
ارتفاع حالات الإصابة بالبوحمرون إلى أكثر من 4 آلاف في 20 ولاية
وضعت وزارة الصحة رزنامة مستعجلة لتلقيح الأطفال الرضع، حيث أمرت بتلقيحهم في ستة أشهر بدل 11 شهرا، فيما تم إطلاق مخطط استعجالي خاص بالولايات التي ظهر فيها داء البوحمرون بتطعيم الأطفال في سن مبكرة لتفادي وفيات الرضع. ونصبت وزارة الصحة خلية على مستوى على كل ولاية لمتابعة تطور الوباء، والتدخل مباشرة في حال ظهوره.
أكد المدير العام للوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال فورار، أن الوزارة ستعمل على إطلاق برنامج تحسيسي خلال هذه الأيام لتبيّن أهمية التلقيح، وإعلام الأولياء بأن تلقيح الأطفال واجب، مشيرا الى أن أهم عامل ساهم في انتشار داء الحصبة هو عدم الاستجابة لحملات التلقيح، وأنه من الضروري تلقيح الأشخاص المحيطين بالمصاب بداء البوحمرون باعتباره الحل الوحيد الذي يمكن أن يقلص من بؤرة الوباء.
وحسب المتحدث الذي حل ضيفا على فوروم الإذاعة الوطنية، فإن أبواب التلقيح مفتوحة أمام الأولياء إلى غاية اليوم، موضحا أن كل المؤسسات الصحية في الولايات الـ 20 المعنية بانتشار الحصبة تعمل على تلقيح الأشخاص المحيطين بالحالات المصابة بـ«البوحمرون”، بالإضافة الى تنقل الفرق الطبية إلى المناطق النائية في الصحراء الشاسعة وفي مناطق البدو الرحل.
في هذا الشأن نفى جمال فورار وجود مشاكل في سلسلة التبريد بالنسبة للقاحات المضادة للحصبة التي وجهت لولايات الجنوب أو مشكل في نوعية اللقاح المستورد، مشيرا الى أن عدة إجراءات تحرص عليها الوزارة الوصية في كل حملات التلقيح الوطنية، موضحا أن الجزائر ليست البلد الوحيد الذي يعرف انتشارا كبيرا لداء البوحمرون، فهناك عدد هام من البلدان الأوروبية التي تعرف هذا الداء الذي انتشر في المناطق التي لم يستجب فيها الى حملات التلقيح . وأفاد ممثل الوزارة بأن هذه الأخيرة تتبع الإستراتيجية العالمية في القضاء على الحصبة و«النكاف” المختصر والحصبة الألمانية، غير أن الحملة التي برمجت خلال شهر مارس 2017 في المدارس كللت بالفشل حيث حققت 45 من الهدف المسطر المتمثل في تلقيح 95 بالمائة من المتمدرسين في الطورين الابتدائي والمتوسط بالرغم من برمجة حملة تطعيم أخرى في ديسمبر الفارط لم تلق أقبال الأولياء ما جعل الخبراء يتوقعون حدوث حالة وبائية في البلاد.
وكشف فورار أن الرزنامة الوطنية للتلقيح تكلف اكثر من 10 ملايير دينار سنويا، بينما يكلف اللقاح الخاص بالحصبة 6 ملايين أورو، مؤكدا أن اللقاحات المستعملة على المستوى الوطني هي لقاحات معتمدة من المنظمة العالمية للصحة وأن الجزائر لا تتعامل مع المخابر الطبية غير المعتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة، وأن معهد باستور يقوم بمراقبة نوعية اللقاحات المستوردة قبل الشروع في استعمالها وتوزيعها على المؤسسات الصحية.
أما عن سلسلة التبريد فأكد الإطار في وزارة الصحة أن كل علبة لقاح تحوي مؤشرا ذكيا يوضح حالة حفظه وهو ما يكشف عن وجود اي تجاوزات في حال تعرضه لدرجة حرارة مرتفعة. يشار إلى أن وزارة الصحة سجلت 4181 حالة حصبة بوحمرون إلى غاية يوم السبت الماضي، منها 6 وفيات منذ ظهور هذا المرض، 4 في الوادي وحالة في ورڤلة وحالة في بسكرة. وأوضح بيان لوزارة الصحة، امس، أن الولايات الأكثر تضررا من هذا المرض هي الوادي وورقلة وبدرجة اقل بسكرة، فيما كشف عن إرسال الوزارة فريقا من المختصين إلى هاتين الولايتين لتقديم الدعم اللازم وتجنب تسجيل وضعية “وباء”. وفيما يخص التلقيح، أوضحت وزارة الصحة أن 259000 شخص تم تلقيحهم إلى غاية يوم السبت الفارط.