اعتمدت مديريات الأمن عبر الولايات، مخططا أمنيا يمس المحاور الرئيسية بالطرق الوطنية والسريعة وذلك من أجل التقليل من حوادث المرور خلال شهر رمضان، ويعتمد هذا المخطط بالدرجة الأولى على عمليات التحسيس والتوعية في صفوف السائقين، حيث أمرت المديرية العامة للأمن الوطني، بنصب خيم لإفطار السائقين ومطالبتهم بضرورة احترام قانون المرور وتجنب السرعة المفرطة باعتبارها عامل رئيسي في حوادث المرور، خاصة وقت الإفطار، ويأتي إجراء المديرية العامة للأمن الوطني ـ حسب مصادر “البلاد” ـ في إطار “سياسة الشرطة الجوارية وروح التكافل بين مصالح الشرطة والمواطنين ومن أجل التوعية والتحسيس من خطورة حوادث المرور”، خاصة وأن 10 أيام الأولى من الشهر الفضيل شهدت العديد من حوادث المرور القاتلة.
ودخلت العديد من المساجد في حملة التحسيس والتوعية بخطورة حوادث المرور، حيث يتطرق الأئمة في الخطب التي تسبق صلاة التراويح عادة إلى هذه الظاهرة، محذرين من مجازر الطرق وضرورة الحفاظ عن النفس وعلى الحياة وتحريم قتلها بـالمناورات الخطيرة والسرعة المفرطة، وأشار عدد من أئمة المساجد إلى أن الأمر أصبح خطيرا جدا، حيث يسجل في كل يوم سقوط المزيد من الأرواح البريئة في مختلف طرقات وبالجملة في العديد من الأحيان، مؤكدين أن الدين الإسلامي والشريعة السمحاء، يحرمان قتل الإنسان لنفسه وقتل الإنسان لأخيه الإنسان، كما أن بعض الأئمة، أضافوا أن تطبيق قوانين المرور، هو من تطبيق شرائع الإسلام، لكون هذا القانون يحمي أرواح الناس والدين الإسلامي يدعو إلى الحفاظ على هذه الأرواح لكونها أمانة مودعة.
و جاء دخول المساجد على خط الحملات الوطنية للتقليل من حوادث المرور، ليؤكد أن القوانين الردعية المتمثلة في سحب رخص السياقة وتعليقها وتطبيق الغرامات المالية وغيرها من العقوبات، لم تقلل من الحوادث، وهو الأمر الذي حتم انتهاج أسلوب التوعية والحملات التحسيسية وباستعمال كل الوسائط، خاصة وأن للمساجد تأثير كبير على الجزائريين، زيادة على نصب خيم للإفطار من قبل مديريات الأمن عبر الولايات في محاور الطرق الوطنية الرئيسية وذلك كله في محاولات من أجل تكريس الثقافة المرورية والتقليل من مجازر الطرق.
