الدرك الوطني يعزز تواجده عبر الحدود

عين على الأمن وأخرى على الاقتصاد الوطني

الدرك الوطني
الدرك الوطني

رفعت مصالح الدرك الوطني شعار الجاهزية التامة عبر الحدود الشرقية والهضاب العليا للتصدي للتهديدات الأمنية التي يشكلها انتشار الجريمة   بكل أنواعها في ظل تنامي الإرهاب بدول الجوار، حيث تعتبر مؤشر تهديد لأمن البلاد مما يدفع لاتخاذ إجراءات وقاية مجهزة بأحدث التقنيات العصرية لمجابهة كل ما يتربص بوحدة التراب بأقصى سرعة.

 

مبعوثة ”البلاد” إلى الشرق الجزائري:  حليمة هلالي

 

ولنقل الوقائع عن كثب انتقلت ”البلاد” إلى الحدود الجزائرية الشرقية رفقة قيادة الدرك الوطني باتجاه الناحية الخامسة لقيادة الدرك الوطني على غرار قسنطينة وباتنة وأم البواڤي وخنشلة وسطيف وتبسة مرورا إلى واد كركم وبئر العاتر.

يقظة  24/ 24 ساعة لرجال الدرك عبر الحدود

لا يختلف اثنان على أن المناطق الحدودية حساسة، اذ لا تفصلها سوى بعض المرتفعات والمسالك الوعرة لدخول تونس وليبيا جعل منها المهربون وكرا لتحركاتهم ونشاطهم، وجعل قيادة الدرك بكل وحداتها على غرار حرس الحدود تعتمد على تعزيزات أمنية جديدة وفق التغييرات والظروف الأمنية التي تشهدها المناطق الحدودية لضمان أمن الوحدة الترابية سواء بتكوين أعوان الدرك لتغطية أمنية آنية وتجهيز المنطقة بمنشأة أمنية عصرية تحمي الحدود. 

العمل الاستعلاماتي لتفكيك الشبكات الإجرامية

أعطى اللواء مناد نوبة قيادات الدرك الوطني تعليمات لمنح الأولوية للاستعلامات العملياتية سواء لوحدات حرس الحدود أو قيادات الأمن العمومي  حيث سيتركز عمل الدرك على تنشيط العمل الاستعلاماتي، خاصة في  المناطق المحيطة بالمراكز المتقدمة التابعة لها، حيث سيتم التنسيق مع فرق التدخل الخاصة على استغلال المعلومات لتنفيذ الكمائن ورصد وإفشال أي محاولات تسلل إلى التراب الوطني من طرف عناصر إرهابية أو إجرامية، والقضاء عليها بعين المكان  لتفكيك الشبكات الإجرامية خاصة تلك المتخصصة في التهريب والهجرة السرية من خلال الجاهزية الدائمة وبالتنسيق التام مع الوحدات الأخرى للجيش الوطني ومصالح الأمن.

من هنا كانت الانطلاقة

 

كانت الساعة الثالثة عندما انطلقت الزيارة من العاصمة إلى الناحية الخامسة لقيادة الدرك الوطني وصلنا الى ولاية قسنطينة حيث أمضينا فيها ليلتنا بعدها توجهنا رفقة قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة لتفقد مشاريع وهياكل تابعة لهذه السلك النظامي بالولاية.

جاهزية وإمكانيات متطورة بمقرات عصرية جديدة

انطلقت الزيارة رفقة قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة نحو مقر القيادة الجهوية الخامسة بقسنطينة حيث تم إطلاق اسم الشهيد علي بوضرسة على مقر هذه القيادة الذي يقع بمدينة علي منجلي. وبعد ذلك توجهنا رفقة اللواء الى ولاية تبسة خلال زيارة تفتيش لوحدات الدرك الوطني على تدشين مقر جديد لحرس الحدود وسرية لذات الجهاز ببلديتي صفصاف الوسرى وبئر العاتر اللتين تقعان بمنطقة وعرة   يحرسها أبناء الوطن بكل ما أتوا من قوة لمجابهة المهربين من تجار السلاح والمخدرات والمواد الغدائية.

تقنية التليماتية في جميع الوحدات لتخفيض الجريمة

عملت قيادة الدرك الوطني على ربط كل وحداتها الجديدة بتقنية التليماتية التي تعتمد على تكنولوجيا الإرسال واستلام وتخزين المعلومات المتعلقة بالأجسام البعيدة مثل المركبات من خلال رصدها بأجهزة متطورة لاسيما أنها تقنية متطورة عن بعد دون الاعتماد على السجلات اليدوية والتقارير التقليدية واليدوية. فبفضل هذه التقنية اصبحت المعلومة ترسل في وقت وجيز وبالتالي إحصاء نتائج إيجابية والتقليل من نسبة الجريمة قبل وقوعها.

وفي السياق ذاته عاينا المقر الجديد قبل تدشينه من طرف اللواء مناد.  يقع مقر المجموعة الثامنة لحراس الحدود ببئر العاتر 90

كم جنوب عاصمة الولاية تبسة. وعلى نقاط التماس مع الحدود التونسية أعطى اللواء مناد الإشارة الخضراء لدخول سرية حرس الحدود بواد الكركم حيز الاستغلال دعما لمركز متقدم لحرس الحدود بمنطقة المزارة وقد شطبت هذه المشاريع بعد استهلاك أغلفة مالية تجاوزت الـ 100 مليار سنتيم. وفي هذه المنطقة الحدودية تم استرجاع أزيد من 45 مليارا و850 سنتيم قيمة المواد المهربة عبر الحدود وتوقيف 45 شخصا تورطو في هذه الجريمة التي بلغت نسبتها 47 بالمئة من معدل الجرائم بالمناطق الحدودية. ولذلك عملت قيادة الدرك على إنجاز هذه الهياكل الجديدة التي تعتبر استمرارا لإستراتيجية التصدي للجريمة العابرة للحدود بين تونس والجزائر وإحكام القبضة على شبكات التهريب التي أضحت تشكل دعما لتجار الأسلحة التي تحجز على الحدود الشرقية من طرف الجيش الوطني الشعبي.وتأتي هذه المقرات دعما للخندق الذي اعتمدته الجهات الأمنية على طول الحدود مع تونس والذي اضعف بشكل كبير مافيا تهريب المواد الطاقوية من جنوب الولاية إلى غاية ونزة والمريج بشمال ولاية تبسة. يجدر الذكر أن أكثر من 13 برجا للمراقبة تدعمت بها الولاية على مستوى الشريط الحدودي الشرقي لرفع مستوى اليقظة والتغطية الأمنية على الحدود مع تونس.

الفاتح سبتمبر: تسليم الوحدات المتبقية للدرك بهذه الولايات

شدد اللواء مناد نوبة خلال زيارته  ورشة بناء المقر الجديد للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بخنشلة على اطاراته بضرورة تسليم المقر خلال الفاتح سبتمبر. وحسب ما علمناه فإن أشغال إنجاز هذا المقر بلغت 65 بالمائة وفقا للشروح التي قدمت بعين المكان، والذي سيضم عند استلامه مكاتب إدارية وسكنات وظيفية لفائدة مستخدمي الدرك الوطني. وخلال الزيارة استمع قائد الدرك الوطني إلى شروح حول مشروع إنجاز وحدة للتدخل السريع ببلدية أنسيغة المحاذية لعاصمة الولاية تتربع على 14 هكتارا وتقدمت أشغال الإنجاز بحوالي 75 بالمائة. ولضمان خدمة امثل انطلقت ببلدية ششار أشغال بناء 20 سكنا وظيفيا  للدرك الوطني، بالإضافة إلى مشروعي المجموعة الإقليمية للدرك الوطني ووحدة التدخل السريع تطلبت  غلافا ماليا بقيمة 3 ملايير د.ج.

وسبق هذه الزيارة تفقد مشروع إنجاز مركز العمليات يجمع عدة وحدات بمجمع واحد بمنطقة العلمة يضم وحدات اقليمية وأمن الطرقات والتليماتية. ويضم هذا المجمع خمس وحدات منها ثلاث مستحدثة تخص فصيلة تأمين الطريق السيار وفصيلة الأمن والتدخل رقم 4 ومقر الكتيبة وفرقة الأحداث والفصيلة التليماتية كما اقترح اطارات الدرك إنشاء فرق الأحداث.

وحسب اطارات المجمع فإن نسبة الحوادث المسجلة عرفت انخفاضا إذ تم تسجيل 36 حادثا خلال أربعة اشهر الأخيرة للسنة الجارية بانخفاض قدر بـ 50 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية.

وتمثلت أهم النشاطات بهده المنطقة المعروفة بحركيتها الاقتصاديية بالقبض على متورطين بحوزتهم 2400 علبة دواء مهربة بقيمة 600 مليون سنتيم و110 علب سجائر و4 مركبات وتمت معالجة 117 قضية معالجة تم على اثرها توقيف 141  شخصا واسترجاع 2.8 ملايير سنتيم. وفيما يتعلق بجرائم الطريق فقد تم حجز ثلاث مركبات و4 دراجات نارية و150 من الكيف المعالج واسترجاع شاحنة مسروقة. ولتدعيم المنطقة أكثر تم إنجاز المجمع الذي يضم خمس وحدات. غادرنا المدينتين باتجاه مدينة باتنة، حيث تفقد قائد الدرك الوطني مبنى جديدا بمقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني الذي يضم مكاتب إدارية ومركزا للعمليات. تلقى قائد الدرك الوطني الذي كان رفقة السلطات المدنية والعسكرية للولاية شروحات حول هذا المشروع الذي تقدمت أشغال إنجازه حاليا بنسبة 99 بالمائة ويرتقب تسليمه نهاية ماي الجاري، قبل أن يتفقد بعض مرافق المبنى. واختتمت الزيارة التفقدية بالتوجه نحو ولاية أم البواڤي حيث عاين اللواء مناد نوبة مركز التكوين التقني للدراجات النارية للدرك الوطني بعين مليلة حيث تلقى شروحات حول مختلف أجنحة المركز ومسار التدريب والتكوين وظروف الإيواء والإطعام.

تعليمات لتحسين العمل الجواري وتوطين الثقة مع المواطن

أكد قائد الدرك الوطني في اجتماعه مع إطارته على ضرورة تعبئة كل الوسائل المادية والبشرية المتاحة لمكافحة الجريمة. وفي هذا الصدد شدد اللواء على أهمية العمل الجواري لتقوية الثقة بين رجل القانون والمواطن، مؤكدا أن هذه الثقة تأخذ بعين الاعتبار الاحترام المتبادل والصرامة في تطبيق القانون.

وحسب ما وقفت عليه ”البلاد” خلال زيارة ميدانية التي دامت يومين فإن الإستراتيجية الأمنية المتبعة من قبل هذا السلك هي حماية الحدو بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب، وتعتمد على الانتشار الواسع للقوات على مستوى الحدود وتكثيف الدوريات المتنقلة، والاستطلاع الجوي لمراقبة المناطق الحدودية وتنشيط العمل الاستعلاماتي لمكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة والتهريب بشتى أنواعه.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رعود وأمطار غزيرة عبر هذه الولايات

  2. أمطار غزيرة ورعود عبر هذه الولايات

  3. حصة الجزائر من إنتاج النفط الخام سترتفع بـ 12 ألف برميل يوميا ابتداء من أوت المقبل

  4. تسمية مقر المديرية العامة للأمن الوطني باسم المجاهد المرحوم أحمد درايعية

  5. موجة حر وجفاف تزيد من اشتعال حرائق الغابات في أوروبا

  6. وفاة الممثل الأسترالي جوليان مكماهون عن عمر ناهز 56 عاما

  7. ترامب: أمريكا ستبدأ محادثات مع الصين بشأن صفقة "تيك توك" هذا الأسبوع

  8. اتحاد الجزائر يتوج بكأس الجمهورية للمرة التاسعة في تاريخه

  9. غرامات بالمليارات تهدد عمالقة التكنولوجيا بسبب "تيك توك"

  10. منتدى رفيع المستوى لترقية التجارة والاستثمار بين البلدان الإفريقية الثلاثاء المقبل بالعاصمة