
جاءت الجزائر في الخانة الرابعة ضمن أقوى 10 بلدان في قارة إفريقيا بناتج محلي إجمالي يبلغ 866,72 مليار دولار ، كما ورد في تصنيف جديد لموقع " إفريقيا فاكت زون " المُتخصص في الشؤون الإفريقية ، وذلك بعد مصر ، نيجيريا وجنوب إفريقيا ، بينما جاءت غانا في المركز العاشر.
وبحسب أرقام الموقع الأكثر انتشارا في إفريقيا ، حلت الجزائر في الخانة الأولى في شمال إفريقيا و الثانية عربيا بعد مصر ، من حيث تعادل القدرة الشرائية (PPP INT $)، بعد البلدان المذكورة ذاتها، بالاعتماد في ذلك على بيانات للبنك الدولي لصياغة التصنيف.
ووضع التقرير ذاته ، الجزائر ضمن أكبر الإقتصاديات في إفريقيا ، استنادا إلى مراجع رسمية من حيث الناتج المحلي تحديداً.
وبناتج إجمالي يقدّر بـ 2,37 بيليون دولار جاءت مصر في المرتبة الأولى ، وبعدها نيجيريا بناتج داخلي خام يبلغ 1,56 بيليون دولار ، ثمّ جنوب إفريقيا بـ 1,03 بيليون دولار . و يعزّز هذا الترتيب الجديد ، أهمّ التقارير التي رسمتها الوكالات الدولية حول الإقتصاد الجزائري ، الذي يعيش طفرة نوعيّة في السنوات الأخيرة ، بفعل تحسّن أداء قطاعات ذات تشابك كبير على غرار الفلاحة ، البناء و الخدمات ، إضافة إلى تنوع النسيج الإقتصادي وارتفاع القوة التصديريّة والصناعية التي أحرزت الجزائر فيها تقدما كبيراً ولافتاً ، علاوة على تطور الصناعة الموجهة للسوق الداخلية و للتصدّير المتزايد إلى الأسواق الخارجية في ميدان السلع عالية القيمة المضافة، مثل الحديد والصلب والإسمنت ، بحيث سوف تنتقل الصناعة مساهمتها في الناتج المحلي الخام من 7.5% إلى 9.3% سنة 2026، والأمر نفسه بالنسبة للفلاحة التي تفوق مساهمتها 5% .
آفاق واسعة للإقتصاد الجزائري ..
وتبيّن هذه المعطيات، التي سلط عليها الموقع الإفريقي الضوء ، أنّ الجزائر خلال الأعوام الأخيرة اتبعت سياسة إقتصادية أكثر انفتاحاً و تشجيعاً للإستثمار بشكل ساهم في تطور الناتج الداخلي الخام لتصبح ضمن الأقوى إفريقيا .
و حقّقت الإستثمارات الأخيرة في 2025 قيمة مالية تقارب 889 مليار دج ، وذلك بعد تسجيل 700 مشروع استثماري ، على أن يتضاعف الرقم مستقبلا بفضل وفرة العقار الإقتصادي في البلاد وعودة الثقة لدى المُستثمرين الجزائريين و الأجانب .
وتأتي ذات الأرقام الإيجابية ، في وقت تطمح الحكومة الجزائرية ، بلوغ 400 مليار دولار ناتج محلي خلال النصف الأول من عام 2026، مع نسبة نموّ فوق 4% على الأقلّ، وهو ما يعتبره مختصون توقعًا متفائلا جدا. و برأي الكثير من المُختصين في الإقتصاد ، فإنّ الجزائر ستصبح من البلدان الثلاثة الأولى في تصدّير خام الفوسفات ومختلف المخصّبات مع استغلال المنجم الجديد شرق البلاد ابتداء من 2026 ، بحيث تقدّر مخزونات الجزائر من خام الفوسفات بحوالي 22 مليار طنّ .
ويتيح منجم الزنك والرصاص بولاية بجاية ، أيضا استخراج مليونيْ طنّ من معدن الزنك الخام سنويّا، لإنتاج 470 ألف طن من تركيز الزنك و30 ألف طن من تركيز الرصاص، إنطلاقا من عام 2026. كما ستبلغ الصادّرات السنوية من منجم الحديد في غار جبيلات بين 10 و14 مليار دولار في 2026، مع مُضاعفة طاقات مركب الحديد القطري/الجزائري في بلارة بجيجل، لينتقل إلى 4 ملايين طنّ في غضون 24 شهرا .