البلاد.نت – محمد بلعليا: أربعون يوما منذ أدائه اليمين الدستورية .. كانت كافية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لإرساء تقاليد جديدة، من خلال التأسيس لعلاقات مع الإعلام والجيش، واستقبال شخصيات وطنية وسياسية في إطار التشاور، وأيضا الرفع من سرعة الأداء الدبلوماسي.
وكان تبون قد خصص مقابلة لمجموعة من الإعلاميين الجزائريين، كشف من خلالها على توجهات سياسته العامة، وأهم ما يريد العمل عليه في القضايا التي تهم المواطنين بشكل مباشر، وهو التقليد الذي غاب منذ عشرين سنة.
وبالأمس تنقل الرئيس تبون الى مقر وزارة الدفاع الوطني، حيث ترأس جلسة عمل وألقى كلمة بحضور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة وإطارات سامية من وزارة الدفاع الوطني.
ويقول الخبير الأمني احمد كروش في تصريحاته لقناة البلاد "بعد ما يقارب الشهر و10 أيام من استلامه لمهامه رأينا عدة تقاليد جديدة وضعت في ممارسة رئيس الجمهورية لمهامه"، وتابع "هناك عدة أشياء جديدة".
وبحسب ذات الخبير الأمني فإن هذه التقاليد الجديدة تتمثل في أن تبون "أراد أن يؤسس لعلاقة جديدة بين الرئاسة والجيش"، ومنها "استقبال الشخصيات الوطنية من المجتمع المدني والطبقة السياسية والتشاور"، و"الانفتاح على الإعلام الذي لم نكن نشهده، فمنذ 20 سنة لم يجتمع الرئيس مع الصحافة الوطنية".
وتابع الخبير الأمني احمد كروش يقول "هناك حجر الأساس في التعامل بصيغة جديدة في كل المجالات".
وكان الرئيس تبون قد وسع من لقاءاته بشخصيات وطنية في إطار التشاور من أجل تعديل الدستور، وآثر على نفسه زيارة أحمد طالب الإبراهيمي، كما لم يستبعد زيارة الرئيس الأسبق للجمهورية اليمين زروال لذات الشأن، وهو من التقاليد الجديدة التي رسخها تبون، وأيضا لقاؤه بالصحافة الوطنية وتمرير الرسائل عن طريقها، عوض اللجوء إلى الرسائل أو الصحافة الأجنبية.
وفي خرجته الأخيرة التي تنقل فيها إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، لترأس جلسة عمل، عمل تبون على إرساء تقليد جديد، أبرزه التعهد بمواصلة تطوير قدرات الجيش، والثناء عليه في حماية الوطن من ويلات سقوط الدولة المدنية، كما كانت صور جلوسه في مكتبه بمقر وزارة الدفاع الوطني رسالة كبيرة المعنى، خاصة وأنها الأولى منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين.
