
البلاد - بهاء الدين.م - تخوض قوات الجيش الوطني الشعبي ”حربا ضروسا” على ”كازمات” الجماعات الدموية التابعة لتنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” منذ أيام. فيما اتفق محللون أمنيون على تسميته باستراتجية تدمير البنية التحتية لبقايا الإرهاب من خلال استهداف مخازن سلاح ومخابئ مموهة يستغلها الإرهابيون غالبا عبر ممرات سرية.
وتكشف البيانات المتلاحقة لوزارة الدفاع الوطني عن ”نشاط مكثف لقوات الجيش لتدمير البنية التحتية للمجموعات الإرهابية وشبكات التهريب الناشطة بالولايات وفي عمق الصحراء وعلى الحدود”. وتفيد حصيلة عملياتية تقريبية أنه تم ”قصف وتدمير مئات المخابئ، تحوي عادة أسلحة خفيفة وثقيلة وذخيرة ومواد متفجرة ومواد غذائية وصيدلانية”.
وتحرص وزارة الدفاع في الأشهر الأخيرة على أن تعلن يومياً عن عمليات تدمير مخابئ لجماعات إرهابية تابعة لتنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وجماعة ”جند الخلافة” الموالية لتنظيم ”داعش” والتي تم تصفية جل قياداتها. وتحاول المؤسسة العسكرية الإشارة إلى الدخول في مرحلة ”ما بعد الإرهاب”، باستهداف تركة ”القاعدة” بالأساس، وهي مئات المخابئ والمغارات والكازمات في 6 مناطق عسكرية.
وأعلنت وزارة الدفاع، اليوم، أن مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، الاثنين، من توقيف خمسة عناصر دعم للجماعات الإرهابية بكل من المدية، وهران وميلة. فيما دمرت مفارز أخرى 12 مخبأ للإرهابيين بكل من تيزي زو وباتنة.
وأفاد بيان للوزارة أنه ”في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل استغلال المعلومات، أوقفت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، يوم 3 ديسمبر 2018 بكل من المدية، وهران وميلة، 5 عناصر دعم للجماعات الإرهابية. فيما كشفت ودمرت مفارز أخرى، إثر عمليات بحث وتمشيط بكل من تيزي وزو وباتنة، اثني عشر 12 مخبأ للإرهابيين تحوي ألبسة وأفرشة ومواد صيدلانية وأغراضا مختلفة”.
وفي إطار محاربة الجريمة المنظمة وحماية الحدود، ضبطت مفرزة للجيش الوطني الشعبي، إثر دورية بحث وتفتيش ببرج باجي مختار، مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف ومخزن ذخيرة مملوء، بالإضافة إلى ثلاث مركبات رباعية الدفع وخمسة مولدات كهربائية وسبع مطارق ضغط وجهاز اتصال عبر الأقمار الصناعي.
في سياق متصل، أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع مصالح الجمارك، بكل من تمنراست وعين قزام، 36 منقبا عن الذهب ومهربين وضبطت مركبتين رباعيتي الدفع و1،64 طن من المواد الغذائية ومعدات تنقيب عن الذهب. في حين أوقف عناصر الدرك الوطني تاجري مخدرات بحوزتهما 9،15 كيلوغرام من الكيف المعالج ببجاية.
من جهة أخرى أوقف عناصر الدرك الوطني بالمدية، شخصين بحوزتهما أوراق نقدية مزورة بقيمة 1.008.000 00 دينار جزائري. وتشير بيانات وزارة الدفاع إلى وجود شبكات تهريب أسلحة في الجنوب على امتداد حدود موريتانيا ومالي والنيجر، وبخاصة ليبيا. وأُعلن قبل أيام عن كشف مخبأ يضم كمية ضخمة من الأسلحة والذخيرة على الحدود مع مالي وموريتانيا.
على الصعيد نفسه، رصدت نقاط مراقبة عسكرية، قبل أيام، في منطقة صحراوية بولاية إليزي على الحدود مع ليبيا، تحركات لسيارات دفع رباعي لمهرّبين داخل الأراضي الليبية باتجاه النيجر وبعض السيارات كانت متجهة شمالا. وكشف مصدر عليم أن هذه السيارات تنقلت بكل حرية عبر عرق مرزوق ومناطق بارجوج والكتنة، ما يعني زيادة في نشاط مهرّبي السلاح في الجنوب الغربي بليبيا.