يبدو أن نصيبنا في قائمة الأوغاد.. الذين اعتدوا على مجموعات نسائية في إحدى المدن الألمانية بمناسبة أعياد الميلاد.. وضبطتهم كاميرات المراقبة.. يضعنا في الرتبة الأولى بلا منازع.. فقد تم تشخيص تسعة جزائريين .. ضمن العصابة التي تم التعرف عليها وتضم نحو ثلاثين وغدا.. كانوا في حالة سكر وعدوانية .. “فتحرشوا بالنساء
وسرقوا منهن محافظ نقود وهواتف محمولة “ .
المستشارة الألمانية وصفت الاعتداءات بـ “ المقززة “ .. وتساءلت “ما إذا كان هناك أسلوب عام للتصرف ، وما إذا كان هناك نوع من الاحتقار تجاه النساء” .. لتؤكد “علينا أن نقف ضد ذلك بكل حزم، لأني لا أعتقد بأن هذا حادث انفرادي” .
سيدة إنجليزية كانت تزور المدينة صرحت لقناة تلفزيونية بريطانية.. “كنت مرعوبة وحياتي مهددة ، ولم أر شيئا مثل هذا في حياتي”.
بالنسبة إلينا نحن الجزائريين الذين يُنسب إلينا هؤلاء الحثالات بقوة الجنسية التي يحملونها.. كما يُنسب إلينا عادة الإرهابيون الذين يفجرون ويقتلون في أوربا .. وشكيب خليل الذي سرق الملايين وهرب .. فيقال هؤلاء من أصل جزائري .. لا نملك سوى إخفاء وجوهنا .. لأن المستشارة الألمانية دقيقة في توصيفها .. هي تشير حصرا إلى ثقافة مجتمع .. نبع منه هؤلاء الأوغاد .. بمعنى أن التحرش بالنساء والسرقة والتخريب وإحداث الفوضى.. هي مفردات طاغية في ثقافتنا الشعبية والمجتمعية .. ومن ثم تجب قراءة الأحداث في هذا السياق تحديدا.
قبل أيام .. اعتدى أربعة أوغاد على طفل .. ثم قطعوا رأسه .. ومن شاهد وجوه أولئك الأشرار.. الذين عرضتهم بعض الصحف.. يخال نفسه إزاء مخلوقات شيطانية.. تجسدت في أشكال بشرية.. وهذه النماذج تبدو طاغية في المجتمع.. وهي منتشرة في كل مكان .. تفرض سطوتها بالقوة والعدوان.
أتساءل ما إذا كانت صورة الجزائري في الغرب.. تعبير عن هذا النمط الوحشي من شباب وُلدوا
وترعرعوا خارج أي إطار أخلاقي وديني.. فلا يكفي أنهم عبروا إلى أوربا كما تعبر المخدرات.. بل أضافوا إلى ذلك انحطاطا سلوكيا قبيحا.. يكاد يكون علما علينا نحن الجزائريين.. إذا استثنيا المصريين طبعا.
لاشك أن الألمان سيعاقبونهم بما يستحقون .. وبعد استنفاد الحكم .. سيزفونهم إلينا في أول طائرة تحط في مطار هواري بومدين.. باعتبارهم أشخاصا غير مرغوب فيهم .. فهل تتلقفهم الشرطة من المطار إلى السجن.. أم ينزلون بيننا باعتبارهم مهاجرين عائدين من بلاد الغربة؟
