البلاد.نت - محمدعبدالمؤمن - بعد مرور أول أسبوع على فتح باب الترشّح للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أفريل 2019 ، حجّ 127 مواطنا إلى شارع الدكتور سعدان في عاصمة البلاد، لإيداع رسائل ترشّحهم إلى الرئاسيات لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ، وسحب الحزم الزرقاء التي تحمل المئات والمئات من استمارات جمع التوقيعات اللازمة للمرور إلى "مرحلة الجدّ" من السباق نحو قصر المرادية.
127 مترشّحا محتملا تقدّموا إلى غاية الساعة الخامسة 17:00 من مساء اليوم الأحد ، لسحب الاستمارات في ظرف 6 أيام عمل ، بمعدل يزيد عن 21 مرشّحا محتملا كل يوم ، وهو ما يعني أن عدد الطامحين ، جدّا أو هزلا ، لتولي منصب رئيس الجمهورية الجزائرية ، سيتجاوز إذا استمر على هذه الوتيرة رقم الـ882 مترشّحا محتملا مع نهاية الفترة القانونية المحددة لإيداع طلبات الترشّح ، قبل أن يفصل المجلس الدستوري في غربلتها وتحديد قائمة المرشّحين النهائية لاستحقاق 18 أفريل.
وحسب الحصيلة التي تنشرها وزارة بدوي بانتظام ، فإن ممثلي الأحزاب السياسية التي يتوقع منها أن تسعى في جميع المناسبات إلى الوصول للسلطة ، لم يتجاوز تعدادهم الـ13 شخصية فقط ، من بين الـ127 راغبا بالترشح للانتخابات الرئاسية ، لتبقى حصة الأسد التي تتمثل إلى غاية الساعة في 114 مواطنا ، للمترشّحين الأحرار ، مثلما تسمّيهم بيانات الوزارة ذاتها.
وإذا كانت عبارة "حصة الأسد" هذه تطلق عادة على الحصة الأكبر من ناحية الكمّ، بغضّ النظر عن الكيف والنوع في أغلب الأحيان ، فإن بعض هؤلاء الأحرار يصرّون على التسمّي بها ، و يرفضون تسمية "الأرنب" التي أصبحت لصيقة بالمترشحين للرئاسيات في الجزائر باستثناء القلّة القليلة منهم.
ومع ذلك فقد أخرجت لنا "حصة الأسد" أو "حصة الأرنب" من جعبتها طيلة أيام الأسبوع الأول من مرحلة التقدّم بنيّة الترشّح للرئاسيات ، عروضا كوميدية أدهشت المتابعين من داخل الوطن وخارجه ، وتحوّلت إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي المحلية ، في مشهد لا يعيد إلى الأذهان إلا تلك الحناجر الجريئة التي كانت تتقدّم لإسماع صوتها في تصفيات مسابقة "ألحان وشباب..عودة المدرسة" التي كان ينظمها التلفزيون العمومي للبحث عن المواهب الغنائية في ربوع الوطن.
