خ/ رياض - لم يُثن البعد الجغرافي، إقبال الجزائر بقوة على تجديد تضامنها المادي والروحي مع الشعب الفلسطيني وغزة تحديدا , فموازاة مع إطلاق رئيس الجمهورية , حملة إغاثية واسعة واستعجالية بإرسال مواد غذائية وطبية وألبسة وخيم.
يتم إيصالها عن طريق جسر جوي مكوّن من طائرات تابعة للقوات الجوية, إلى قطاع غزة عبر معبر رفح , تشهد الجزائر , نشاطا اغاثيا شعبيا لدعم "غزة".
وجاءت مبادات وحملات شعبية لجمع التبرعات, انخراطا مع الموقف الرسمي الجزائري , الذي جَدَّد التزامه بالتضامن اللامشروط واللامحدود مع الشعب الفلسطيني , الذي يتعرض إلى عدوان متواصل، في ظل حصار شامل جائر .
الحق الفلسطيني متجذّر في قلوب الجزائريين..
وأعلنت الجمعيات الجزائرية الناشطة في مجال الإغاثة الدولية , التي تتدخل لدعم الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الغاشم الذي يتعرض له يوميا ,عن انخراطها ضمن العمل الاغاثي الذي بادرت به السلطات الجزائرية بإطلاق حملة إغاثة " تحت شعار " غزة تستغيث" بهدف الإسهام في إغاثة جزء من النازحين داخل قطاع غزة بالغذاء والدواء في ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه ذات المدينة الفلسطينية , التي تشكل تقريبا 1,33% من مساحة فلسطين.
وكشفت الكثير من الجمعيات الجزائرية المعتمدة , التي تضمن بعض بنود قوانينها الأساسية , دعم وإغاثة الشعب الفلسطيني، وبموجب ذلك أطلقت جمعية "الأيادي البيضاء الجزائرية "حملة" السهم" لنصرة غزة, معلنة عن تشكيل خلية أزمة بمكتبها من خلال حصولها على ترخيص صادر عن السلطات العمومية , تعمل 24/24 ساعة و7/7 أيام لاستقبال المتبرعين والرد على جميع انشغالاتهم.
وأشارت الجمعية ذاتها , التي تتخذ من بئر التوتة بالجزائر العاصمة مقرا لها , أنها تقوم بواجبها في أرض "العزة" بالرغم من صعوبة المهمة في هكذا ظروف "كارثية".
وحددت أولويات مساعداها بتوزيع المياه على أهالي القطاع و تقديم مساعدات حياتية بحسب القدرات المتاحة.
وتوثق مؤسسات المجتمع المدني الجزائري , عمليات جمع المساعدات العينية , أدوية ومستلزمات طبية للحالات الحرجة , حليب الأطفال , أفرشة , والتبرع بالدم , عبر صفحاتها الرسمية في "الفيسبوك"، لدفع أرباب المال والأعمال وكل الخيرين للانخراط في هذا العمل التضامني لنصرة "غزة" ، وسط إقبال شعبي لافت، تعزيزا للمرصود التضامني الذي أطلقته الجزائر مع الفلسطينيين.
وتفاعلا مع حملات التبرع والإغاثة، ومع بدء معاناة قطاع غزة، أوقفت بعض الجمعيات الوطنية , حملتها الخيرية التي كانت تقودها لفائدة مرضى بعدة أمراض , لتبدأ حملة أخرى لصالح أهل غزة "الذين يذودون عن شرف الأمة بدمائهم الطاهرة وأرواحهم المقدسة" .
الكل يتبرع....
في سياق عمليات التبرع والتضامن, التي أطلقتها الدولة الجزائرية لنصرة " غزة" , اتسع التعاطف الجزائري , حيث تسود رغبة جامحة في أوساط الجزائريين من مسؤولين و كوادر في مختلف الوظائف , رجال المال و حتى ذوي الدخل المحدود , بالإسهام كل حسب استطاعته من أجل مساعدة سكان غزة وتخفيف معاناتهم.
إيمانا من الجزائريين كافة أن ما يعانيه اليوم أهل غزة هو التزام إنساني وأخلاقي ويستوجب من الجميع تضافر الجهود، معربين عن أملهم في أن تكون مبادراتهم هذه مثالا يحتذى به وتشجيعا لدول أخرى حتى تأخذ زمام المبادرة.
إلى ذلك , باشر الهلال الأحمر الجزائري , مساء السبت، في شحن المساعدات الإنسانية الموجّهة إلى قطاع غزة , بموجب أمر من رئيس الجمهورية. و سيتمّ شحن المساعدات من المركز الوطني للاستجابة السريعة للكوارث سيدي راشد، لتنقل عبر عدّة طائرات إلى مطار العريش في مصر قبل دخولها إلى غزة عن طريق معبر رفح.
وتحتوي المساعدات الجزائرية على كمية معتبرة من الأدوية والأفرشة والأغطية والمواد الغذائية، وذلك تلبية لحاجة الفلسطينيين في ظل الحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضدهم منذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية . ولم تغفل المنظمات الجزائرية، الجانب القانوني في الدفاع عن الحق الفلسطيني.
يؤكد محامون جزائريون ، نيتهم إقامة قضايا لدى المحاكم الدولية ، لتعقّب جميع الفاعلين في ارتكاب جرائم الحرب ضد الفلسطينيين منذ عملية "طوفان الأقصى".
وبرأي محامين جزائريين ، فإن المحاماة الجزائرية ، على الدوام ، تبقى داعما تاريخيا للحق الفلسطيني، وأن عدداً من المحامين بصدد تكوين ملف قانوني لإقامة دعاوى لدى المحاكم الدولية، والمطالبة بمعاقبة الكيان المحتل، فالمرور إلى المواقف القانونية إجراء لازم لدعم القضية الفلسطينية، وقد بات هذا أمراً ملحاً.
ويذكر أن الجزائريين ، كانوا قد خرجوا الخميس الماضي في ولايات الوطن ، في مسيرة وصفت بالمليونية للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني مع تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية ضد غزة وإجبار الفلسطينيين على الرحيل.
ووجهت عدة أحزاب سياسية ومنظمات نداء لنصرة فلسطين، ودعت في بيان لها إلى دعم المقاومة والدفاع عن المقدسات ورفض حرب الإبادة كما وصفتها ، وذلك تجديداً للارتباط الجزائري الضارب في التاريخ بالقضية الفلسطينية.