أبواق الدعاية تصعّد حملتها العدائية.. المخزن يصدّر أزماته الداخلية بالتهجم على الجزائر

بهاء الدين.م- رفعت أبواق الدعاية المغربية منسوب الحملة العدائية ضد الجزائر من أجل تحويل أنظار الشارع المغربي عن معاناته اليومية إلى مسائل خارجية. ومع تصاعد متواصل للسخط الاجتماعي, الذي لم تمتصه الوقفات الاحتجاجية المطلبية التي كثيرا ما تحولت من احتجاجات ضد الارتفاع المهول للأسعار إلى غليان مناهض للتطبيع والقمع وخنق حرية التعبير والاعتداء على أبسط حقوق الإنسان، شرعت أبواق المخزن على غرار مجلة "ماروك إيبدو" الأسبوعية، مدعومة بالذباب الإلكتروني في تصعيد "استفزازاتها" ضد الجزائر والترويج لمزاعم و أباطيل وصلت إلى حد "تشويه حقائق تاريخية" تستهدف الوحدة الترابية للجزائر. ويعكس هذا الواقع زيف "الكلام المعسول" الذي ادّعاه العاهل المغربي حينما زعم في خطابه الأخير عن إطلاق " اليد الممدودة" في التعاطي مع العلاقات مع الجزائر لكن في الميدان يبدو جليا كيف تدار "حرب الكواليس" والضرب تحت الحزام، حيث يشن المخزن "حملة عدائية" على عدة جهات على رأسها حرب المخدرات، والإعلامية، والدعائية والسيبرانية، ناهيك عن الإمعان في تحالفه العلني مع الكيان الصهيوني.

تصدير أزمة الداخل

ويرى مراقبون أن الحملة المسعورة التي تخوضها "ماروك إيبدو" وأخواتها باستهداف الوحدة الترابية للجزائر، والتي انخرطت فيها أطراف رسمية على غرار مديرة الوثائق الملكية، ما هي إلا "محاولات للتنفيس على الغليان الاجتماعي والاقتصادي والحقوقي الداخلي لتصدير "أزمة الداخل" بافتعال "قضية خارجية" لإلهاء الرأي العام المغربي، خاصة أن هذه الممارسات تتزامن مع أكبر انتفاضة شعبية احتجاجا على النظام بسبب الغلاء الفاحش الذي طال مواد غذائية واسعة الاستهلاك، وهي الاحتجاجات التي تتعاظم من يوم إلى آخر، فيما يوجد العاهل المغربي باعتباره صانع القرار الأول، بعيدا عن البلاد لأشهر طويلة، الأمر الذي يرجح فرضية إقدام المخزن على هذا الاستفزاز من أجل تحويل أنظار الشارع المغربي عن معاناته اليومية إلى مسائل خارجية مع الجار الشرقي للمملكة. ويشير متتبعون لما يجري في المغرب أن "تصعيد العداء مع الجزائر كان دائما مجالا للمزايدة من قبل المغرب "خصوصا حينما تمر المملكة بأزمات". وأن "اللجوء إلى إطلاق الأبواق الرسمية وشبه الرسمية يعبر دون شك عن الأزمة الداخلية المتعدده في المغرب، ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصاديه والسياسية".

انفجار وشيك

وأصبحت المملكة المغربية قاب قوسين أو أدنى من الانفجار, وسط تصاعد متواصل للسخط الاجتماعي, في ظل مضي حكومة أخنوش ومن والاه في الاغتناء على حساب الملايين الذين يعيشون الأمرين, حسب ما أكده الاعلامي والكاتب المغربي عبد الرحيم التوراني. وقال الكاتب المغربي في مقال له نشر في شبكة "الحرة" الالكترونية, تحت عنوان "هل يسير المغرب في اتجاه انفجار اجتماعي؟", أن حالة من الاستياء العام ومن تصاعد السخط الاجتماعي تسود المملكة, مذكرا بما عاشه الشارع المغربي الأسبوع الأخير من مظاهرات ومسيرات احتجاجية في مختلف الأقاليم. ولفت بهذا الصدد الى أن الشعب المغربي خرج الى الشوارع احتجاجا على "الارتفاع المهول للأسعار بشكل غير مسبوق, وانهيار القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين, واتساع دائرة الفقر والفوارق الاجتماعية في ظل توالي الأزمات وإصرار الحكومة على نفس الاختيارات السائدة منذ عقود", إلا أن "السلطات الأمنية عمدت إلى منع هذه المسيرات الشعبية (...) ما أفضى بتحول الاحتجاجات ضد الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية إلى التنديد بالقمع وخنق حرية التعبير والممارسات التي تتنافى وتتعارض مع نص الدستور".

مقامرة بأمن المنطقة

وفي قراءة لما يتصاعد من أحداث في الداخل المغربي قال رئيس الهيئة الشعبية العربية لمناهضة التطبيع, أحمد خليفة, أن المخزن تجاوز في علاقاته مع الكيان الصهيوني مجرد التطبيع, فهو يقامر بأمن المغرب, والمنطقة برمتها, في ظل الاتفاقيات العسكرية, التي تم إبرامها مؤخرا مع الكيان المحتل, داعيا الشعب المغربي الى "عدم السكوت على هذه الأخطار". وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية, أوضح أحمد خليفة, "إنه بالربط بين زيارة العار لمسؤولين عسكريين صهاينة, وزيارة وفد سلاح الجو المغربي للكيان الصهيوني, والمناورات العسكرية التي اجريت في المغرب بين الصهاينة والمخزن تتأكد مسيرة الخيانة للنظام المغربي". وأكد في السياق, أن "المخزن التابع والراكع تجاوز بهذه الممارسات مجرد التطبيع وهو يقامر بأمن المغرب وأمن المنطقة برمتها", داعيا الشعب المغربي الى "عدم السكوت على هذه الاخطار, التي تمس بأمنه واستقلاله ومصيره", كما أكد أن "الشعب المغربي لا يريد الصدام مع النظام , لكن المخزن بهذه التصرفات يدفع له لا محالة.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. مرسوم تنفيذي يُقنن نشاط "تجار الكابة" تحت صفة المقاول الذاتي

  2. موجة حر ورياح قوية عبر هذه الولايات

  3. موجة حر على هذه الولايات

  4. إجراءات مشدّدة لتحرير الشواطئ من فوضى " المظلات الشمسية "

  5. فتح مسابقة لتوظيف 1000 مفتش شرطة ذكور وإناث

  6. وزارة الشؤون الخارجية : جواز سفر بيومتري لمدة 10 سنوات لجميع الجزائريين المقيمين بطريقة غير نظامية في الخارج

  7. حجز أزيد من 26000 أورو على مستوى المركز الحدودي "العيون"

  8. العرباوي يتوجه إلى إسبانيا للمشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية

  9. بمناسبة عيد الاستقلال 05 جويلية: توزيع آلاف السكنات والإعانات عبر ولايات الوطن

  10. الديوان المركزي لقمع الفساد: مُعالجة 20 قضية فساد من أصل 1500 تبليغ