
أثارت عودةُ " قاطع أذُن " الجزائريين من خلال كتابٍ يُمجدُ تاريخهُ " القذر "والذي توثقهُ شهاداتٌ وصورٌ وحقائق ، الكثير من الجدل بين مُؤيد لـ "بُطولة " مُزيفة يُرجح أنها أتت عن جهل بالتاريخ ، وبين مستنكر بغضبٍ لهذا التسويق الرديء لثوابتنا الوطنية الغير قابلة للجدل .
كتاب " سي بوعزيز بن قانة ...آخر ملوك الزيبان " ...فضيحةٌ تاريخية مُقيتة في شكل " مُؤلفٍ" زُيفت به الكثير من الحقائق والوقائع وصنفت هذا الرجل كمواطن جزائري صالح ، أو بالأحرى كمُجاهد خدم الثورة المجيدة .
ويعتبرُ موضوع تمجيد الخونة من أكثر المواضيع تعقيداً وحساسية بسبب السكُوت المطبق لمن عايشوا الثورة ، وكذلك إبتعاد الباحثين عن الوُلوج في المواضيع الحساسة والتي مازالت محفوفة بالمخاطر، ووصُولاً إلى إستئثار المؤرخين الفرنسيين بالكتابات التاريخية حول هذه المواضيع التي توظف وجهة النظر الإستعمارية إتجاه الثورة التحريرية .
هذا الأمر الذي جعل كتاباً مثل هذا يصُول ويجول بمُختلف الأماكن طالت حتى مُؤسسات الدولة مع مُؤلفته الحفيدة المغتربة العائدة لتبث بين الجزائريين " سُماً " يقتل أمجاد الأحرار ممن غيبهم التاريخ لكثرتهم وعزلة كفاحهم الذي لم يلق طريقه نحو الظهور .
الأكثر غرابة من موقف صاحبة الكتاب ، هو " سلوك " أعضاء الكُتلة البرلمانية للأفلان المُتمثل في إستقبالها " الدعائي" والمحفوف بالإبتسامات كما أظهرته الصورة التي كانت بــ 2015 عند زيارة "فوران" للجزائر آنذاك بصفتها رئيسة "تجمع الجمهوريين الفرانكو جزائريين" ، ولدى عودة هذا الموضوع بالواجهة ، تداول هذه الصورة العديد من النشطاء الذين قالوا بخصوصها أنها أكثر من " مخزية " وتشبه إلى حد ما من يبتسمُ لمن باع تاريخ وطنهُ .
يأتي هذا الغضب كون الأفلان هو البيت الأول لميثاق نوفمبر الذي كان قضية وطن وأصبح فيما بعد حزب سياسي ناشطٌ بإسمه .
وكان أول ظهور لـ " الحفيدة " في إستضافة حظيت بها لدى التلفزيون الجزائري ، المؤسسة العمومية المعروفة بـ " تنقية " مواضيعها التي تعرضها للمشاهد الجزائري ، غير أنها وفي سابقة تتجاوز خطوطا محسوبة على الترويج لتمجيد الخونة ، كل هذا حصل في غياب كلي للأسرة الثورية وصمتها إزاء هذا الظهور وهذه الإستضافة ، مثلها كباقي المُنظمات الثورية والجمعيات والمُؤرخين .
الكتاب الذي يحملُ كمية هائلة من " الإستغباء" التاريخي والكثير من الهُراء الدي لا يصدقه جزائري عاقل وحتى وإن لم يعايش فترة الإحتلال ، والتي جاءت في شكل مُبررات للكثير من الجرائم المحسُوبة عن السفاح " بن قانة " خصوصا في أحد أقوالها " المُبتذلة" التي تؤكد فيها إضطرارهُ للإعتراف بفرنسا خشية حصول مجاعة كانت ستبتلع مواطنيهم .
ويعرف عن " السّفاح " قطعه لأكثر من 900 أذن للشهداء مازالت في المتاحف الفرنسية حتى اليوم ، دافعت عنها الحفيدة على أنها عملية إنتصار عرفت بها القبائل بذلك الوقت ، وعن تنكيله بجثث الشهداء تقول أنها تندرجُ ضمن الصراعات القبلية ، وبالتالي فقد كان هذا الرجل من أخطر الباشاغات المُساندين لفرنسا والتي حاز منها على أكثر من 14 تكريم يُثبت فعل الخيانة الوطنية.
وفيما خيّم الصمت " الوطني " على الكثير من الجهات ، ألغت وزارة الثقافة بيع الكتاب ، في تعليمة من مسؤولها الأول ميهوبي إلى مدير الثقافة بقسنطينة يمنع فيها " الحفيدة " من بيع كتابها بالتوقيع حيث كانت هناك تحضر لهذا الأمر وعلى مرأى الجميع .