![](https://www.elbilad.net/storage/images/article/d_883757a8edafd10b20b26176ae19ae31.jpg)
رافق الخبر الذي تداولته وسائل إعلام دولية حول دعوة وزارة التجارة الصينية لمواطنيها إلى اقتناء ما يكفيهم من المواد الغذائية تحسّبا لفترة طويلة من البقاء في المنزل ، تأويلات كثيرة بخصوص هذا الإجراء ، من قبيل استعداد البلاد لظهور وباء جديد أو موجة قادمة من الوباء المتفشي في الوقت الحالي ، أو حتى تحضير بكين لاندلاع حرب عسكرية ضد تايوان. لكن ناشطة صينية "شبه رسمية" ، أكدت أنّ ما يتمّ تداوله ، ليس صحيحا تماما.
"عائشة الصينية" ، المؤثرة التي تخاطب سكان المنطقة العربية على فيسبوك ، والتي يصنّف الموقع الأمريكي حسابها ضمن الحسابات الإعلامية التابعة للسلطة الرسمية في بلادها ، أوضحت في مقطع فيديو أن تخزين المواد الغذائية الضرورية هي عادية مترسّخة في تقاليد الصينيين منذ القِدم ، وبالنظر إلى عدد السكان الضخم في البلاد ( 1.4 مليار نسمة ) ، فمن السهل أن تؤدي أي حالة طوارئ إلى المجاعة ، وقد عرفت البلاد كثيرا من الحالات المشابهة في سنوات ماضية.
لذلك ، اعتادت الأسر في الصين ، خاصة الأفراد كبار السنّ منهم ، على تخزين عشرات الكيلوغرامات من الأرز أو الدقيق في المنزل على الدوام ، ولأن الأجيال الأصغر سنّا أصبحت لا تبالي بهذا الأمر مثل السابق ، فقد ارتأت الحكومة الصينية أن تذكّر رعاياها بضرورة ادّخار ما يكفيها من المؤونة.
لماذا على الصينيين أن يدّخروا الطعام في هذه الفترة؟. تقول "عائشة" ، إن الصين لا تزال تطبّق تدابير صارمة للوقاية من تفشي وباء كورونا بين سكاّنها من جديد ، ومن بين هذه التدابير أنّها تلزم المصابين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى ولمدة لا تتجاوز نصف الساعة.
وقد ظهرت مؤخرا ، عدّة إصابات جديدة بالفيروس في العديد من المدن ، حسب ما ذكرته "عائشة" ، مضيفةً بأن والديها يخضعون للعزل منذ 20 يومًا ، بسبب تسجيل أقلّ من 100 حالة في بلدتهم ، وبأنه لا يسمح إلا لفرد واحد من كلّ بيت بالخروج للتسوّق لمدة نصف ساعة فقط، ثم العودة على الفور.
إلى جانب وباء كورونا ، تمرّ العاصمة الصينية بفترة شتاء قاسية ، تتكرر فيها العواصف والسيول ، وتسود فيها درجات الحرارة المنخفضة ، التي قد تنخفض فجأة بمقدار 10 درجات في ليلة واحدة ، فتتوقف المطاعم عن توصيل الخضروات والأغذية إلى المنازل ، لذلك يعدّ تخزين الطعام قرار صائبا وسليمًا ، تقول "عائشة الصينية".