البلاد - عبد الله نادور - أكد الأمين العام لحركة النهضة، يزيد بن عائشة، أن الانتخابات الرئاسية ضرورة تمليها المصلحة الوطنية، مؤكدا أن الحركة تستبعد خيار مقاطعة هذا الموعد، مضيفا أن الحركة باشرت ومستعدة لجولة مشاورات مع الطبقة السياسية بهدف البحث عن مرشح توافقي، مبديا أسفه على تضييع فرصة منتدى الحوار الوطني لعدم استمراره وتفعليه، وتعطل اللقاء التشاوري الذي بادر به المجتمع المدني.اعتبر يزيد بن عائشة، على هامش افتتاح دورة مجلس الشورى الوطني، اليوم السبت، أن الانتخابات الرئاسية القادمة “ضرورة”، وإذا طال الأمر “قد يتعفن الوضع في ظل أزمات معقدة من الناحية الاقتصادية تليها أزمة اجتماعية”، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تطمين تساعد على حشد أكبر عدد من المواطنين والتفاهم حول الانتخابات الرئاسية، بما فيها ذهاب حكومة بدوي، التي اعتبر بأنها بمثابة “عائق إداري وسياسي” لإجراء الانتخابات.
من جهة أخرى، قال بن عائشة بوجود مشاورات مع مختلف التوجهات، خاصة المترشحين للرئاسيات، بخصوص إمكانية مرشح توافقي، وقال “نحن متفتحين على هذا الأمر”.
وقال الأمين العام لحركة النهضة، أنه اعتبارا للمعطيات الواقعية الحالية، وفي هذه المرحلة الراهنة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، يتحتم على القوى الوطنية الحية ترتيب أولوياتها بطريقة يجري من خلالها تجاوز خلافاتها أو تأجيلها والارتقاء إلى حجم المسؤولية التاريخية لمواجهة تحديات الحكم المطلق والمخاطر الداخلية والخارجية، التي صارت اليوم تهدد الوجود الوطني، ولا يتم ذلك إلا بتعزيز الجهد الذي يعمل من أجل قوى التغيير القادرة على التكتل خلف هدف واحد تراعى فيه المصلحة العامة والوحدة الوطنية كمعيارية في المواقف الكبرى، متأسفا على تضييع فرصة منتدى الحوار الوطني لعدم استمراره وتفعليه، وتعطل اللقاء التشاوري الذي بادر به المجتمع المدني.وأدان بن عائشة كل تدخل أجنبي يطال الدولة الجزائرية، داعيا إلى تقوية اللحمة الوطنية وتعزيز التماسك الداخلي بتعزيز الثقة بين مكونات المجتمع، وإبعاد كل ما من شأنه تفكيك النسيج المجتمعي، من شعارات أو خطابات أو تنابز بالألقاب أو ممارسات تعسفية في حق الأفراد.
وبخصوص موقف الحركة من الرئاسيات القادمة، أكدت مصادر من الحركة لـ«البلاد”، فضلت عدم الكشف عنه هويتها، أنه حصل إجماع لدى أعضاء مجلس الشورى على ضرورة المشاركة في الرئاسيات وعدم الالتفاف للمقاطعة، غير أن أعضاء المجلس انقسموا بين داع للتوافق حول شخصية والبحث عن ذلك، والتأني في اتخاذ الموقف حاليا، خاصة وأن الصورة لم تتضح، في حين كان هناك أعضاء يرافعون لصالح الدفع بمرشح الحركة، ممثلا في أمينها العام، يزيد بن عائشة، وذلك لعدة أسباب، خاصة وأن هذا الأمر يعد تحد للحركة وقياداتها لتزن نفسها في الساحة السياسية، كما يعد ذلك تكوينا ميدانيا لمناضليها الشباب، خاصة ما تعلق بجمع التوقيعات.
