يحتفل "عميد" الأندية الجزائرية لكرة القدم "مولودية الجزائر" بمئوية تأسيسه، اليوم، المُصادف لـ 7 أوت من كل عام، بعد أن أتّم قرنه الأول، في ظروف إستثنائية جراء انتشار وباء "كوفيد 19" وتحت مرارة الموسم الذي توشح فيه النادي اللون الأبيض، خارجا من أجواء جميع المنافسات خال الوفاض.
فلم ينجح أشبال المدرب نبيل نغيز بالتتويج بلقب البطولة ولا برابطة أبطال إفريقيا ولا حتى بكأس الرابطة، ليخفق الجيل الحالي في مواصلة تشريف إرث ثقيل تركه الجيل الذهبي الذي كتب تاريخ مولودية الجزائر بأحرف من ذهب، خاصة عام 1976 الذي سجل علامة فارقة بتسيد المولودية للكرة الوطنية والقارية بفضل التتويج بالثلاثية، بطولة، كأس الجزائر وكأس إفريقيا للأندية البطلة.
بابا حمود...الرجل الذي أسس المولودية
تأسست المولودية الشعبية الإسلامية الجزائرية عام 1921 من طرف المرحوم عبد الرحمان عوف المدعو "بابا حمود" بأزقة القصبة العتيقة، في سياق سياسي-ثوري دعما للقضية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي الغاشم، عبر توظيف اللعبة الأكثر شعبية عالميا وكذا بقية الرياضات.
وانتظر الفريق إلى غاية موسم 1935-1936 للصعود إلى القسم الأول، وبسط العميد سيطرته على كرة القدم الوطنية والإفريقية في الفترة الممتدة بين 1970-1980 أو ما يعرف بـ "العقد الذهبي" بفضل تشكيلة مثالية، يتقدمهم الثنائي عمر بتروني وزبير باشي، وحققت المولودية آنذاك أول تتويج لها بكأس الجزائر عام 1971، بقيادة المدرب علي بن فضة، ليعود عام 1973 برفعه لنفس الكأس عاليا للمرة الثانية.
أول فريق يُتوج بالثلاثية التاريخية في الجزائر
وشهدت سنة 1976 ذروة أمجاد مولودية الجزائر، حينما نجح أشبال المدرب التاريخي عبد الحميد زوبا في اكتساح كل من وقف في طريقهم محققين ثلاثية تاريخية لم يتمكن لحد الآن أي ناد جزائري من تكرارها (بطولة -كأس الجزائر-كأس إفريقيا).
ويُعتبر "العميد" أول فريق جزائري يضع أقدامه فوق أرضية ميدان ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، إثر دعوة من ريال مدريد، للمشاركة في دورة ودية احتفالا بمرور 75 سنة على تأسيس النادي الإسباني العملاق.
وواصلت المولودية سيطرتها على المستوى المحلي بنيلها لقبي بطولة آخرين على التوالي (1978 و1979)، ولم تحقق المولودية خلال العشرية الممتدة من 1980 إلى 1990، سوى لقبا واحدا ويتعلق الأمر بكأس الجزائر سنة 1983، وصام بعدها النادي العاصمي لقرابة عشرين عاما ليعود من جديد ويتوج بلقبه السادس في البطولة الوطنية وكان ذلك في 1999 بالفوز في النهائي على شبيبة القبائل (1-0)، بملعب الشهيد "أحمد زبانة" بوهران.
....الفشل لصيق الفريق في السنوات الأخيرة
وبقيادة المدرب المحنك، المرحوم عبد الحميد كرمالي، سيطر زملاء عامر بن علي على مجريات البطولة، مما سمح لهم بالعودة إلى الساحة القارية ولكن سرعان ما أقصوا على أيادي سنغالية، وعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار على الصعيدين الإداري والفني، إلا أن النادي الأخضر والأحمر تمكن من تحقيق الألقاب في النصف الثاني من العشرية الأولى لسنوات 2000، بافتكاكه لكأس الجزائر مرتين متتاليتين (2006 و2007)، فضلا عن لقب وطني سابع وأخير في 2010. وعرف الفريق عودة مجمع "سوناطراك" في 2013، إلا أن المولودية لم تحز سوى على كأس الجزائر في 2014 و2016، رغم الإمكانات الضخمة التي وفرها المساهم الرئيسي.
تجدر الإشارة أن أنصار العميد قرروا عدم الاحتفال بـ "المئوية" بسبب تزامنها مع الأزمة الصحية و ندرة المستلزمات الطبية، مفضلين جمع التبرعات لاقتناء قارورات الأوكسجين لفائدة المصابين بالفيروس، وذلك تحت شعار "ماكاش فيميجان..كاين أوكسجين".
