يمر الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، بأصعب أيامه، عقب الخلافات التي بدأت تظهر للسطح وتسرب البعض منها لوسائل الإعلام، أبرزها داخل حركة النهضة، التي بدأت بعض الأطراف منها تبدي رفضها الصريح لمسعى الوحدة بين الأحزاب الثلاثة المشكلة للاتحاد.
وتفاقمت الأمور داخل الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، بعد الانتخابات التشريعية الماضية ونتائجها غير المتوقعة بالنسبة لقادة الاتحاد، الأمر الذي عجل بصعود التوترات، خاصة للرافضين لمسار الوحدة من طرف بعض قياديي حركتي النهضة والبناء الوطني، لا سيما خلال اللقاء الذي جمع البعض منهم على مأدبة عشاء نظمتها حركة البناء الوطني بعد فوز القيادي سليمان شنين بمقعد بالمجلس الشعبي الوطني عن العاصمة.
وحسب ما تم تسريبه لـ«البلاد” وأكدته مصادر قيادية من حركة النهضة، فضلت عدم الكشف عن هويتها أو تقديم المزيد من التفاصيل، مكتفية بالقول ”إن ما حدث لا يعدو أن يكون سوء تفاهم”، فإن هذه المأدبة دعي إليها الجناح الرافض لمسار الوحدة. في حين الطرف الآخر المدافع عنها منع من الدخول لمكان مأدبة العشاء، وهو الأمر الذي دفع بهذا الجناح للتسريع من وتيرة جمع التوقيعات لعقد مؤتمر استثنائي من شأنه الإطاحة بالأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، حيث يتهمه البعض بأنه يقف ضد مسعى الوحدة، رغم أن كل تصريحاته الأخيرة وحتى الحملة الانتخابية التي أشرف عليها مع مصطفى بلمهدي وعبد الله جاب الله تنفي ذلك، غير أنها لم تشفع له لدى الطرف الآخر.
فيما يرجع البعض خلفيات ما يحدث حاليا إلى الصراع الذي شاب الحركة عشية الترشيحات للانتخابات التشريعية الماضية، وما حدث من انسحاب بعض الأطراف بعد رفض ملفاتهم وترشيح حسن عريبي لتصدر قائمة الاتحاد بالعاصمة وتم تعويض المنسحبين بالنائب السابق والقيادي في النهضة يوسف خبابة وهي الأحداث التي ستلقي بظلالها حتما على مستقبل الاتحاد وحتى على حركة النهضة في قادم الأيام.
ويرتكز معارضو مسار الوحدة على أن ”الحلقة الأضعف” في الاتحاد، ترغب في ربح الوقت إلى غاية الانتخابات المحلية القادمة، والمرتقب أن تكون شهر نوفمبر من السنة الجارية، قبل أن تفك ارتباطها مع الجماعة، خاصة وأنها تريد تجاوز عقبة الـ4 بالمائة في الانتخابات القادمة وهو ما يؤهلها مستقبلا لدخول غمار أي استحقاقات دون الحاجة إلى التحالف مع الأحزاب الأخرى.
