
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ببروكسيل، أن الاجتماع الأخير للجنة متابعة تطبيق اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر ، سمح بوضع مسار التطبيق الفعلي لهذا الاتفاق على الطريق الصحيح.
وأضاف لعمامرة أن “ اجتماع يوم الجمعة (بباماكو) هو بماثبة دورة رفيعة المستوى للجنة المتابعة التي تترأسها الجزائر وأن هذا الاجتماع وضع على الطريق الصحيح مسار تطبيق اتفاق السلم” الموقع سنة 2015. وحسب رئيس الدبلوماسية الجزائرية، فإن اتفاق السلم والمصالحة في مالي واجه “عراقيل كبيرة” تم تجاوزها منذ ذلك الحين بفضل جهود الجزائر التي أشرفت على فريق الوساطة الدولية التي أدت إلى إبرام الاتفاق.
وأوضح لعمامرة أن “وساطة الجزائر في مالي آثرت ممارسة الوساطة على الصعيد الدولي”، مذكرا بأن الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كايتا ومختلف الحركات السياسية والعسكرية في مالي طلبت من السلطات الجزائرية الوساطة، في الوقت الذي كانت فيه كل من منظمة الأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامي مكلفة بمهمة الشروع في محادثات.
وأضاف أن “وساطة الجزائر سمحت بجمع كل المنظمات التي أوكلت لها هذه المهمة والتي وافقت جميعها على تشكيل فريق وساطة دولية بقيادة الجزائر التي لحقت بها كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية كأصدقاء لمجموعة الوساطة”.
إلى ذلك، قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إن الديبلوماسية الجزائرية التي تحظى بخبرة “معتبرة” في مجال الوساطة تدرج عملها في سياق “المبادئ والمثل وليس ضمن أجندات وطنية ضيقة “، وأكد لعمامرة على هامش الندوة الدولية حول الوساطة أن الديبلوماسية الجزائرية “لها خبرة معتبرة”، مضيفا أن هذه الديبلوماسية “ذات المصداقية والواقعية” تتحرك برصانة وتدرج عملها في سياق المبادئ والمثل وليس ضمن أجندات وطنية ضيقة”.
وبعد التذكير بأن الجزائر لها “55 سنة من الخبرة” في مجال الوساطة، أشار رئيس الديبلوماسية الجزائرية إلى أن “وساطة الجزائر مطلوبة وغالبا ما تتوج بالنجاح”، مضيفا أن “وساطات الجزائر تنجح في الجمع بين مصداقية الخبرة والعزيمة والإرادة، إضافة بطبيعة الحال إلى الثقة التي تضعها جميع الأطراف في الجزائر”. وبهذه المناسبة ذكر الوزير بمختلف الوساطات التي قامت بها الجزائر والتي أدت بعضها إلى استقلال مستعمرات قديمة وإنقاذ حياة أشخاص بعد اختطاف طائرة أو وساطات أخرى خصت وضعيات جد معقدة، مثلما هو الشأن بالنسبة لرهائن السفارة الأمريكية بطهران، حيث تطلب الحل المتخذ طاقات هائلة من الجهد والعبقرية.