شارك الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لوناس مقرمان، اليوم الاثنين، في نقاش رفيع المستوى بمجلس الأمن حول "تصحيح الظلم التاريخي ضد إفريقيا بفعل غياب التمثيل الفعال لها في مجلس الأمن، حيث ترأس هذا النقاش في مجلس الأمن رئيس جمهورية ىسيراليون، جوليوس مادا بيو، بصفته رئيس مجلس الأمن لشهر أوت 2024.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، قدم الأمين العام لوزارة الخارجية تحليلا مختصرا للسياق الدولي والإقليمي الراهن المثقل بالتحديات والمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين أمام "الشلل شبه التام الذي يطال مجلس الأمن ألأممي وإخفاقاته المتكررة في وضع حد، أو حتى كبح، سياسات الأمر الواقع والإجراءات أحادية الجانب.
وأكد مقرمان أن القارة الإفريقية قد عانت بشكل كبير من هذا الواقع المؤلم والمتأزم الذي يفرض نفسه خصوصا في منطقة الساحل الصحراوي، مذكرا في ذات السياق بالمعاناة المستمرة التي يعيشها شعب إقليم الصحراء الغربية المستعمر أكثر من 50 عاما، وكذلك ما يعيشه أشقاؤنا الفلسطينيون من مأساة حقيقية تتفاقم يوما بعد يوم وحرب الإبادة التي تشنها سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 10 أشهر على التوالي بسبب عجز مجلس الأمن عن ردع المحتل الإسرائيلي عن جرائمه.
وأعرب ذات المتحدث عن قناعة الجزائر بحاجة مجلس الأمن اليوم للصوت الافريقي، "صوت الحكمة وصوت الالتزام وصوت المسؤولية"، مذكرا في هذا السياق بالموقف الإفريقي الذي يرتكز على المبادئ التي تتم تحديدها في "توافق إيزلويني" و"إعلان سرت" اللذان يعتبران الإطار المرجعي الأساسي والوحيد.
كما استعرض ممثل الجزائر نتائج الاجتماع الحادي عشر لوزراء خارجية لجنة العشرة الذي استضافته الجزائر في شهر جوان الماضي، والتي دعت إلى تصحيح الظلم التاريخي الذي تعاني منه القارة الإفريقية باعتبارها الغائب الوحيد في فئة الأعضاء الدائمين والأقل تمثيلا في فئة الأعضاء غير الدائمين، كما دعت إلى إعادة فعالية مجلس الأمن وقدرته على التحرك في وجه التهديدات المتنامية للسلم والأمن الدوليين، وكذا أن يشمل الإصلاح جميع المسائل المتعلقة بأساليب عمل المجلس واستعمال حق النقض " الفيتو"، و أخيرا أن يظهر الأعضاء الدائمين دعما صريحا والتزاما واضحا بمسار الإصلاح من خلال الاستجابة الفعلية لتطلعات إفريقيا المشروعة.
وختاما، أكد الأمين العام لوزارة الخارجية تمسك الجزائر الدائم والتزامها الثابت بالموقف الإفريقي المشترك وكذا التزامها، من موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، بأن تكون صوتا صادقا في خدمة مصالح إفريقيا وتطلعاتها.