
يجري الوزير الأول عبد المالك سلال هذا السبت زيارة عمل و تفقد تقوده إلى ولاية المدية حسبما أفاد بيان لمصالح الوزير الأول.
و أوضح ذات المصدر أن هذه الزيارة التي تأتي في إطار تفعيل و متابعة برنامج رئيس الجمهورية "ستسمح للوزير الأول بمعاينة مدى تقدم برنامج التنمية في هذه الولاية و تدشين و إطلاق العديد من المشاريع لاسيما في قطاع النقل و الأشغال العمومية و التعليم العالي و الفلاحة و الصناعة". واختتم البيان بأن "الوزير الأول سيكون مرفوقا بوفد وزاري".
المدية.. مكتسبات و تطلعات
تمكنت ولاية المدية -التي ستستقبل هذا السبت الوزير الأول عبد المالك سلال- في بضع سنين فقط من تجاوز المشاكل المترتبة عن العشرية السوداء سيما في المناطق الريفية مع نجاحها في تحقيق قفزة "نوعية" في مجالات عدة منها التجهيزات العمومية و السكن و الري والطرقات.
وبالفعل مكنت عمليات إعادة التأهيل الهيكلية التي تمت مباشرتها من خلال البرنامج الخماسي الأول من استدراك العجز المسجل على مستوى عدة بلديات سيما في مجال الهياكل الاجتماعية و التربوية و الثقافية و الصحية و الشبانية و التموين بالماء الشروب.
وكانت للإنجازات المحققة في الفترة ما بين 2000 و 2010 أثرا "جد إيجابيا" على المؤشرات الاجتماعية و الاقتصادية بالولاية بحيث ارتفع معدل التغطية في عدة مجالات حيوية على غرار الري إلى 92 بالمائة و التغطية بالكهرباء إلى 97 بالمائة و بالغاز الطبيعي إلى 58 بالمائة موازاة مع تسجيل زيادة في معدل التغطية في مجال الصحة الذي تمكنت فيه ولاية المدية من بلوغ وحدة صحية واحدة لكل 17 ألف شخص مقابل وحدة صحية لكل 20.000 ألف شخص سابقا.
وتصاعدت الوتيرة التنموية بالولاية مع حلول عام 2010 حيث تعززت المنطقة بمشروعين هيكليين في غاية الأهمية ألا و هما مشروع تحويل المياه من سد كودية أسردون و مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 1.
ومكن استغلال نظام تحويل المياه من سد كودية أسردون ابتداء من عام 2014 من مضاعفة كمية الماء الشروب الموجهة لحوالي 20 بلدية من شمال-شرق المدية موازاة مع القضاء نهائيا على مشكل الندرة و التذبذبات المسجلة في توزيع هذه المادة الحيوية في كل المنطقة المعنية التي أضحت تستفيد من أكثر من 200 ألف متر مكعب من الماء يوميا.
من جهة أخرى يرتقب مساهمة مشروع ازدواجية الطريق الرابط ما بين الشفة و البرواقية على مسافة 51 كلم الذي يصفه مختصو القطاع ب "تحد تقني ذو أهمية بالغة" في خروج البلديات العديدة التي يجتازها من عزلتها و تنميتها الاقتصادية و الاجتماعية.
ومن المنتظر أن يشكل هذا المقطع الطرقي -- الذي تم تخصيص له غلاف "معتبر" بقيمة 120 مليار دينار-- "قيمة مضافة" على الصعيد الاقتصادي لكل المناطق التي يجتازها زيادة عن دوره المرتقب على الصعيد البيئي و السياحي.
كما سيوفر مشروع عصرنة مقطع الشفة-برواقية سيولة مرورية هامة من شأنها أن تقلص بشكل كبير من الاكتظاظ المستمر المسجل على مستوى هذا الطريق الذي يعبره يوميا ما يزيد عن 20 ألف مركبة ثلثها من الوزن الثقيل.
أما في مجال السكن استفادت ولاية المدية في إطار مختلف البرامج المخصصة لها في هذا الميدان من حصة إجمالية تقدر بحوالي 64 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ تم تحقيق ثلثين منها و استلمها المواطنون في حين تجري حاليا أشغال إنجاز 18 ألف وحدة سكنية أخرى.
ومكن استلام هذا الكم من السكنات من تسهيل تنفيذ مخططات التسعة الحضرية على مستوى التجمعات العمرانية الكبرى بالمنطقة على غرار برواقية و قصر البخاري و بني سليمان و المدية ما ترجم في أرض الواقع بتغير حقيقي في وجه هذه المدن.
وفي السياق نفسه كرست السلطات العمومية "جهدا خاصا" لفائدة المناطق الريفية التي عانت ويلات الإرهاب خلال العشرية السوداء و ذلك في سبيل تحسين الإطار المعيشي لهاته الساكنة التي خصت بحصة تضم أكثر من 40 ألف إعانة للبناء الريفي تم منها تحقيق نسبة 70 بالمائة إلى هذا اليوم.