لا تتوقف محاولات العلماء لتطوير الذكاء الاصطناعي ومحاولة جسر الهوة بينه وبين الذكاء البشري. وفي تجارب حديثة أجريت مؤخرا، لاحظ العلماء أن بعض برامج الذكاء الاصطناعي بدأت في العمل بشكل قريب للغاية من المخ البشري.
أشارت الدراسة إلى أن الشبكات الآلية تعمل بشكل قريب للغاية من المخ البشري.
ومنذ عقد من الزمن، قام العلماء بتدريس العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا باستخدام مخزون ضخم من البيانات، من أجل "تدريب" الشبكة العصبية الاصطناعية على التمييز بشكل صحيح بين الأمور.
ويتطلب مثل هذا التدريب "الخاضع للإشراف الدقيق" تصنيف البيانات من قبل البشر وهو أمر شاق للغاية، وغالبا ما تتخذ الشبكات العصبية طرقا مختصرة لتعلم ربط الأمور ببعضها بأقل قدر من المعلومات وأحيانا بشكل يتسم بالسطحية.
وعلى سبيل المثال، قد تستخدم الشبكة العصبية الاصطناعية (مجموعة من الحواسيب المرتبطة معا) وجود العشب للتعرف على صورة بقرة، لأن الأبقار عادةً ما يتم تصويرها في الحقول.
وقال أليكسي إفروس عالم الحاسوب في جامعة "كاليفورنيا بيركلي" إن "أجهزة الحاسوب وبرامج الذكاء الاصطناعي لا تتعلم المادة الدراسية حقا، لكنها تقوم بعمل جيد في الاختبار"، بحسب ما ذكر موقع "كوانتم مغازين".
علاوة على ذلك، بالنسبة للباحثين المهتمين بالتقاطع بين الذكاء الحيواني والاصطناعي، قد يكون هذا "التعلم الخاضع للإشراف" محدودًا فيما يمكن أن يكشفه عن طبيعة عمل الأدمغة البيولوجية، إذ إن الحيوانات والبشر لا تستخدم مجموعات البيانات المصنفة كمصدر وحيد للتعلم، وإنما يعتمد الجزء الأكبر من خبراتها على استكشافها للبيئة بنفسها ما يجعلها تكتسب فهما ثريا وقويا للعالم.
واليوم، بدأ بعض خبراء علم الأعصاب الحاسوبي (وهو دراسة وظائف الدماغ في ضوء خصائص معالجة المعلومات الخاصة بالبُنى التي تشكل الجهاز العصبي) في استكشاف الشبكات العصبية الآلية التي تم تدريبها باستخدام القليل من البيانات التي قام البشر بتصنيفها.
وأثبتت خوارزميات "التعلم الذاتي" للآلات نجاحا هائلا في تعلم اللغات البشرية، ومؤخرا نجحت في التعرف على الصور والتمييز بينها.
وفي دراسة حديثة، أظهرت النماذج الحسابية التي أنشئت لتكون قريبة من الأنظمة المرئية والسمعية للثدييات وصممت باستخدام نماذج التعلم تحت الإشراف الذاتي لبرامج الذكاء الاصطناعي، تطابقا أوثق مع وظائف الدماغ مقارنة بنظرائهم من ذوي التعلم الخاضع للإشراف البشري.
وبالنسبة لبعض علماء الأعصاب، يبدو أن الشبكات الاصطناعية بدأت في الكشف عن بعض الأساليب الفعلية التي تستخدمها أدمغة البشر والحيوانات للتعلم.
وطوّر علماء الأعصاب نماذج حاسوبية بسيطة لنظام بصري باستخدام الشبكات العصبية الآلية عندما عُرضت الصور نفسها على القرود في مقابل الشبكات العصبية الاصطناعية.