لهذه الأسباب يرفض بعض البطالين العمل!

"البلاد" تحـاول فك لغز "الجزائري لا يشتغل"

أرشيف
أرشيف

 "التفيـــــاس"  تهمة للعامل الجزائري والشبـــاب يرد "نعمل بقدر الأجر"

 

كشفت آخر دراسة للديوان الوطني للإحصائيات في سبتمبر 2016 أن عدد البطالين في الجزائر قد بلغ  1.272.000 شخص، وبينت الدراسة أن البطالة مست أساسا فئة أصحاب الشهادات الجامعية بنسبة 17.7 بالمائة، أما فئة البطالين دون أي شهادة فقد بلغت 7.7 بالمائة. وهذا ما يطرح التساؤل حول كيفية سيرورة سوق التشغيل في الجزائر ولماذا يعاني الشباب وخاصة خريجي الجامعات من البطالة لسنوات عديدة، في حين تتذمر المؤسسات من نقص الكفاءات الوطنية وتعلن كل سنة عن حاجتها لموظفين جدد، بل قد تلجأ بعض المؤسسات إلى استيراد اليد العاملة من الخارج. كل هذه المعطيات تجعل سوق التشغيل في الجزائر يعاني من فقدان حلقة مهمة حالت دون تطوير الاقتصاد الوطني.

ولمعاينة نقاط الضعف التي لا تزال تعرقل عالم الشغل بالجزائر ارتأت (البلاد) متابعة كل تفاصيل صالون التشغيل، الذي أقيم الأسبوع الماضي برياض الفتح في طبعته الحادية عشرة، حيث شهد مشاركة 32 مؤسسة مختلفة المجالات تعرض ما يزيد على 3000 منصب عمل.

"البلاد" وقفت على حلقة مفقودة تبقى مهمة لإعطاء عالم التشغيل قفزة تسمح بتطوير الاقتصاد الوطني.

الشباب متذمر: "من أين لنا الخبرة إن لم تتح لنا فرص العمل؟"

يقول كريم صاحب 28 سنة والمتخرج من المعهد الوطني للتخطيط والإحصاء منذ 3 سنوات "أنا مهندس وأتابع عروض العمل كل سنة، لكن غالبية المؤسسات تشترط خبرة أدناها 5 سنوات من أجل الحصول على الوظيفة، أنا أتساءل من أين لي الخبرة إن لم أحصل على فرصة عمل؟? ويضيف صديقه محمد خريج كلية علوم الإعلام والاتصال ?هناك مؤسسات تستغل نقص الخبرة من أجل استغلالنا وتوظيفنا برواتب زهيدة، لا تكفي حتى للعيش حياة كريمة، وهو أمر لا أقبله شخصيا?.

الشاب الجزائري لا يعرف كيف يسوق قدراته!

من جهة أخرى يتهم الكثير من مدراء المؤسسات والأساتذة المختصين الشاب الجزائري بأنه لا يعرف كيف يسوق لقدراته وإمكانياته، فالكثير من خريجي الجامعات يعجزون عن كتابة السيرة الذاتية بطريقة صحيحة بينما يجهل معظمهم كيفية إجراء مقابلة عمل. وفي هذا السياق يقول الدكتور  علي بلخيري، أستاذ جامعي ومسؤول عن تنظيم الصالون ?ما ينقص جامعاتنا هو مراكز لتحضير خريجي الجامعات لخوض الحياة العملية، على الأقل ستقوم هذه المراكز تحت إشراف مختصين بتأهيل الشباب للحياة العملية وتمكينهم من كتابة سيرهم الذاتية بشكل صحيح وإجراء مقابلات عمل ناجحة?.

"التفياس" تهمة للعامل الجزائري والشباب يرد "نعمل بقدر الأجر"

 تركز العديد من المؤسسات في اختيارها للعمال على عنصر الكفاءة والجدية في العمل، ولهذا قد تلجأ إلى استيراد اليد العاملة الأجنبية في مشاريع وقطاعات مهمة، بحجة أن العامل الجزائري? فياس وفنيان? وهو المصطلح الذي أصبح لصيقا به، فعدم إتقان العمل والتهرب من إكمال الساعات المطلوبة جعل المؤسسات تتذمر من نقص المردودية، في حين أن بعض الشباب يبرر ذلك بالاستغلال الذي يتعرضون له. يقول سمير.ع ?أنا أعمل في مؤسسة خاصة منذ 5 سنوات ورغم ذلك أتقاضى أجرا زهيدا، ويطالبونني بالمزيد من العمل دون حساب الساعات الإضافية، لذلك أقر أنني أتهرب أحيانا ولا أنفق كل طاقتي في العمل عمدا، لأنني أرى أن العمل يكون على قدر الأجر?.

 تغيير المهن: موضة أم حاجة مادية؟

الباحثون عن مناصب عمل في صالون التشغيل ليسوا كلهم بطالين، بل منهم من يرغب في تغيير مجال العمل بغية تحسين الدخل أو لأسباب أخرى تتمثل أساسا في أن منصب العمل لم يعد يتماشى مع تطلعات العامل، ورغم أن أغلب الجزائريين يفكرون في الحصول على وظائف حكومية لأنها تمثل بالنسبة لهم الاستقرار والأمان، فالكثير من الشباب الذين قابلناهم لهم نظرة مغايرة، يقول نور الدين الذي يعمل في وظيفة مرموقة بالقطاع العمومي منذ 7 سنوات ?الأمر لا يتعلق بالجانب المادي، لكنني لا أرى أنني أتطور في المنصب الذي أعمل به، أنا أحس أنني آلة تكرر عملها كل يوم، لهذا أرغب في الحصول على وظيفة أخرى أطور بها قدراتي وأتعرف على مجال آخر?.

"أونجام" تنقذ المسجونين والمهاجرين غير الشرعيين من البطالة

 

تقدم الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر العديد من العروض التي تغري الشباب خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يبحثون عن مصدر تمويل، وقد ركزت الوكالة منذ نشأتها عام 2004 على توجيه الدعم لبعض الفئات الخاصة، حيث كشفت "ابتسام شايب" المكلفة بالإعلام والاتصال بالوكالة أن 1483 من ذوي الإعاقة قد استفادوا من قروض الوكالة، أما ضحايا المأساة الوطنية فقد بلغ عددهم 394، فيما تحصل 95 من المرشحين للهجرة غير الشرعية على قروض مصغرة. أما المهاجرون غير الشرعيين العائدين فقد بلغ عددهم 770، وكشفت المتحدثة أن 63 ممن يعانون من فيروس نقص المناعة قد تحصلوا على قروض من الوكالة بينهم 61 امرأة. وتهدف هذه السياسة حسب المصدر إلى المساهمة في إعادة إدماج الفئات الخاصة في الحياة العملية والاجتماعية والاستثمار في قدراتهم.

المترشحون يستغلون ورقة الشغل في حملتهم الانتخابية

 أكد مدير مؤسسة خاصة بالجزائر أن عالم الشغل في الجزائر ?مسيس? ويعاني من اضطرابات وعدم الاتزان، وكشف المتحدث عن استيائه من استعمال المترشحين ملف التشغيل في الجزائر كورقة أثناء الحملة الانتخابية، حيث يقدمون وعودا بتوفير مناصب شغل في حين أن أغلبهم يجهل واقع سوق التشغيل بالجزائر، ويعجزون عن وضع إستراتيجية لتحسين مناخ العمل في الجزائر.    

آخر إحصائيات التشغيل في الجزائر

 

 بلغت نسبة العمالة في سبتمبر 2016، 37.4 بالمئة، حسب ما كشف عنه الديوان الوطني للإحصائيات، وتظهر التفاصيل أن العمال الأجراء يمثّلون حوالي سبعة مشتغلين من ضمن عشرة. أما فيما يخص التوزيع حسب القطاعات فتظهر التركيبة النسبية أن قطاع الخدمات يشغّل 61 بالمائة من إجمالي اليد العاملة، يليه قطاع البناء بنسبة 17.5 بالمئة ثم قطاع الصناعة بنسبة 13.5 بالمئة وتأتي الفلاحة في المرتبة الأخيرة بما نسبته 8 بالمئة.

وأظهرت الدراسة أن القطاع الخاص يُشغل 59.8 بالمائة من إجمالي اليد العاملة والتي تمثل 6.490.000 مشتغل.

 

فارس مســـدور: جامعاتنا ينقصـــــها الجانب التطبيقي

قال الخبير الاقتصادي فارس مسدور في تصريح لـ"البلاد"إن الجزائر لا تنقصها الكفاءات، فالشباب الجزائري متمكن في كل المجالات التي يمكن أن تساهم في النهوض بالاقتصاد الوطني، ولكن المشكل يكمن في نقص العمل التطبيقي بالجامعات الجزائرية،  الأمر الذي ينعكس سلبا على الشباب حين يتوجهون للحياة العملية. وأضاف  المتحدث قائلا "سوق التشغيل في الجزائر غير منظم ولا يستجيب لمنطق العرض والطلب، كما أن المؤسسات لا تحدد ما تحتاجه من كفاءات ولا تدفع ثمنها، بل أغلبها يفضل أن توظف من لا يحملون شهادات جامعية لسهولة السيطرة والاحتيال عليهم". 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  3. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  4. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  5. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد هجوم بمسيرات

  6. وكالة “إرنا” الإيرانية: المنشآت النووية في أصفهان تتمتع بأمن تام

  7. منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة