اجتمعوا علينا.. فمتى نجتمع لنا؟

أعتقد أننا نحن المسلمين.. نقف في مفرق طرق حاسم..

 

أعتقد أننا نحن المسلمين.. نقف في مفرق طرق حاسم.. فإما أن ننتفض بجدارة ونثبت التزامنا التاريخي والحضاري.. وإما أن ننتهي مضغة في جوف الوحش الصليبي ـ الصهيوني الجديد.. الذي يتحين الفرصة للانقضاض علينا.. والانتهاء منا إلى غير رجعة.

نحن المسلمين ـ والعرب منا بصفة خاصة ـ منشغلون بالمؤامرات الداخلية.. والكيد البيني.. والاقتتال الأهلي.. والصراع من أجل السلطة.. والسعي الحثيث للانتصار على خصمنا.. الذي هو شريكنا في الوطن.. وربما أخونا في الدين.

 وقد قادتنا هذه النزاعات إلى استنزاف قوانا.. وضياع هيبتنا.. حتى بلغ الأمر بحكامنا على غرار السيسي وبشار وجماعة بغداد وغيرهم.. أن ارتموا في أحضان أسيادهم الكبار.. طلبا للعون من أجل الاحتفاظ بالكرسي.. وقهر الشعوب.. والثمن الذي يقدمونه تحت الطاولة وفوقها.. تكريس العمالة للأجنبي.. وترسيم الاستسلام لقوى الطغيان في الشرق والغرب.. والتفريط في السيادة القطرية .. والرضا بانتقاص القرار الوطني.

 منذ ألف عام.. والكنيستان المسيحيتان الشرقية الأرثوذوكسية والغربية الكاثوليكية.. متنابذتان تماما ولا تلتقيان أبدا.. لأسباب عقائدية بالدرجة الأولى.. لكنهما ولأول مرة تلتقيان.

ومنذ ربع قرن قبل اليوم.. أشرف الغرب والشرق على حافة حرب كونية.. من أجل السيطرة والنفوذ.. لكنهما انتهيا إلى التوافق.. لنرى كيري ـ لافروف.. يجتمعان يوميا.. من أجل اقتسام الكعكة العربية ـ الإسلامية.. وغرس الإسفين في الجسد العربي المنهك والمهزوم.

 عندما قرأت عن اجتماع بابا الفاتيكان مع رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية البطريرك كيريل.. أيقنت أنهم يتآمرون علينا.. فقد آن للجو أن يصفو بينهما.. ليتفرغا لضحيتهما المشتركة.. ففي جدول أعمالهما نقطة واحدة: مسألة اضطهاد مسيحيي الشرق أي المسيحيين العرب.. في سياق سعي شامل لتحقيق ”وحدة مسيحية في نهاية المطاف”.

في المقابل.. ماذا يفعل العرب لحماية دولهم وشعوبهم.. والوضع الصارخ في سوريا ماثل للعيان؟ هل تفلح تركيا والسعودية في لملمة الأشتات المتفرقة.. والإقدام على خطوة استباقية لاستنقاذ الأمة من هجمة اللصوص والقتلة؟ ماذا لو أن ”مرسي” كان لا يزال في الحكم.. ألا تكون مصر هي الضلع الثالث الذي تكتمل به جبهة المواجهة؟

لقد أسقطته السعودية ومن معها.. وها هي اليوم تدفع ثمن خطيئتها.. فهل يفلح الملك سلمان في تصحيح خطيئة من سبقوه؟ لقد اجتمعوا علينا.. فمتى نجتمع لنا؟

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعدية على هذه الولايات

  2. بلعريبي: توزيع 192 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ عبر كامل التراب الوطني

  3. صندوق النقد الدولي: الجزائر "تسير في الطريق الصحيح"  

  4. بلعريبي: سيتم إنجاز 47 قطبًا حضريًا عبر الوطن

  5. الجزائر تتقدم بـ 15 مرتبة في مؤشر تنمية تكنولوجيات الإعلام والاتصال

  6. مصنع تحلية مياه البحر الجديد فوكة 2 بولاية تيبازة يدخل مرحلة الإنتاج بكامل طاقته

  7. رئيس الجمهورية يدعو لإعادة النظر في المنظومة المالية الدولية وتمكين البلدان النامية من المشاركة في حوكمة المؤسسات المالية العالمية    

  8. السبت والأحد عطلة مدفوعة الأجر بمناسبتي عيد الاستقلال ويوم عاشوراء

  9. أكثر من 100 شهيد بنيران وغارات الاحتلال على قطاع غزة منذ الفجر