صحتنا في خطر..

ما لا يعلمه كثير من الناس.. أن نظامنا الغذائي غير صحي..

 

لا يهم نوع وسيلة القتل.. ولا الطريقة التي يتم بها التخلص من الضحية.. أي ضحية.. سواء أكانت حث الشباب ممن عدموا الأمل على الهجرة في قوارب الموت.. ليلتقطهم القرش باعتبارهم وجبة مجانية.. أو ترسيخ اليأس في نفوس من اختاروا البقاء ولم يجدوا سببا أو سبيلا للرحيل.. أو كسر معنويات من حاولوا المقاومة.. أو إخضاع المتمردين لقانون الابتزاز السياسي والإداري والمالي.. أو إحالة المجتمع برمته على التجار لسلخهم بسوط الأسعار.. وأخيرا تسليمهم لمضاربي المواشي.. ليتولوا تسميمهم عبر ”جرعات زائدة من المكملات الغذائية المضافة إلى الأعلاف”.

 في عيد الأضحى المنصرم.. شكا المضحون من اللحوم التي تتعفن بسرعة.. ظاهرة غير معتادة وغير معروفة.. والتبس الأمر على الناس.. إلى أن أكدت التحاليل أن السبب هو ”استخدام تقنيات تسمين مشتبه بها” من قبل مربي المواشي والمضاربين بها ـ أي التجار ـ.. ومن باب تطمين المستهلكين.. قال وزير الفلاحة ”إن هذه الظاهرة لم تكن لها آثار على صحة الإنسان”!

ضُبط الفاعل إذن.. وعُرف السبب.. فكيف ستتصرف الحكومة؟

ما لا يعلمه كثير من الناس.. أن نظامنا الغذائي غير صحي.. حتى أني أدعي أنه قاتل ومدمر للصحة الجسدية والنفسية للإنسان.. وبفعل الغزو الغذائي السيّئ الذي اجتاحنا من الخارج.. تحول الجزائريون إلى بؤرة مرضية مستعصية.. وتكالب الناس على استهلاك ما يضر ولا ينفع في شيء.. وفتكت بنا أمراض لم تكن شائعة.... وتفاقمت فاتورة العلاج لتبلغ المليارات.. لكننا لا نشهد في المقابل إجراءات حكومية تدفع هذا الشر الذي يتربص بنا.. ثمة صمت مطبق.. وعدم مبالاة بما يقع.. ولا نسمع حسيسا لوزارة الصحة المؤتمنة على الصحة العامة.. والمعنية ـ إلى جانب قطاعات أخرى ـ بتنمية وإشاعة الثقافة الغذائية.. ومحاربة القتلة الجدد!

 المحاصيل الزراعية تسقى بالمياه الملوثة.. وتُخصب بالمخلفات السامة للدواجن.. ولا نعلم شيئا عن كيفية إنتاج اللحوم المستوردة أو معالجتها.. وما إذا كانت مخابر المراقبة جادة فعلا بوقايتنا من السموم العابرة للقارات.

 ثمة تكالب رهيب على استنزافنا صحيا ونفسيا.. بعد أن تم استنزافنا ماليا وماديا.. وكأن ”لوبيات” الأدوية معنية بتخريب عافيتنا ليتسنى لها استيراد مزيد من السموم الكيماوية.. فأين ”درهم وقاية خير من قنطار علاج”؟

كنا نتمنى أن تفصح وزارة الصحة في بياناتها وإحصاءاتها.. عن حقيقة الوضع الصحي في الجزائر.. ليدرك الرأي العام حقيقة الجريمة.. وتُقرع أجراس الخطر.. ويُعلن النفير العام.. لكن ـ وللأسف ـ لا شيء من ذلك يقع.. لنموت في صمت وبثمن ندفعه من جيوبنا.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. "التاس" تصدر بيانا حول قضية إتحاد العاصمة ونهضة بركان المغربي

  2. أمطـار غزيــرة عبر 5 ولايات

  3. امتحان تقييم مكتسبات التعليم الابتدائي بـ 6 مواد فقط

  4. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34596 شهيد

  5. التوقيع على عقود عمل في الشركة الصينية " سي آر آر سي " المُكلفة بإنجاز خط السكة غار جبيلات - بشار

  6. والي وهران : استحداث 12 ألف منصب قريباً في مشروع البتروكيماويات الضخم في أرزيو

  7. حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.. فيديو لأب يجبر ابنه الصغير على الركض

  8. الفنانة بهية راشدي تكشف إصابتها بالسرطان

  9. حجز 5 سيارات وأكثر من 500 قطعة غيار ومحركات بميناء سكيكدة

  10. الجزائر تؤكد أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني