احتفت الصحافة الإيطالية بحجم العلاقات الإقتصادية الآخذة في التطور بين الجزائر و إيطاليا ، الفريدة من نوعها على مدار السنوات القليلة الأخيرة ، مبرزة أنها تعكس متانة العلاقات البينية ، وهو ما من شأنه الدفع قدما بالمبادلات التجارية بين البلدين، خصوصا في ميادين أخرى على غرار الطاقات المتجددة ، تحلية مياه البحر والفلاحة والسياحة.
وأعلنت ماريا رييس ماروتو، وزيرة التجارة والصناعة وبحسب ما أوردته صحيفة لاريبوبليكا أو " الجمهورية " الصحيفة الأكثر تداولا في إيطاليا المهتمة بالشأن العام ، فإن الجزائر باتت الدولة الأكثر جاذبية في شمال إفريقيا بالنسبة إلى الاستثمار الأجنبي الإيطالي المباشر ، أمام تزايد تدفق الرأس المال الإيطالي على الجزائر ، في ظل سعي قادة البلدين نحو المزيد من الإرتقاء بالتعاون المشترك إلى مستويات متعددة الأبعاد .
ونقلت ذات الصحيفة الإيطالية ، أن منتدى طورينو الإقتصادي ، مهد لدخول من الإستثمارات الإيطالية في الجزائر ، خاصة في مجال تصنيع السيارات و قطع الغيار ومجالات أخرى لها صلة بقطاع الصناعة على وجه التحديد .
و لم تخف لاريبوبليكا ، إشادة أعضاء الجمعية الإيطالية لصناعة السيارات " ANFIA" ، بالمناخ الجذاب للإستثمار الأجنبي ، الذي وفرّته الجزائر من خلال مقدار المزايا والتحفيزات الممنوحة للشريك الإقتصادي الأجنبي تحديدا ، التي ساعدت مجمع ستيلانتيس المالك لعلامة فيات الإيطالية التي تقوم بإنجاز مصنع بولاية وهران، على دخول السوق الجزائرية بقوة. ونقلت ذات الصحيفة ، تصريحات مهمة عن جياماركو جيوردا مدير الجمعية الإيطالية لصناعة السيارات (آنفيا ) ، تخص رغبة الشركات الإيطالية العاملة في قطاع تصنيع السيارات و قطع الغيار ، بولوج السوق الجزائرية ، حيث من المرتقب أن يتم دراسة المزايا الهائلة التي تقدمها الحكومة الجزائرية خاصة فيما يتعلق بقوانين النقد والصرف ووفرة العقار الصناعي للإستثمار في مكونات و قطع السيارات من طرف شركات إيطالية.
وعرف منتدى طورينو الإقتصادي بحسب ما جاء في لاريبوبليكا ، مشاركة قياسية للصناعيين الإيطاليين ، بحضور 180 رجل أعمال يمثلون 180 شركة تنشط في مجال السيارات و قطع الغيار، تعرفوا على المحفزات الجزائرية في إستقطاب الإستثمارات الأجنبية خاصة الإيطالية في ظل القرب الجغرافي بين البلدين وتواجد الجزائر في موقع إستراتيجي يشكل بوابة إفريقيا لولوج الأسواق الإفريقية ، وهو ما يسمح للشركات الإيطالية بعقد شراكات جزائرية إيطالية أو إستحداث فروع لشركات إيطالية في الجزائر .
ورافعت مجموعة ستيلانتيس الإيطالية مالكة علامة فيات ، لأجل مزيد من الإستثمارات الإيطالية في الجزائر ، خاصة الشركات العاملة في مجال قطع الغيار ، لمميزات السوق الجزائرية ، التي تعرف طلبا منقطع النظير على السيارات ، وكثرة التحفيزات التي جاء بها قانون الإستثمار الجديد في الجزائر .
ونوهت الصحافة الإيطالية على العموم ، بالنظام التحفيزي والمزايا الضريبية وحتى العرض العقاري ، الذي يوفرّه قانون الإستثمار في الجزائر ، إلى جانب عوامل جذب حقيقية للإستثمار الإيطالي في هذا البلد ، على غرار وفرة الطاقة ، الكهرباء والغاز بأسعار جد منخفضة، لاسيما متوسط تكلفة العمل اليومي الذي يقدر بـ2.51 يورو، بينما يصل 5.85 يورو في تركيا و2.96 في المغرب ، علاوة على معدلات الفوائد البنكية، التي تعتبر منخفضة مقارنة بالمتوسط الإفريقي المقدرة ب 8.2 بالمئة .
وصنعت الإستثمارات الإيطالية الناجحة في الجزائر ممثلة في مجمع ستيلانتيس ، الحدث الأبرز في منتدى طورينو الإقتصادي ، حيث فتحت هذه الأخيرة ، شهية متعاملين آخرين بولوج السوق الجزائرية في القريب العاجل بحسب ما نقلته الصحافة الإيطالية ، التي تابعت باهتمام بالغ الأهمية أشغال المنتدى الإقتصادي.
ومعلوم أن مجمع ستيلانتيس لتصنيع سيارات فيات بمختلف علاماتها في منطقة طافراوي شرق وهران بحجم إستثماري يفوق 200 مليون أورو كحصة أولى ، تعهد بأن تطلق أول سيارة فيات 500 من خطوط الإنتاج قبل نهاية السنة الجارية و سيتم توفير 2000 منصب شغل مباشر في افاق 2026.