رهانات كبرى تُواكب مشروع طريق "تندوف – الزويرات"

البوابة نحو الأسواق الإفريقية

تُسرع الجزائر وتيرة إنجاز مشروع تندوف – أزويرات عاصمة ولاية تيرس زمور الحدودية في موريتانيا على مسار يمتد على 840 كلم، والعمل على إنهائه في أقرب وقت ممكن، ضمن مساعي السلطات العليا للبلاد في إعادة تنشيط المعابر الحدودية، باعتبارها أهم شرايين تعزيز المُبادلات التجارية بين الجزائر ودول غرب إفريقيا .

في هذا السياق ، قامت السلطات العمومية في تندوف، الإثنين ، بعقد إجتماع المجلس التنفيذي الموسع بعرض آخر تفاصيل الأشغال الجارية على قدم وساق في إنجاز هذا المشروع الضخم ، بحضور رئيس الهيأة التنفيذية دحو مصطفى وكامل المديرين التنفيذيين المعنيين بهذا المشروع إضافة إلى ممثلي الشركات الجزائرية المُكلفة بإنجاز طريق تندوف الزويرات الموريتانية.

وحسب الشروحات المُقدمة من قبل مسؤولي الأشغال العمومية ، فإن تنفيذ المشروع ، يسير وفقًا إلى الخطة الإستراتيجية الخاصة به وبحسب ما هو تم التخطيط له بالاتجاه السليم ، خاصة بعد تعزيز الورشات بطواقم إضافية من اليد العاملة المؤهلة، مع اعتماد نظام تناوب صارم 3/8،

وكذا إتمام إستحداث كامل قواعد حياة الشركات الجزائرية المُكلفة بالإنجاز على غرار عملاق الأشغال الكبرى  “كوسيدار”، مع المُتابعة المُكثفة لمكتب خبرة ودراسات جزائري في عمليات المقطع الأول من المشروع ، الذي يمتد من المعبر الحدودي نحو مدينة بئر أم مغرين بموريتنانيا على مسافة 320 كلم، على أن تنطلق أشغال المقاطع المتبقية من المشروع والتي تمتد من بئر أم مغرين نحو مدينة الزويرات الموريتانية، بمسافة 520 كلم.

و أسدى والي تندوف ، تعليمات على قدر عال من الأهمية ، إلى كامل المعنيين بهذا الملف ، لأجل الإبقاء على وتيرة الأشغال ونوعيتها و ضرورة التواجد الميداني المكثف لكامل الفاعلين المهنيين ، مضيفا أن المشروع يخضع إلى مُتابعة أسبوعية وأن خلية العمل ، التي تم تشكيلها في أواخر الشهر الماضي ، تعمل على موافاة الوالي بتقارير أسبوعية حول مراحل تطور المشروع ، الذي تحرص الجزائر لأول مرة منذ استقلالها، بإنجاز منشأة ذات أهمية كبرى خارج حدودها.

ويأتي الشروع في إنجاز هذا المشروع الإستراتيجي ، ليعكس مرحلة جديدة في العلاقات التاريخية بين الجزائر وموريتانيا، ومن شأنه فتح محاور طرق دولية هامة والسماح للمتعاملين الجزائريين بالولوج إلى الأسواق الإفريقية ، خاصة دول المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا ، مرورا بموريتانيا. كما سيسمح أيضا بتعزيز التعاون الإقتصادي بين المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين وتنشيط الحركية الإقتصادية وانسيابية المُبادلات التجارية.

مشروع مهيكِل بكفاءات جزائرية ...

وكان رئيس الجمهورية ، قد وقع في فاتح مارس الماضي مرسوما رئاسيا ، يتضمّن التصديق على مذكرة التفاهم المُبرَمة بين الجزائر وموريتانيا، لإنجاز الطريق البرّي بين تندوف والزويرات.

وحسب ماجاء في نصّ المرسوم الصادر في العدد الـ16 من الجريدة الرسمية ، سيتكفّل الجانب الجزائري، عن طريق الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، بتمويل وإنجاز و مُتابعة المشروع، وتمويل الدراسات الفنية المتعلّقة بإنجازه.

بالمقابل، يلتزم الجانب الموريتاني بتقديم التسهيلات القانونية والإدارية واللوجستية ومنح الإعفاءات الجبائية والجمركية اللازمة لإنجاز هذا المشروع.

كما يلتزم الموريتانيون بموجب مذكرة التفاهم، بالمساهمة في توفير مواد الإنجاز المحلية الضرورية لذلك، وتمكين الشركات المنجزة من استغلالها.

ويمنح حقّ تسيير الطريق البرّي تندوف-الزويرات ،  بعد إتمام إنجازه، حسب النظام القانوني للامتياز، لفائدة الطرف الجزائري لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد بعد دخوله الخدمة.

كما تُلزم مذكرة التفاهم الموقّعة، الطرفين الجزائري والموريتاني، بجعل هذا الطريق الحيوي ، في خدمة المصالح المشتركة للبلدين وكذا تعزيز الروابط الإجتماعية والإنسانية بين الشعبين الشقيقين ، إضافة إلى ترقية المُبادلات التجارية والعلاقات الإقتصادية بين الجزائر وموريتانيا وضمان استمراريتها .

بينما التزمت شركة “نفطال” في الإتفاق المُبرَم مع شركة الأشغال العمومية، على إنجاز محطات وقود كبرى على طول الطريق بين تندوف الجزائرية ومدينة الزويرات الموريتانية.

النفاذ إلى أسواق إفريقيا ...

وبرأي الكثير من المُختصين الجزائريين ، فإن  "طريق تندوف الزويرات، سيشكّل تحوّلاً كبيراً في العلاقات بين البلدين، كما سيمكّن هذا الطريق الحيوي الذي يربط الجزائر بعمقها الإفريقي، من النفاذ إلى أسواق دول غرب إفريقيا ، عبر موريتانيا ، لأهمية هذا البلد الجار ، بوصفه هدفاً وممراً في نفس الوقت للصادرات الجزائرية .

وارتبطت مدينة الزويرات بثروة موريتانيا المنجمية من الحديد ويزيد سكانها حالياً على 40000 ألف نسمة ، جزء كبير منهم مرتبط بشكل أو بآخر بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" التي تتولى استخراج وتصدير الحديد الموريتاني.

كما ترتبط مدينة الزويرات بمدينة نواذيبو الساحلية الموريتانية، بسكة حديدية تمتد لمسافة تصل إلى 650 كيلومتراً تقريباً أنشئت خصيصاً لنقل خامات الحديد من الزويرات إلى ميناء التصدير إلى الأسواق الخارجية في نواذيبو عبر قطار يزيد طول عرباته عن 2500 عربة.

وتجري أشغال طريق تندوف الزويرات بوتيرة جِدُّ مُتسارعة ، بينما تعكف الحكومة الجزائرية على دراسة إمكانية ربط هذا المحور الإستراتيجي بالطريق العابر للصحراء.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. الأمن الوطني: إلقاء القبض على فتاة مبحوث عنها محل 54 أمر بالقبض في وهران

  2. ارتفاع متوقع في درجات الحرارة غدا السبت بهذه المناطق

  3. ريــاح قوية وزوابع رمليــة بهذه الولايـات

  4. حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي

  5. الأهلي المصري يبلغ نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الخامسة تواليا