مساهل: الجزائر أجهضت “عسكرة” أزمتي ليبيا ومالي

الدبلوماسية الجزائرية انتصرت على محاولات التدخل الأجنبي

عبد القادر مساهل
عبد القادر مساهل

البلاد - بهاء الدين . م - كشف وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أن المقاربة الجزائرية لحل أزمتي ليبيا ومالي، أجهضت “عسكرة” النزاعين وانتهت بجلوس الأطراف المتخاصمة على طاولة المفاوضات. وذكر مساهل أن “الدبلوماسية الجزائرية لعبت دورا محوريا في التصدي لمحاولات التدخل الأجنبي في المنطقة”. وقال أن “هذه الجهود أضحت محط اعتراف دولي تجسد عبر إدراجها في مختلف المبادرات الأممية”.

وخلال نزوله ضيفا على القناة الأولى بمناسبة إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، استعرض مساهل مختلف المحطات التي مرت بها هذه الأخيرة والتي تميزت في كل مراحلها بالعمل على تغليب السلم والتفاوض بين الأطراف المعنية “حفاظا على الوحدة الترابية للدول المتنازعة واحتراما لإرادتها”. كما توقف عند أهم ركائز المقاربة الجزائرية في فك الخلافات والنزاعات، والتي يأتي في صدارتها تبني الحوار بين الفرقاء ونبذ الحلول المفروضة من الخارج، وهي المبادئ التي “أصبحت حقيقية” تتجلى في مختلف الجهود الأممية التي تبذل في هذا الاتجاه.

وفي هذا الصدد، عاد وزير الشؤون الخارجية للحديث عن أهم إنجازات الدبلوماسية الجزائرية التي “تعززت في عهد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة” الذي كان قد جعل من مسألة استرجاع الجزائر لمكانتها الدولية أحد الأهداف الثلاثة المسطرة، إلى جانب إخماد نار الفتنة وترتيب البيت الداخلي. وذكر  بالنجاحات التي ما فتئت تحققها الجزائر منذ ذلك الحين في حسم النزاعات عبر مسارات التسوية السلمية والمبادرات التي كانت أحد مؤسسيها، على غرار مبادرة الشراكة للتنمية في إفريقيا (النيباد) التي سمحت لدول القارة السمراء بتبني لغة واحدة في الحفاظ على مصالحها ولعب دور جديد في ميزان قوى العلاقات الدولية.

كما شكل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية - الذي يحيي هذه السنة ذكراه الـ15 والذي يمثل شعار طبعة يوم الدبلوماسية الجزائرية لهذه السنة - أهم الإنجازات التي حققتها الجزائر على مدار السنوات الأخيرة، مما جعل تجربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف أرضية لعمل اللجان الأممية في إطار الجهود المبذولة لإحلال السلام.

وتحدث رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن مسألة إصلاح الهيئات الدولية والقارية التي تتمسك بها الجزائر، سواء تعلق الأمر بالمنظمة الأممية على مستوى مجلس الأمن أو جمعيتها العامة، “إيمانا من الجزائر بالدور الكبير المنوط بها في حسم النزاعات”، أو الجامعة العربية التي أصبحت في شكلها الحالي “عاجزة عن تقديم الحلول مما فتح الباب أمام فرض حلول خارجية للنزاعات التي تعرفها بعض دولها”، يقول مساهل.

على صعيد ذي صلة، عرج الوزير على الشق الاقتصادي للدبلوماسية، حيث جدد حرص الجزائر على مرافقة متعامليها الاقتصاديين لاقتحام الأسواق الخارجية، لا سيما الإفريقية منها. ويرى مساهل في هذه المسألة “ضرورة تفرض نفسها”، خاصة في ظل التنافس الشديد الذي أصبح يطبع السوق الإفريقية ومشروع منطقة التبادل الحر الذي يفتح الباب واسعا أمام الاستثمارات. ووعيا منها بالأهمية التي تنطوي عليها هذه الأسواق، عملت الجزائر على تدعيم البنية التحتية خاصة الطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر العاصمة ولاغوس، حيث “يبقى على القطاع الاقتصادي الوطني العمل على افتكاك حيز في هذه الفضاءات من خلال التركيز على جودة المنتوج الوطني حتى يكون قادرا على المنافسة”، يضيف مساهل.

كما كشف أيضا وبإيجاز عن الأجندة المكثفة للقطاع للفترة المقبلة، على غرار زيارة رئيس الحكومة الإيطالية للجزائر المبرمجة الشهر المقبل ولقاءه مع وزير الصناعة الفرنسي بباريس يوم 29 من الشهر الجاري في إطار متابعة اللجنة الاقتصادية الجزائرية - الفرنسية، فضلا عن لقائه أيضا بنظيره الفرنسي في إطار الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين. كما تتضمن الأجندة أيضا زيارة وفد هام أمريكي وآخر روسي للجزائر شهر نوفمبر المقبل، علاوة عن مشاركته في أشغال لقاء ثلاثي حول ليبيا بالقاهرة، يجمع بين الجزائر وتونس ومصر قبل نهاية الشهر الحالي.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار وريـاح قوية على هذه الولايات

  2. بيراف مديرا تنفيذيا لشباب بلوزداد

  3. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34735 شهيد

  4. الجريدة الرسمية¨: تعديلات هامة جديدة لقانون العقوبات

  5. بـ 4 ولايات.. الإطلاق الرسمي للنظام المعلوماتي الجبائي "جبايتك"

  6. وزير السكن: نحن جاهزون تقريبا لإطلاق برنامج "عدل 3" وطريقة الاكتتاب فيه ستكون سهلة

  7. "فيديو" جزائري يخطف الأضواء في برنامج المواهب بروسيا 

  8. ارتفاع عدد قتلى جيش الاحتلال بهجوم كرم أبو سالم

  9. طقس الأحد.. ريــاح قويـة على هذه المناطق

  10. فص ثوم واحد كل ليلة يكسبك 5 فوائد صحية مذهلة.. تعرف عليها