يختلفون.. لكنهم لا يتقاتلون

حرب كلامية ناعمة بين ترامب ونظرائه الأوروبيين..

حرب كلامية ناعمة بين ترامب ونظرائه الأوروبيين.. تشتد أحيانا وتخفت أخرى.. يغذيها حرص كل طرف على مصالحه.. أما المبادئ فتضبط حدود هذه الحرب.. ولا تسمح بانتقالها إلى صراع على الأرض يضر بمصالح الطرفين.

صحيح أن ترامب أقل رؤساء أمريكا انضباطا في تصريحاته.. لكنه أكثرهم جرأة.. فلا يتوانى عن اتهام السياسة التجارية لألمانيا بأنها “سيئة جدا” بالنسبة إلى أمريكا.. وإن الألمان “يدفعون أقل بكثير مما ينبغي في حلف شمال الأطلسي والجيش”.. يهاجم ألمانيا تحديدا لأنه يعلم أنها قاطرة أوروبا.

 في المقابل ترد المستشارة ميركل بأن “الأيام الماضية أوضحت لي أن الوقت الذي كان بإمكاننا فيه الاعتماد بالكامل على آخرين انقضى نوعا ما”... تعني أن زمن الاعتماد على أمريكا لم يعد كما كان.. ثمة شيء قد تغير بمجيء ترامب.

حتى “الريقبي” السياسي الذي يثيره ترامب المولع بالألعاب الخشنة.. له ضوابطه وقوانينه.. فاللعبة يجب ألا تتجاوز الحد المسموح به.. لقد تعلموا من الحروب القاسية التي التهمت أوروبا في القرن الماضي.. أن الاختلاف يجب ألا يقود إلى المواجهة.. فإدارة الصراع فن يجب إتقانه.. وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الألماني.. بتأكيده  أن “الولايات المتحدة أكبر من الصراع الحالي ولذلك أعتقد أننا سنعود إلى العلاقات الطيبة مستقبلا” .

نتساءل: في الطرف الآخر من العالم البائس.. كيف يدير العرب خلافاتهم؟

 ضرب الإرهاب ـ مجهول الهوية ـ في مصر.. فنقل السيسي المعركة إلى ليبيا.. وادعى أن إرهابيي حلب قد انتقلوا إلى “درنة”.. وشرعت طياراته في القصف العشوائي.. ولسبب غير معقول تدير الإمارات حربا على الليبيين.. لتشارك طياراتها في قصف الجنوب الليبي.. وتتهم السودان مصر بأنها تسلح متمردي دارفور.. وتقرر وقف وارداتها من الخضر والفواكه المصرية!!

أربع دول عربية تجتمع على إمارة قطر الصغيرة.. في محاولة لحملها على العودة إلى القفص الخليجي.. وتداخلت المؤامرات و«الفبركات” لتصنع مشهدا غوغائيا.. ليس أقله التهديد الضمني بغزوهذه الإمارة وإسقاط أميرها “المشاكس”.

بين الجزائر والمغرب.. يتحول أربعون لاجئا سوريا.. إلى  قضية دولية بدعوة “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” حكومتي البلدين  إلى “إنقاذ هؤلاء اللاجئين الذين تتهددهم الثعابين والعقارب المنتشرة في المنطقة”.. نسوا أنهم في سوريا يستنشقون الكيماوي.. ثم يموتون فقط!

كل الخلافات العربية تولد من العدم.. لكنها تتطور في أقل من عشر ساعات إلى حرب كلامية فمواجهة دبلوماسية.. فإعلان حرب.. لها أول وليس لها آخر.  

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  2. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  3. صوامع الحبوب.. رهان الجزائر لتقوية الإنتاج الزراعي و تحقّيق الأمن الغذائي

  4. الفريق أول شنقريحة يشرف على تمرين "الحصن - 2024"

  5. بريد الجزائر.. هذه مدة الاحتفاظ ببريد الزبائن على مستوى المكاتب

  6. الجوية الجزائرية: هذا موعد أول رحلة للحجاج إلى البقاع المقدسة

  7. الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  8. تزامنا مع انطلاق الاحصاء العام للفلاحة غدا ..إصدار طابعين بريديين حول الإحصاء العام للفلاحة 2024

  9. مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  10. توقيع اتفاقية شراكة بين صندوق " الكناص" والمركز الاستشفائي الجامعي البلجيكي بروقمان