
جَدَّد الجزائريون مرة أخرىوفاءهم للقضية الفلسطينية وتضامنهم المعهود وتعبيرهم بمشاعر فياضة تجاه الشعب الفلسطيني وأهالي غزة تحديداً في خروج جموع حاشدة إلى شوارع كل مدن الوطن ، تعبيرا عن دعمهم اللامشروط لقطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، الذي تجاوز عدوانها كل الخطوط الحمراء بقصف المستشفيات وتدمير البنايات فوق رؤوس ساكنيها، مخلفا مجازر دموية أدت إلى سقوط آلاف الضحايا والمصابين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
كلنا فلسطينيون......
وترسم المسيرات الحاشدة التي تجوب شوارع ولايات الوطن مشاهدا عظيمة، تعزز الإنطباع مجدداً الحضور الفلسطيني في وجدان الشعب الجزائري، وإرتباط قلوب الجزائريين بكل التوجهات خلف المقاومة التي لن تتوقف حتى تحرير الأقصى وكامل فلسطين".
وصدحت حناجر كل الجزائريين شعبا وأحزابا ومنظمات غير حكومية ، مطالبة بإيقاف المجازر في حق أبناء غزة، ومشروعية معارك فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة اليهود الغاصبين على جرائمهم البشعة في حق الفلسطينيين عموماً، محذرين في الوقت نفسه من جريمة تطهير عرقي جديدة قد تحدث مع تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم بسبب القصف المستمر.
كما جددت الجماهير، التي حجت إلى الشوارع الجزائرية لنصرة الشعب الفلسطيني في محنته ضد آلة القتل والإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي واضح، والدعوة إلى إسقاط التطبيع ي بعض الدول وإغلاق مكاتب الاتصال الإسرائيلية في عواصم عربية، اعتراضا على استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة للأسبوع الثاني على التوالي.
وانطلقت في حدود الساعة الـ 11 ، مسيرات ضخمة ، في جميع مدن الوطن تقريباً ، تشكلت من جميع فئات الشعب الجزائري ومختلف أطيافه السياسية دعما للمقاومة في عملية "طوفان الأقصى" .
فلسطين أمانة والتطبيع خيانة...
ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا في الساحات العمومية ، الجزائر العاصمة ، وهران ، قسنطينة ، عنابة ، تلمسان والشلف وورقلة ، الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات قوية من قبيل ، " غزة غزة رمز العزة" ، و" نتنياهو يا جبان... فلسطين لا تهان".
كما حملوا لافتات تدين الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتنتقد الصمت الغربي، وكذا يافطات عريضة تندد بالتطبيع من قبيل "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، وأخرى منددة بانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين وداعمة للمقاومة الفلسطينية.
وحمل الجزائريون الأعلام الجزائرية والفلسطينية والكوفيات الفلسطينية، ونادوا بنصرة أهل غزة، ووقف التطبيع وفضح المطبّعين المنخرطين في اتفاقيات أبراهام المشؤومة.
وبرأي كثيرين ، فإن مسيرات الخميس في الجزائر كشفت عن أن الشعب الجزائري بمختلف تكويناته الأيديولوجية والسياسية مع فلسطين، وأن فلسطين تبقى دائما قضية وطنية بامتياز، فهي قضية كل الشعب الجزائري على اختلاف مشاربه".
مسيرات الجزائريين.... رسالة إلى المؤسسات الدولية
كما بعثت هذه المسيرات رسالة الجزائريين إلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية مؤداها أنه "كفى من سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع ما يقع في فلسطين المحتلة وفي غزة من تقتيل للأطفال والنساء وجرائم حرب وضد الإنسانية ومحاولة تهجير المدنيين، وأنه آن الأوان ليتحمل المنتظم الدولي ومؤسساته مسؤوليته لحماية الفلسطينيين الذين هم تحت نير الاحتلال".
ومعلوم أنه منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، بدا التضامن والتأييد الشعبيان في الجزائر لافتين من خلال وقفات تضامن نظمت بشكل يومي في المدن الجزائرية ومنظمات المحامين، القضاة، الأسرة الرياضية في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.
كما شهدت العديد من الكليات والجامعات الجزائرية وقفات تضامنية وحلقات طلابية عبّر من خلالها الطلاب عن فخرهم واعتزازهم بما حققته المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى".