أصيل محمد بن فرحات _ استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، وزير أوروبا والشؤون الخارجية للجمهورية الفرنسية، جان نوال بارو، الذي يؤدي زيارة إلى الجزائر، مرفوقًا بوفد رسمي رفيع المستوى.
وجرى اللقاء بحضور مدير ديوان رئاسة الجمهورية، بوعلام بوعلام، ووزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، إلى جانب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، الوناس مقرمان.
وفي تصريحاته عقب اللقاء، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن زيارته للجزائر جاءت في أعقاب الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين، عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون، الذي تم يوم 31 مارس، مشيرًا إلى أن الزيارة تهدف إلى إعادة تفعيل العلاقات الثنائية وطي صفحة التوترات غير المسبوقة التي شهدتها الأشهر الماضية، والتي قال إنها لم تكن في صالح الشعبين الجزائري والفرنسي.
وأوضح بارو أن بلاده تسعى إلى بناء شراكة متكافئة تقوم على الثقة والهدوء والندية، انطلاقًا من الروابط الإنسانية والتاريخية والثقافية العميقة التي تجمع البلدين، وخاصة في ظل وجود ملايين من العائلات ذات الأصول الجزائرية المقيمة في فرنسا.
وكشف بارو أن لقاءه مع الرئيس تبون والوزير عطاف سمح بطرح جميع المواضيع الخلافية بصراحة، في سبيل استعادة الديناميكية التي رسم معالمها إعلان الجزائر 2022. وأكد أن الطرفين قررا إعادة تفعيل كل آليات التعاون في مختلف المجالات، وعلى رأسها التعاون الأمني والحوار الاستراتيجي حول منطقة الساحل.
كما أعلن عن زيارة مرتقبة لوزير العدل الفرنسي إلى الجزائر، والتي ستمثل انطلاقة جديدة للتعاون القضائي بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالإنابات القضائية الخاصة بملفات الكسب غير المشروع، مؤكدًا استعداد باريس لاستقبال وفد قضائي جزائري للاطلاع على هذه الملفات في العاصمة الفرنسية.
وفي ملف الهجرة، شدد بارو على أن الرئيسين اتفقا على استئناف التعاون القنصلي دون تأخير، بما في ذلك ملفات الترحيل والتأشيرات، في إطار الاتفاقيات الثنائية. كما أشار إلى اتفاق على عقد لقاء مستقبلي بين القناصل الجزائريين بفرنسا ومسؤولي المقاطعات الفرنسية، لتنظيم التعاون القنصلي بشكل أفضل.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد تطرق المسؤول الفرنسي إلى بعض التحديات التي عرفتها التبادلات الثنائية مؤخرًا، لا سيما في قطاعات الصناعات الغذائية، السيارات، والنقل البحري، مشيرًا إلى استعداد الرئيس تبون لإعطاء دفعة جديدة لهذا التعاون. كما أعلن عن لقاء مرتقب بين رئيسي منظمتي أرباب العمل في البلدين يوم 9 ماي المقبل، على أن يُعقَد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة قبل الصيف لمناقشة كل هذه الملفات.
فيما يتعلق بملف الذاكرة، أكد بارو استئناف عمل اللجنة المشتركة من المؤرخين الفرنسيين والجزائريين، موضحًا أن المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا تلقى دعوة لزيارة الجزائر لمواصلة التعاون في ملف استرجاع الممتلكات الثقافية الجزائرية.
وفي ختام زيارته، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن الجزائر وفرنسا اتفقتا على فتح صفحة جديدة من العلاقات تقوم على المساواة والمنفعة المتبادلة. وقال: "نسجل اليوم استئنافًا حقيقيًا للحوار بين دبلوماسيتي البلدين، وستُتوج هذه الديناميكية بلقاء مرتقب بين الأمناء العامين لوزارتي الخارجية خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأضاف: "الستار يرتفع، كما قال الرئيس تبون، وندخل الآن مرحلة جديدة من العلاقات بين بلدينا، من أجل منفعة الشعبين الجزائري والفرنسي".
