أخصائيون يحذرون من تلقي الدروس الخصوصية أثناء العطلة
فضل العديد من الأولياء في مختلف ولايات الوطن، توجيه أطفالهم من الأقسام إلى مراكز الدعم وأخذ الدروس الخصوصية مباشرة بعد أخذ العطلة، لاسيما هؤلاء الذين تحصلوا على نتائج سلبية وحتى الذين تحصلوا على نتائج مرضية لم يسلموا من الدروس الخصوصية على الأقل خلال الأسبوع الأول، خاصة منهم المقبلين على امتحانات مصيرية كالبكالوريا وشهادة التعليم المتوسط.
وحسب بعض الأولياء، فقد ينعكس هذا الأمر على هؤلاء التلاميذ بالسلب، باعتبار أنه لم يعد هناك متنفس لبعض الأطفال لاستعادة قواهم البدنية والعقلية، إذ وجدوا أنفسهم محاصرين بالدروس الخصوصية، بعد أن غادروا مقاعد الدراسة يوم الخميس الماضي، وهم مبتهجين بالعطلة، مؤكدين أن الدروس الخصوصية، أصبحت مفروضة في أغلب الأسر الجزائرية، التي لم تعد تقنع بالنتائج الدراسية، وتطالب الأبناء دوما بالمزيد من أجل التفوق، إلا أن ذلك عادة ما يكون على حساب صحة الطفل البدنية والنفسية، فالعطلة المدرسية جعلت ـ حسبهم ـ من أجل استعادة النشاط البدني والذهني، وأخذ راحة والانتفاع ببعض الهوايات التي تبعد عن متاعب الجو الدراسي.
ويرى العديد من أخصائيي علم نفس التربية والطفل، أن العطل المدرسية، تساهم بشكل كبير في تطور قدرات الطفل الذهنية والتعليمية، لكن في إطار مختلف وضمن نشاطات ترفيهية متنوعة، إذ أن أجواء العطلة وما يرافقها من نشاطات، فضلا عن حضور الأهل شبه الدائم مع الأبناء، تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الطفل الفكرية والنفسية، على حد سواء، حيث تعد ـ حسبهم ـ بمثابة فرصة جيدة للراحة والاسترخاء وإعادة شحن الدوافع والهمم، استعدادا لفصل آخر من الدراسة، مما يمكن التلميذ من زيادة قدرات تحصيله الدراسي.
وأرجع هؤلاء الأخصائيون، أسباب النتائج السلبية للتلاميذ، إلى غياب ثقافة التخطيط وتدبير الوقت في مجتمعنا، مع انشغال الأسر بمشاكلها اليومية وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها، نتيجة ضغط الظروف المادية والاقتصادية، مما ساهم في تخلي بعض الأسر عن دورها التربوي، خصوصا أيام العطل المدرسية، مما يؤدي في كثير من الأحيان ـ حسبهم ـ إلى مجموعة من السلوكات الانحرافية لدى بعض الأطفال والمراهقين، حيث شددوا على ضرورة مرافقة الأولياء، لأبنائهم خلال فترات العطل المدرسية، من خلال العمل على الاستثمار الجيد لوقت العطل عبر تنظيم وتقسيم الوقت بين الراحة والترفيه والمراجعة والاستعداد للدراسة.
