
فارس عقاقني_ استيقظ سكان قطاع غزة، صباح اليوم الإثنين، على مشهد مأساوي جديد يوثق إحدى أبشع الجرائم التي تُرتكب منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 19 شهرا، فقد استشهد العشرات من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة فهمي الجرجاوي، التي كانت تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة.
أحد المشاهد التي أثارت موجة غضب عارمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تمثل في مقطع فيديو وثّقه ناشط فلسطيني على حسابه في "إنستغرام"، يظهر فيه محاولة طفلة النجاة وسط ألسنة اللهب التي اندلعت في المدرسة، في مشهد مؤلم وصفه الناشطون بأنه "يفوق الوصف"، مرفقين المقطع بعبارة مؤثرة: "ولا شيء… تخيل هذه ابنتك أو أختك الصغيرة".
الفيديو، الذي أظهر الطفلة وهي تحاول الهروب من بين جثث عائلتها المحترقة، أعاد تسليط الضوء على حجم المأساة التي تعيشها غزة في ظل صمت دولي وعربي وإسلامي مطبق، وقال مغردون: "صباح غزة كان أسود ومؤلما… متى تستفيق الضمائر؟"
من جهته، صرّح مدير الإسعاف والطوارئ في شمال غزة، فارس عفانة، بأن "أطفالا احترقوا ولم يتمكن أحد من إنقاذهم"، مؤكدا سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وقد ارتفع عدد الشهداء إلى 30 قتيلاً على الأقل، في قصف طال المدرسة فجرًا، إلى جانب منزل لعائلة فلسطينية في القطاع.
في المقابل، اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بتنفيذ الهجوم، مدعيا أن المجمع المدرسي كان يُستخدم من قبل "إرهابيين للتخطيط وجمع معلومات تهدف إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل"، على حد زعمه.
وأضاف في منشور له عبر منصة "إكس" أن الجيش والاستخبارات (الشاباك) استهدفا "عناصر مركزية من حركتي حماس والجهاد الإسلامي" داخل المجمع.
تأتي هذه المجزرة في وقتٍ تزداد فيه الدعوات لوقف الحرب على غزة، وسط اتهامات متزايدة للاحتلال بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، في ظل غياب أي تحرك فعّال من المجتمع الدولي أو منظمات حقوق الإنسان.