقديمه المساعدة لحل النزاع.
بدورها نيويورك تايمز عنونت خبرها بـ"ترامب يهاجم قطر بعنف، على الرغم من دعوة تيلرسون للهدوء".
وقالت إن تعليقات ترامب تقوض جهود وزير خارجيته تيلرسون الذي يحاول التوسط في النزاع المريع بين قطر وجيرانها.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية التي أطلقتها قبل ساعات من تصريحات ترامب، وقالت فيها إن حصارا على قطر تفرضه السعودية ودول خليجية "يعرقل" القدرة على التخطيط لعمليات على المدى البعيد في الحرب ضد تنظيم الدولة.
وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون في بيان: "رغم عدم تعطل العمليات العسكرية الأمريكية الحالية في قاعدة العديد الجوية في قطر، إلا أن الوضع الآخذ في التطور يعرقل قدرتنا على تخطيط عمليات عسكرية في مدى أبعد".
وقاعدة العديد الجوية في قطر تضم أكثر من 11 ألف جندي من الولايات المتحدة وقوات التحالف، وهي قاعدة مهمة في الحرب ضد الدولة الإسلامية.
من جهتها نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا بعنوان: "ترامب يقوض تصريحات وزير الخارجية تيلرسون عن قطر".
وقال المسؤول إن ترامب لا يعارض تخفيف الحصار رغم أنه لم يذكر ذلك، لكنه "يعتقد أن قطر تستحق ذلك". إذا كانت دول الخليج ومصر "تريدان مواصلة الضغط على قطر" من حيث إلغاء الرحلات مع قطر و"سحب السفراء … فترامب يقبل ذلك".
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية خضعت أيضا للتدقيق من أجل دعم الشبكات المتطرفة التي تعزز تفسير الوهابية المحافظ للإسلام".
وعنونت صحيفة "فوكس" خبرها عن تصريحات ترامب بقولها: "ترامب ينتقد حليف الولايات المتحدة قطر بعد ساعة من دفاع إدارته عنها".
وقالت الصحيفة إن الرئيس يبدو على استعداد لرمي قطر - ومصداقية دبلوماسييه - تحت الحافلة.
وبينت الصحيفة أنه "حتى يكسب نقاطا لصالح التحرك السعودي في الخلاف، ويحاول إظهار قدرته على رسم الأحداث العالمية من جديد، فإن ترامب مستعد أن يرمي قطر تحت الحافلة، وهو مستعد أن يتعارض بشكل صارخ مع كبار الدبلوماسيين في حكومته، ويقلل من مصداقية الخطاب الأمريكي في الخارج في هذه العملية".
وأشارت الصحيفة إلى تناقض ترامب المتكرر، حيث بدأ التعليق قبل أيام بتغريدات يهاجم فيها قطر، ثم عاد وأكد في اتصال مع أمير قطر أنه مستعد للتوسط في الأزمة، ثم يعود لاحقا ويهاجمها.
