
بدأت مطارات وموانئ الجزائر في استقبال أفراد الجالية الجزائرية في المهجر ، وسط توقّعات بتسجّيل أرقام قياسيّة في حركة العبور بين إسبانيا و فرنسا وباقي دول أوروبا وحتى بلدان الخليج نحو الجزائر من طرف المُغترِبين الجزائريين المقيمين في مختلف بقاع العالم خاصة أوروبا قياسيّ للجالية في صيف 2025 .
وقد يكون عبور الجالية الجزائرية في ديار الغربة ، هو الأضخم في صيف السنة ، بعد التسهيلات " غير المسبوقة والإستثنائية " التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مجلس الوزراء الأخير ، بمضاعفة الجهود لضمان تكفّل أفضل و تقدّيم خدمات مفيدة " لجزائريي المهجر" عبر المطارات والموانئ، بالنسبة لحاملي جوازات السفر الجزائرية طيلة فصل الصيف، باعتماد التسهيلات الممكنة لتبسيط الدخول إلى الوطن.
و إنطلقت عملية استقبال أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في ديار الغربة ، في إطار عملية " صيف بلادي" وذلك عبر المعابر البحرية في ربوع الوطن خاصة الجزائر ، مستغانم ، وهران ، سكيكدة وبجاية ، أمام إجراءات تنظيمية محكمة و مواكبة واسعة موجهة إلى أبناء الجالية ، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية ، بمواصلة الجهود الرامية إلى تأمين عودة أفراد الجالية في أفضل الظروف، واستمرارا لتقليد سنوي يعكس عمق العلاقة بين الوطن وأبنائه المقيمين خارجه ، بحيث ينتظر أن يخلق هذا التدفق التدريجي للجالية " رواجاً" بالنسبة للفاعلين السياحيين، فضلا عن " إيجابيات " عملية الولوج هذه بالنسبة للإقتصاد الوطني من خلال " جلب العملة الصعبة" و إنعاش الإيواء الفندقي و مُضاعفة الاستهلاك والرواج السياحي بالنسبة للمدن الشاطئية الجزائرية وحتى الإسهام في تقوية النموذج الإقتصادي الجزائري الجديد الهادف إلى تحقّيق الثروة و توفير مناصب عمل جديدة.
صيف متميز...
كما رفعت الممثليات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج ، نسق مختلف الخدمات القنصلية ومنح الوثائق الضرورية للمُغترِبين ، بما فيها تصحيح الإمضاءات، إنجاز وتسلم جوازات السفر، وإنجاز وتسلم بطاقات التعريف الوطنية.
كما تمّ تقدّيم مجموعة من الإستشارات القانونية الخاصة بالتسهيلات الإستثنائية ، في إطار تنظيم دخول الجالية الجزائرية بقوّة في فصل الصيف إلى التراب الوطني ، خاصة مع تدشين خطوط بحرية جديدة تربط موانئ أوروبية ( إيطاليا ، فرنسا ، إسبانيا) بنظيرتها الجزائرية وتُعتبر الفترة المُمتدة بين 15 جوان إلى غاية 4 سبتمبر هي ذروة عملية العبور بين الذهاب والإياب.
وحظيت الإجراءات الأخيرة المعلن عنها في مجلس الوزراء ، إشادة واضحة من قبل الجالية الجزائرية المتواجدة في أوروبا و بلدان أمريكا اللاتينية ، والتي تأتي استجابة لتعليمات الرئيس تبون ، الرامية إلى العناية بجزائريي المهجر والاهتمام بانشغالاتهم بدول الإقامة، و تسهيل دخولهم إلى الجزائر ، مما يفسح المجال أمام آلاف المُغترِبين من دخول بلادهم ، الذين يُفضلون قضاء عطلتهم الصيفية بوطنهم .
و يجمع خبراء الإقتصاد في الجزائر ، أنّ تدفق المُغترِبين خلال هذه الفترة الصيفية ، لها فائدة كبيرة بالنسبة للإقتصاد الجزائري ، فهي تخلق حركية وديناميّة في الجانب السياحي مبرزين دور الجالية في جلب العملة الصعبة خلال أشهر "جوان، جويلية، أوت" ، باعتبارها الفترة الأكثر حيوية للدخول إلى أرض الوطن تزامنا مع العطل في أوروبا تحديداً.
و تُشكلّ تحويلات المُغترِبين الجزائريين ، رافعة إقتصادية حقيقية ، إذ تخطت التحويلات 1,770 مليار دولار في سنة 2023 ، وكانت التحويلات قد بلغت في سنة 2022، ما قيمته 1,690 مليار دولار ، بإرتفاع بنسبة 4,51 في المائة عن السنة التي قبلها ، وهي أرقام تعكس بشدّة حضور الجالية و مساهمتها في الإقتصاد الوطني.