رهان فاشل وخاسر.. ولا جدوى منه.. لقد راهنوا من قبل على القذافي وبن علي.. فخسروا الرهانين معا.. وبقيت حدودنا عرضة للاختراق.. ولسبب ما تبقى الجزائر تراهن على الفاشلين.. لتخسر دائما.
وراهنا على السيسي الذي أذل المصريين.. وسعت حكومتنا لتأهيله في الاتحاد الإفريقي.. فكسبنا عداوة الشعب المصري مجانا.. وتلطخت سمعتنا بهذه الصداقة السيئة.. وهذا الدعم الذي يخالف الأعراف.. ويسيء إلى صورتنا الثورية.. ويبشع أخلاقنا الوطنية. ولعل خسائرنا المتواترة مع النظام السوري أكثر.. وكلفتها أشد.. فمنذ راهن هذا النظام على القمع والقتل والإبادة.. ونحن نرسل إليه رسائل مودة ومؤازرة.. ونقف بجانبه ظالما مستبدا.. ونضحي بمصالحنا الوطنية.. وبمبادئ ثورتنا القائمة على نصرة المظلومين.. من أجل أن يظل الأسد في الحكم. لا أدري ما الفائدة من دعوة ”وليد المعلم” لزيارة الجزائر.. في هذا الظرف بالذات؟ كما لا أدري ما نوع المصائب التي يحملها في حقيبته وهو ينزل بأرضنا؟ لقد انقلبنا من ”الجزائر قبلة الأحرار”.. إلى الجزائر التي تستهوي الطغاة والفاسدين! يدعي ”المعلم” أن الجزائر وسوريا تقفان ”في خندق واحد ضد الإرهاب والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول”.. وهذا كذب محض.. فالنظام السوري فتح ذراعيه لكل تدخل أجنبي.. أتى بالإيرانيين.. وبحزب اللات اللبناني المسلح.. وبما يزيد عن أربعين ميليشيا شيعية.. قدمت من أقصى الأرض.. وهي مشحونة طائفيا.. لتقتل وتفتك بالشعب السوري.. وأخيرا استنجدت بالدب الروسي.. الذي اغتنم الفرصة ليحرق الأرض السورية.. فماذا نسمي هذا؟!
وهو يفتري أيضا.. عندما يدعي أنه يقاتل الإرهاب.. فمن صنع داعش.. وأطلقها من السجون.. لتنطلق كالوحش الجائع؟ معلوم بدرجة اليقين أن داعش صناعة ثلاثية الأطراف.. اشترك فيها ”المالكي وخامنئي وبشار”.. بعد أن ضاقت عليهم الأرض كلها.. وحاصرهم الشعب الثائر.
إن إرهاب النظام السوري.. لا مثيل له في العالم وفي التاريخ.. وهو حالة شاذة من حالات الإرهاب.. لم تختبر البشرية مثلها من قبل.. نظام حكم ينقض بلده حجرا حجرا.. ويقتل شعبه بالجملة.. ويستعمل أسلحة الدمار الشامل.. والبراميل والصواريخ وغيرها.. ثم يدعي أنه يحارب الإرهاب؟ يا لها من طرفة.. يحكيها ”المعلم” للمغفلين.
